[align=right]
أبي رجلٌ غريب،،،! يتفنن في اصطياد الحشرات الطائرة... لا بـ المُبيدات الحشرية .. بل بذلك المضرب أحمر اللون,, والذي قربهُ منه أينما استوى على مكان!.. كنتُ سأدعو أبي ذات يوم أن يقتل تلك الحشرة المُملة خلف شاشتي الصغيرة،، لولا أني خفتُ تجميع الزجاج المُتهشم فوق منضدتي،،
حتى في ذلك الصباح المُبتهج بعيني.. حينما احتفلتُ لوحدي في مطبخي بـ انتاج أول طبق من (السينبون),, رغم عداوتي للمطبخ,, إلا أني انتصرت... فشاركتني الفرحة تلك الحشرة المُتمردة.. لـ أُناجزها بسيلٌ من الفظاظة والسخطات.. قاتلكِ الله أيتها المُتطفلة ,,,!
لم تكن حشرة ذات أهمية.. كـ فائدة النحل تكشف الألغام،، أو يراعة مُضيئة يُستفاد منها أثناءالغسق.. ولكن هكذا أكثر الحشرات,, ضارة صحياً.. جافة عقلياً ! ... أحياناً,, لا تستطيع منعها من أن تقع على معصميك أو قدميك,, أو حتى حروف يديك.. ولكن تستطيع أن تتأمل دناءتها في أن أذعنت لنفسها الدخول إلى أشيائك ...! أو أن تتمايح بـ أجنحتُها أمامك,, أو أمام الأخرين... مُتعـذراً أنت لها.. بضراعة عقلها.. ونزاهة الجانب المظلم منه!,,, أو مُتأملاً عجائب الله في خلقه.. لتدنو إليه بتأملات تُعادل عبادات ,,
وإن كنتُ لا أُطلق عليهم بـ اسم حشرات،، لأن تربيتي بين أحضان ملاكي.. لم تجعلني أتجرأ أن أنطقها لأي دابةً تمشى فوق الأرض،، ولعلي أكتبها هُنا خلسة،، وأنا قابعة تحت مخافتة الأبجورة،، كأنني أتسلل الرأي الشخصي ...!
[align=center] من فهمني فهو مني,,, ومن لم يفهمني... فإن الله غفورٌ رحيم ,,
وطنٌ من العسل المُصفى
[/align]
[/align]