[align=justify]
ذهب أحمد إلي الحلاق التركي كي يحلق شعره , فهو شديد الأهتمام بمظهره , فعمله كصحفي ميداني يتوجب عليه أن يظهر دائماً بمظهر أنيق وجميل , خاصة في هذه الفترة بعد حصوله على درع التميز للسنة الثانية على التوالي , فهو الآن تحت محط أنظار الجميع ....
دخل أحمد الصحفي على الحلاق أنور فسلّم عليه وجلس في كرسي الإنتظار ريثما ينتهي أنور من حلاقة الزبون الذي سبقه .
وما إن استقر أحمد في مقعده حتى رنّ هاتفه المحمول , ذلك الهاتف الذي لا يهدأ أبداً ... فعمل أحمد كصحفي جعل علاقاته وارتباطاته في الناس كثيرة ..
أجاب أحمد على المتصل وبينما هو مسترسل في الحديث معه جاء دوره فدعاه أنور ليأخذ مكانه على كرسي الحلاقة ...
أنهى أحمد الإتصال وجلس على الكرسي ,,
سأله أنور عن حاله وصحته .
فأجابه أحمد : أنا بخير ولله الحمد غير أن الأجواء الآن أتعبتنا قليلاً لأننا لم نعتد عليها ..
رد أنور : يوماً بعد يوم وتتأقلم عليها ... ولكن كيف هي أجواء عملك بعد حصولك على درع التميّز ..؟؟
أحمد : لا تطاق زادت المسؤولية وزاد معها التعب ... فمن أولوياتي الآن المحافظة على مكانتي المتميزة ..
أنور : هكذا هي الحياة استعن بالله ولا تحمّل نفسك فوق طاقتها ..
وبينما أنور يقص في شعر أحمد رأى طفلة تلعب على جانب الطريق خرج ليلقي نظرة ... فوجدها بصحبة أختها التي لا تتجاوز العشرة أعوام ... تمتم ببعض الكلمات و عاد ليكمل الحلاقة ..!!
سأله أحمد :ما الأمر ؟؟
ردّ أنور : غريب أمركم .. تتركون أطفالكم يسيرون وحدهم في الطرقات وعندما يحصل لهم مكروه تلومون أنفسكم ... تماماً مثل ما فعلت تلك الأم التي خُطفت إبنتها ذات التسع سنين ..
يسأله أحمد : من تقصد .. تلك الطفلة التي أُعلن عنها في الصحف ..؟؟
أنور: لا تلك الحادثة أكل الزمان عليها وشرب ... هذه حدثت قبل يومين فقط في الحي المجاور
نظر إليه أحمد بدهشة وتساؤل وقال : أمرٌ غريب لم أسمع بتلك الحادثة ..
ردّ أنور : وهل سمعت عن حادثة القتل التي حصلت مساء أمس أو عن سرقة سيارة مدير الشرطة ؟؟
قطع حديثهم صوت سيارات المطافي تسير في الشارع ... نظرا إليها
أحمد : يا تُرى إلي أين ذاهبة تلك السيارات ..؟؟
أنور : إنها عائدة
أحمد : عائدة ..!! كيف عرفت
أنور : قبل قليل كان عندي أحد الزبائن فأخبرني عن وجود حريق داخل منزل في الحي الذي يلينا
أحمد : كان الله في عون الجميع ..
إنتهت مراسيم الحلاقة وعاد أحمد إلي منزلة ...
دخل المنزل ونظر إلي تلك الدورع التي تٌزيّن تلك الجهة من المنزل ... وقف عندها وأطال الوقوف فتمتم في نفسه وقال :
حقاً كم نحن سخفاء ...!!!
[/align]