إنها صدقة ، وتغرس المودة ، وتورث المحبة ، وتزيل الإحن ، وترفع الشحناء ، لاتحتاج من الإنسان جهدا بدنيا ولا ماليا .. كل ماتتطلبه سماحة نفس وصفاء قلب وتذلل للمؤمنين .. وتلك صفات المسلمين حقا ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) وإن لم تكن طبعا جاءت تطبعاً
إنها البسمة والبشاشة وطلاقة الوجه ( لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) وإن أولى الناس بهذه الخصلة الكريمة هم القدوات ممن يجب أن يحملوا همّ دعوة الآخرين وإصلاح قلوبهم ..
ليت شعري كيف سنؤثر في الناس وأحدنا يقابلهم كأنما أطبقت الدنيا عليه وكأنه ( يمص ليمونة ) أو كـأنه يخرج الابتسامة من عروق قلبه ..
كم تحزن عندما ترى بعض الدعاة وطلبة العلم وبعض المشايخ فيقابلك بهيبة متكلفة وتصنع للوقار فلا ابتسامة ولا بشاشة .. وإن صافحته أحسست أنه يحاول انتزاع يده فاين هؤلاء من هدي قدوتهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي يقول عنه أحد صحابته ( مارآني إلا تبسم ) وكان إذا صافح أحداً لاينزع يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها أولا ..
وفي المقابل .. ترى فئة من المشايخ يسحرك بحسن منطقه ويملكك بحلاوة استقباله وكأنه لايعرف غيرك .. يصلفحك بحرارة ويقابلك بابتسامة صادقة .. ويبالغ في السؤال عنك وعن أحوالك ويظهر الشوق لك والحنين للقائك فلا تملك معه إلا أن تستل من قلبك كل عتب عليه وتصفي فؤادك من كل موقف تجاهه..
يامشايخنا الكرام : جاءكم من يعايدكم وسيجيئكم من يتشرف بمعايدتكم فارسموا الصورة المثلى للعالم الرباني والداعية الصادقة وإنكم لن تسعوا الناس بأموالكم وإنما تسعونهم بأخلاقكم .. وكم من داعية أثر في الناس بلحظه أكثر من لفظه .. وإنما الدين المعاملة .. ولا يغلبنكم دعاة الباطل وأهل الأهواء بحسن استقبالهم لزوارهم وحلاوة أسلوبهم وجمال ردودهم لمن خاطبهم .. وتذكروا أن الايتسامة ( ببلاش ) والله يحفظكم لمن يحبكم
أخوكم والمغرم بحبكم أحمد الشاوي
shawi7577@hotmail.com