[align=center] من الذي يستطيع أن ينطق كلمة فيتنام دون أن يلتهب فمه وهو يخرج ( كيم فوك ) بمرارة الألم ..
حسنا إذا رددوا معي هذه الكلمة جيدا ..(نونغ كوا ..نونغ كوا..نونغ كوا..) ..
حتى تكتمل المعادلة لابد أن تخرج هذا الاسم بقدرة فائقة (نك أوت)..
إذن المشهد أمامك مكتمل كالتالي ..
في عام 1972 كانت الطائرات الأمريكية تقصف فيتنام والوجع ينفض بقايا الأرض الخضراء هناك والصغار يعبثون بخريف الشجر الذي كساهم به البطل الأمريكي ..
وقرية (ترانغ بانغ) تنام تحت نسيمها الملوث ..حتى اطلت عليها طائرتان قادمتان من عباءة الشيخ الأمريكي ..قامتا بإسقاط ثمان قنابل من النابالم ..
يمكنك الان أن تتوقف هنا ..
أريدك الأن أن تقف في وسط الشارع تماما كما كانت عدسة المصور الرائع(نك أوت)...
أمامك الآن وجوه قادمة مشدوهة .. أغلبهم أطفال .. وخلفهم جنود من فيتنام مذعورين من هول الحدث ,,
في وسط الصورة تماما ,,,أمامك فتاة عمرها تسعة أعوام شبه عارية إلا من دموع وصرخات مفجوعة ( نونغ كوا..نونغ كوا ..نونغ كوا)
إذا المعادلة كالتالي (كيم فوك = اسم الطفلة) + (نونغ كوا = أريد ماء)+ ( نك أوت = المصور الذي حاز على جائزة بولتزر)..= الخروج المذل للوجه الأمريكي من أعلى سطوح سفارتهم هناك على متن طائراتهم العمودية

هذه المعادلة البسيطة هي الوجه الشاحب لي حينما أطالب ببعض من ماء وطني الذي تحول أجاجا حينما منعوني أن أرى حتى صورة وجهي عليه
يستنزفك الألم لتثبت ولاءك عبر حرف ولحن يشدون به مرة هناك وأنت الذي تفتحت مسام جسدك على هجيره وحره
وأنت الذي حولت بُقَعَهُ المخيفة لزهور من الجمال في عينيك ,, وحولت جسدك فوقه لنار لاينضب زيتها لبرده وزمهريره
أغيب عن وطني عبر طريق الغربة مختارا ,, لأتنفس وجه الأمهات الناضحات حوقلة بانتظار صغار لايعودون ,, ورسائل لاتأتي ,,
ويكتبن بدموعهن اللهم برد عليهم باطن الأرض واجعلهم سنابل في حواصل طير خضر ,,
أتسائل كثيرا كم علي أن أشعل من أعواد الثقاب لأثبت لهم أن وجوهنا تشبه تعرجات كف شيخ رمى حفاره منهك الجسد كخريطة وطني
وكم علي أن أغسل وجهي بزمزم ليعرفوا أن سمارنا هو نبتة ولاء من فوق السروات
وكم علي أن أتعرى من قميص تتوارى تحته عوراتنا ليمتصوا آخر قطرة من دم وعرق من أجل نخلة بين سيفين
مشرد الخطا ,,لارصيف يليق بك ,,لا وطن يحتويك ,, لاحَجَرَ تتوسده ,,
غير ذاكرة أمي التي تسقيني كل يوم من فراشها: اللهم إني رضيت عنه فارض عنه ,,,فرضي الله عني ورضي عني الناس غير وطني الذي كل مرة أجده لايرض عني
لايحتضنني ,,,يستنزفني بإثباتات الولاء ,, يأخذ مني حتى لقمتي التي أقيم صلبي منها ,,
آه ,, بعض الأوطان خُلقت لزمرة من البائعين ,,, لزمرة يجيدون وزن حناجرهم وأحجامهم بحسب الكراسي التي يملؤونها بكروشهم تحت وزارات تعبت كراسيها من أوزار من سُرقت حقوقهم هناك
اكتبوا علي وثيقة الحب أني مواطن صالح ,, كل ماأريده كهفا يليق بي في وطني
اسطيع أن أتلو منه سمري مع المتنبي
"ماأوجه الحضريات المستحسنات به ,,, كأوجه البدويات الرعابيب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ,,,,, وفي البداوة حسن غير مجلوب"
,,,,,,
لـ وطني -الذي تغير كثيرا على فقرائه فنفاهم مفجوعين مع حيتان البحر ..دون أن يُنبت لهم شجرة من يقطين ..-
"احرموني منك وأنت اللي رضيت... يـــا خسارة كيف صدقت الدعاوي
ما ألومك لو على قلبي مشيت... أعــــذرك وانســــاك بعد اليوم ناوي
أوعدك وعدٍعلى عمري قضيت..صوب دارك ماخطت رجلي خطاوي < لاتصدقون 
لا خبر جاني ولا عطف لقيت... عاشــــق للصمت يالمظنون هـــــــاوي
لا يغرك من نطق كلمة فديت.. عنـــد حــــزات الفـــدا يصبـــح مـــراوي"
مجرد ثرثرة ليلية ,, لايتبعها الغاوون ,,
رضي الله عن براد
[/align]