ألح علي بالسؤال صديق قديم لي ماسر تعلقك بالعقاد وإعجابك المفرط به والإسراع إلى قراءة كل ما كتب؟
فقلت :
لو ُطلب مني أن أصف العقاد لما ترددت في القول بأن مولانا العقاد كتلة من المعلومات تسير على الأرض أو هي كتلة معلوماتية ناطقة كان رجل فضل وأدب وكان عالما في التاريخ ولأنه العقاد فقد قرأ تاريخ البشر كل البشر ولم ينكفئ على تاريخ أمته فقط رغم أنه اعلن إعتزازه بهذا التاريخ غير مرة في غير كتاب وبلغته الشاعرة أيضا .
عباس العقاد كان أعلم بالإسلام من علماء الإسلام بالأزهر وأعلم باليهودية من الحاخامات بمعابد القدس وأعلم بالمسيحية من القساوسة في كنائس روما كان أعلم بالطب من الدكاترة في "سته أكتوبر" و "عين شمس" و "جامعة القاهرة" وإنت كنت تسأل عن ما أسميته ( فرط) إعجابي به فلأنه معجزة الله في خلقه
أعشق ما للعقاد من "كاريزما فكرية" فالرجل من العلماء الشواذ الذين يتجردون للمعرفة دون أي إعتبار لقناعات مسبقة او كبرياء زائف إن شئت فنظر ما كتب في ( أفيون الشعوب) لتعلم عن أي فيلسوف أتحدث.
الرجل العظيم ولو امتد به العمر مئة عام لقال المشتغلين بالفكر والعارفين بالعلم وقدر العلماء كان يستحق أكثر ..
لو أمتد عمره سنة او سنتان لعمل وعمل
يموت التافه لم يتجاوز الستين فلا فيبكيه إلا أهله وبعد قليل من الوقت ينساه حتى أهله
أبكي عبقري العبقريات اليوم وكل يوم
أبكي رجلا أنفق المال للعلم ولم ينفق العلم للمال
عباس العقاد لو كتب له الف سنة من العمر لقلنا يستحق أكثر كيف لا وهو مولانا العقاد .
العجيب ان كثير من "الغلمان اليوم" يحيطون أشباه الأميين بهالة من القدسية لا مبرر لها لمجرد إعتبارهم ( علماء) ولا أدري بأي علم يشتغل هؤلاء العلماء ؟
هل يحبون العلماء حقا؟
هل يعرفون مولانا العقاد؟
العرض الشجري