[align=center]تشرفت صباح الخميس الفائت بدعوة ٍ من الأخ الصديق إبراهيم الربدي ( رئيس المجلس البلدي في بريدة ) لزيارة سوق التمور ، وتحديدا خيمة الفعاليات ، ورغم أني ممن ساهم في ذلك السوق قبل سنوات عدة ٍ ، أكلت من خيره ، وأحرقتني شمسه ، إلا أنني في السنوات الثلاث الأخيرة هجرته حتى كمشتر ٍ وزائر ، فكزائر أتذكر بشرتي السمراء وهي تتحول إلى ( سوداء ) مع شعث ٍ وتعب ٍ وملابس تكون في نهاية السوق بالية ملونة .. فأتراجع عن الزيارة مكتفيا بذلك الماضي ..
وكمشتر .. هيأ الله لي من أقرب وأخلص الأقارب من يقوم عني بتلك المهمة الشاقة ، وهو ذو خبرة ٍ ، تمر بين يديه ( سطول ) السوق كله ..
ولكن دعوة أخي إبراهيم .. كانت واجبة الإجابة ، فكنت من صلاة الفجر مستعدا ، ولكن بثياب ٍ نظيفة ٍ وغترة ٍ ناصعة البياض ، و بنظارة شمسية ٍ ..! ( رحم الله أيام الشقى ) ..
وصلت هناك .. واستقبلني مضيفي بكثير من الترحاب ، وقام ممسكا بيدي ليدور بي في جنبات خيمة الفعاليات ثم إلى السوق .. وكانت ساعة ٌ قضيتها رأيت فيها مشاهد هي من أجمل المشاهد التي رأيتها في حياتي .. شباب يبذلون جهدا مضنيا حبا ووفاء لهذه المدينة المباركة .. وتنظيم كبير ظاهر النتائج .. وسعادة منعكسة على البائع والمشتري .. وسوق ضخم لم أشاهد مثله في حياتي رغم سفري الدائم قديما وحديثا ..
وأنا أعود أدراجي لسيارتي بعد ساعة ٍ خالدة ٍ في الذاكرة .. مر في خاطري ما قرأته في كتب التأريخ أمثال كتب عبدالله فلبي و هوفمان وغيرهما .. الذين سجلوا في كتبهم أن ( سوق الإبل في بريدة يعد أكبر سوق في العالم ) ..
كانت هذه الخاطرة ومضة ٌ سحبت قدمي لزيارة سوق الإبل في ذلك الصباح .. ورغم ما في السوق من جهد كبير ، وعمل مضن ٍ ، إلا أنني أقر أنه لم يحظ َ بعد ُ بعناية خاصة ..! ولم يلاقي الاهتمام الكافي من المسؤولين أو رجال الأعمال أو حتى المواطنين أنفسهم ..!
تسألت .. نحن الآن في عصر ( الإبل ) ..! إذن أين بريدة ( أكبر سوق للإبل في العالم ) من هذه الثورة في السنوات الأخيرة ..؟ .. ولماذا لا نشاهد أي تأثير ٍ لهذا السوق في الحركة الحالية للإبل ..؟
عدت للبيت .. وأنا أتساءل .. أين ( بريدة ) أكبر سوق للإبل في العالم ..؟
وهل سيختفي ذلك السوق الضخم الذي بناه أبناء العقيلات ..؟؟
دمتم بخير .
محمد عبدالرحمن المعتق الغرابي
alghoraby@hotmail.com[/align]