لا تُجاهر
فكُلُ من حولك كذابٌ وغادر
وعلى نفسِك من سرِك حاذر
فالناسُ اليوم ما عادت رحيمة
تطويها القلوبُ السقيمة
والنوايا الخبيثة
تسكُنُ في الضمائر
لا تُصرح بحبك أبدا
ولا تقُل بأنك عاشقٌ
استغفر _ والعياذُ باللهِ _ فأنت كافر
لا تُجاهر
ولا تقُل بأنك شاعر
ولا تعلو المنابر
ففي طرِيقِ حُبك
ألفُ مُشعوذٍ وساحر
وإن تماديت في الحُبِ
فأنت ثائر
وستُسحبُ للمخافر
و أوصافُك تُعممُ في الدوائر
ولا تقُل بأنك ستتخفى
فكلابُ الليلِ ستعرفُك
وحينها ستوطأُ بالحوافر
فالحُبُ في هذا الزمانِ مُحال
كطيفٍ أو خيال
وإياك والتمادي في المقال
فإن تماديت فأنت رهنُ الإعتقال
وستُنبذُ من كُلِِ العشائر
لا تُجاهر
على رِسلك
إلى أين تُغادر .. ؟
فكُلُ الأرضِ لديها أوامر
بأن تُسجل حركاتِك على كُلِ المحاور
ولا تخُط حرفاً في الدفاتر
ولا تهذي بمجنون ليلى
ولا بابن عامر
فلن ينشُر آهاتِك ناشر
وصاحُبك الصدوقُ
مُخبِرٌ مُتآمر
سيجُرُك للمحاضر
فعش وحيداً
فأنت ميتٌ على كل حال
وارضى بالقدر
فغداً ستُغطى بالكفن
وتُحملُ للمقابر
فإن غطوك بالترابِ
سنقرأُ عليك سورة غافِر