؛
[align=left]بقلم / أبوعمر القصيمي ..[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
اللهم لك الحمد ربنا على هذه النعم العظيمة نحمدك اللهم ونشكرك على نزول الغيث اللهم اجعله صيباً نافعاً .
هذه وقفات وفوائد يسيرة تتعلق بنزول المطر أسأل الله أن ينفع بها :
(( 1 ))
الدعاء الثابت عند المطر
أخرج البخاري في صحيحه ( 1032 ) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال (( اللهم صيباً نافعاً )) والصيب هو المطر ، فيسن الدعاء بهذا عند نزول المطر قال الشيخ المحدث عبدالله السعد حفظه الله في شرح آداب المشي ( ش 19 ) : " الدعاء بـ (( اللهم صيباً نافعاً )) هذا فيما يظهر عند بداية المطر وأما بعد أن ينتهي المطر وينزل يقول : (( مطرنا بفضل الله وبرحمته )) كما جاء هذا في الصحيحين من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه . " اهـ .
(( 2 ))
استحباب التمطر
نص كثير من العلماء رحمهم الله على أنه يسن أن يقف في أول المطر ويخرج رحله وثيابه ليصيبها المطر والدليل على ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه ( 898 ) عن أنس رضي الله عنه قال : أصابنا ونحن مع رسولِ اللَّه مطَرٌ فحَسَرَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثوبَهُ حتى أصابهُ من المطر فقلنا يارسول اللَّهِ لم صنعت هذا قَال (( لأنه حديثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى )) .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الممتع ( 5/ 224 ) : " والثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم (( أنه إذا نزل المطر حسر عن ثوبه )) أي : رفعه حتى يصيب المطر بدنه ويقول : (( إنه كان حديث عهد بربه )) وهذه السنة ثابتة في الصحيح وعليه فيقوم الإنسان ويخرج شيئاً من بدنه إما من ساقه أو من ذراعه أو من رأسه حتى يصيبه المطر اتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وقوله في الحديث : (( إنه حديث عهد بربه )) لأن الله خلقه الآن فهو حديث عهد بخلق الله . " اهـ .
وفي كتاب ( الأدب المفرد ح 1228 ) للحافظ البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه كان إذا مطرت السماء يقول : يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي ويقول : {{ ونزلنا من السماء ماء مباركا }} صححه الألباني موقوفاً .
(( 3 ))
هل ثبت استحباب الخروج للوادي إذا سال والتطهر منه ؟
قال العلامة ابن قدامة رحمه الله في المغني ( 3 / 348 ) : " ويستحب أن يتوضأ من ماء المطر إذا سال السيل لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سال السيل يقول : (( اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهوراً فنتطهر )) " اهـ .
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في الفتاوى (3/ 160) : " مما يندب الخروج إلى الوادي إذا سال وترجم عليه البخاري في الأدب المفرد وهذا مطلقاً وبعد الاستغاثة آكد " اهـ .
أقول : لا أعلم ماهي الترجمة التي يقصدها ابن إبراهيم رحمه الله .
وأما الحديث الذي ذكره ابن قدامة في التطهر من السيل فقد أخرجه الشافعي في الأم ومن طريقه البيهقي وغيره وإسناده ضعيف مرسل ونص البيهقي في الكبرى ( 3/ 359 ) على أنه منقطع .
(( 4 ))
نص الفقهاء رحمهم الله على أنه إذا زادت المياه وخيف منها سن أن يقول : (( اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الظراب والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر )) وهذا الدعاء جاء في الصحيحين من حديث أنس في القصة الطويلة في الاستسقاء يوم الجمعة عندما قام أعرابي والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب .. ، وهذه القصة فيها عبر وفوائد فليرجع إليها .
(( 5 ))
عند سماع صوت الرعد والصواعق جاء في الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال : (( اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك )) وإسناده ضعيف فيه الحجاج بن أرطاة والحديث ضعفه غير واحد من أهل العلم .
ولكن ثبت عند ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث ، وقال : ( سبحان الذي سبَّحَ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَة من خيفته ، ثم يقول : إن هذا لوعيد لأهل الأرض شَدِيد ) هذا أمثل ما جاء في الدعاء عند الصواعق والله أعلم .
هذا ما تيسر جمعه وترتيبه فيما يتعلق بالآداب والأدعية الواردة عند نزول المطر نسأل الله أن يرزقنا شكره وأن يوفقنا لمرضاته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
7 / 11 / 1429هـ
؛
العرض العادي
