[align=right]هذه رسالة كتبتها فتاة برازيلية لم تتجاوز الـ25 سنة , تركت عملها في البرازيل وانتقلت للولايات المتحدة للدراسة والآن تدرس مع عملها الإضافي . مفتونة بالثقافة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص , وطلبت منها توجيه رسالة للشباب السعودي .. وقمت بالترجمة وتعديل بعض الملاحظات مع استبدال اسمي الحقيق بـ لقب (صديقي أو صديقنا) .. دمتم .DisCuss
مع الرسالة ..
سعدتم ..
أكتب لكم من طاولتي بعدما أخبرني الصديق بأن من أكبر المشاكل التي تواجه الفتيات والشباب في بلاد السعودية هي البطالة وقلة التعليم .
سأكون صادقة معكم , لم أكن أعرف عنكم قبل مقابلتي هذا الصديق إلا منظر (الحجاب) وما أحدثته مأساته الـ11 في نيويوورك المأسوف عليها , كنت وقتها أنظر للشاشة بترقب , وكانوا أصدقائي في ساو باولو بأن تلك المخلوقات تشبهنا في الملامح وعرفت لاحقاً بأن الأمريكان أيضاً يخلطون فيما بيننا .
أما الآن فأعرف عنكم ما يجعلني يساعدني على أن أكتب لهم هذه الرسالة . أنا متأسفة كثيراً على أحكامي المسبقة عن ثقافتكم وعما كنت أتصوركم عليه , عرفت من أصدقائي العرب بأنكم ممتعضون مما جرى في نيويوورك وأن آباءكم تأذوا ممن يقود تلك التصرفات الحمقى .
أيها الشباب ..
لا تتصوروا حجم انبهارنا بعد تلك الليلة التي تناقشنا فيها عن بلادكم السعودية وعما تحتويه من معالم حضارية وأساطير تاريخية , فالأنظار لا زالت تنظر للمنطقة بشكل عام بنظر العالم القديم الذي منه بدأ الإنسان وفيها تطور (مع إعتذاري ممن يؤمنون بالنظرية الداروية) .وأيضاً كان الكلاس أغلبهم منبهر من حجم الأمكانات التي تقدمها بلادكم والفرص المتاحة للشباب وكيف أن الحكومات تتبنى ابتعاث شباب وفتيات للدراسة خلال فترة ربما تمتد إلى عشر سنوات أو أكثر .
كثيراً من الأوقات نقسوا على أنفسنا بأحكامنا . مع ضغط الروتين واستغلال الفترة تحل غشاوة سوداء أمام أنظارنا , لذلك أريد منكم أن ترتدوا نظارتي قليلاً لتنظروا لما أنتم فيه . تذكروا معي مقولة ماما سيلفيرارا ( فيك خير .. فيك خير .. أنظر لنفسك بقلبك )
وهنا يجب أن أقول لكم أنتم مع الحياة البسيطة التي تيعيشون فيها فإنكم في رخاء لا يحظى به غالبية شعوب العالم , حتى في أكبر البلاد المتطورة كاليابان وألمانيا والولايات المتحدة لم يجد فيها الشاب والشابة رفاهيتهم مثل ما تجدونها . فأصدقاءنا الأمريكان يكدون كل أيامهم لتأمين مصروفات دراستهم وجيوليو(لعل صديقنا يقص لكم حكايته المريرة) جاء من اليابان بإعاقته وتحت كفالة الكنسية . في حين أنكم تعيشون حياة لا يحظى بها المشاهير .
فمن منـا يصدق أن يعيش أواخر العشرينات وهو لا يحمل هم المصروفات , أن يرجع ليجد (الخادمة) قد صنعت له الطعام وفي صباحه يكون الأفطار جاهز! .. آخر مرة أكلت فيها أفطاري من يدي والدتي كنت في الصف السابع – أقصد عمري 12 سنة – وبعدها كنا نتسابق مع أخوتي في الطابور. لو أقص عليكم حكايتي مع الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية ومرارة التجربة ربما نصحتموني أضعها في الهوليوود وسأفعل(كما نصحني صديقنا) .. مزحة 
حكوماتكم كريمة معكم وتشجعكم بشكل محفز جداً , عرفت أن حكوماتكم تقدم لكم التعليم الجامعي بالمجان !! يا روعة مستقبلكم .. أنا لن أقول بأنه تجري لكم مكافآة كما أخبرني بها وأنه المصرف الحكومي للطالب يصل للـ 700 دولار !! لأنني سأفقد عقلي . وقلتها من قبل هذا جنون مصرفي!
غير معقول !!
وضع معيشي كهذا يعني أنكم في رفاهية لا يصلها أحد . كم آلمني حديث صديقنا عندما أخبرني بأنكم تعانون من البطالة والفقر وقلة التعليم , هذه ما نعانيه نحن . ألم أقل لكم نحن متشابهون في كل شيء .
لماذا يعاني الشباب من البطالة وكذلك الفتيات , ما الذي يقيدكم إذا كانت الأبواب مفتوحة ؟ .. كم هو محزن أن تمنح فرصة الطيران وجامحة لك وأنت ترفض بلا سبب . البطالة لم نخرج منها نحن الفتيات والشباب بالبرازيل إلا عن طريقين : الطريق المالي (بزنس) والتعليمي / التدريبي . فلا يمكن أن تجلس وأنت تلعن الزمن/ الحياة! . حاول بكل جهدك واستطاعتك أنظر لغيرك من المحرومين ستعرف قدر النعمة التي ترتديها .
لدي كلام كثير أريد كتابته إلا أن صديقي طلب مني كتابة رسالة عما تواجهونه من البطالة .. وسعدت بها كثيراً وسأكون أسعد في الرسائل الأخرى معكم .. أريد أن أكتب لكم عن أشياء كثير .. كم أتمنى أن اكتب للفتيات السعودية .. وأكتب لكم عن انطباعاتي الكثيرة رأيت جنون بعض شبابكم المرح (تقصد التطعيس) .
أنتم مرحين , وسعداء , وتذكروا دائماً .. ( فيك خير فيك خير .. أنظر لقلبك
)
تقاديري وأماني
سوفيانيا
الولايات المتحدة –LN – من قاعتنا الشاسعة!.
وهلا
سأخبركم سر .. تعلمت أربعين كلمة عربية 
.[/align]
العرض العادي
