يحكى في عام من الاعوام وفي احدى مدننا الغالية ....ان رئيسا لدائرة حكومية كان هاويا وعاشقا لنادي من اندية مدينته
كان يعيش حياة المحب لحبيبته ...فعشقه كان طاغيا وباديا على بعض منطقه وتصرفاته ....كان لا يستطيع ان يسمع كلمة تسيئ الى ناديه ....وكان ايضا لا يستطيع ان يشاهد كلمة تستخف بفريقه
كان يحاول ان يقوم بالدفاع عن فريقه بنفسه لكنه لا يستطيع ...لان مركزه لن يسمح له بذلك .....وكان امام الناس مثالا للحيادية والمثالية .
فكر هذا الرئيس بحيلة ذكية تمكنه من لجم تلك الاصوات التي تستخف وتقلل من شأن فريقه .... حيلة اقرب ما اسمهيا بانها حيلة شيطانية.....حيلة ترفع الشكوك والاتهامات ضد هذا الرئيس .. فلا يمكن لاحدا من البشر ان يتهم هذا الرئيس بالتعصب او التعنصر .
خطط هذا الرئيس تخطيطا محكما ...فجمع موظفين من نفس ميوله واسر اليهم قائلا ( كونوا موظفين اكفاء منظبطين ومثاليين فاني موجهكم لوجهة اعلى) ....وبعد اشهر قليلة بدأ بالمرحلة الثانية من خطته الذكية فجمع مدراء اقسام دائرته واخبرهم بان تغييرات جديدة ستحل عليهم .
تم تغيير مدراء الاقسام ... واحدا يتلوه الاخر ...ثم بدأت المهمة الجديدة لكل مدير قسم من الاقسام ...فاصبح الواحد منهم يضطهد كل موظف لا يميل الى نفس ميوله فيحاسب الموظف عن كل صغيرة وكبيرة ويمنعه من التصريح او التحدث بديمقراطيه .
لكن كان الامر مختلفا مع الموظف الذي يميل الى نفس ميول مدير القسم .....فكان يتكلم بما يحلو له واصبح يتأخر ولا ينجز اعماله على اكمل وجه لانه مطمئن من مديره ويعلم ان الميول متطابقه .
ذاق موظفي عشاق الفرق الاخرى ذرعا من تصرفات مدراء الاقسام وحاولوا جاهدين نصحهم وارشادهم وتوضيح الامر لهم ...فاخبروهم ان العدل مهم .... وان التمييز سيأثر على انجازاتهم وعلى العمل ...وخوفوهم بحساب الله .
لم تجدي محاولات الموظفين الضعفاء مع مدراء الاقسام نفعاً ..فاتجهوا لرئيس الدائرة واخبروه بما حصل وبما يحصل كل يوم ...فبينوا له انهم مضطهدون ومظلومون واثبتوا له بالادلة والبراهين ......ولكن هيهات هيهات ان يقتنع وهو من خطط ودبر ونفذ .
رحماك ربي .....هؤلاء مساكين ومغلوب على امرهم ولم يعلموا ان الداء من الرئيس وليس من مدراء الاقسام .
اتمنى ان تكون قد استمتعتم بقراءة هذه القصة وهي واقع نعيشه في كل مكان وزمان .
خالص الشكر للجميع ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,