
في ليلةِ أنسٍ ابتسم لهم ويبتسمون لي ..
أناساً لي معهم ذكريات في حياتي ليست جميلة فحسب !! بل فاقت الجمال والروعة ..
أياماً لو قالوا : إدفع مالك ونُرجعها لك ، لدفعت كل ما أملك فقط من أجل أن تعود ..
لا يمكن للإنسان أن تمر أيامه دون أن يشرب الذكريات حسواً وتكويه نار ذهابها ، حتى وإن ضحك وتسامر مع أصحابه وأقرابه ، إلا أنها تمر لحظة وتقف شفتاه عن البسمة ، إنها لحظة الذكرى ..
إنني أتردد في بعض أيامي أن أفرح وأن ألهو طرباً مع من يقتربون من قلبي فمن من كانوا معي وفارقتهم ظهروا أمامي بصورة أشبه ما تكون حقيقية فيصمد نظري بمكاناً معيّن وتعود بي ذاكرتي وينطوي شريطها في جُزء من الثواني أُعيدت سنوات ماضية ذهبت أدراج السنين بحلوها ومرّها ، بمواقفها وصعوبتها وسهولتها وفرحها وحزنها ..
من هؤلاء المبتسمين لي من فقدته فجـأة ، فنثرت لفقده مدامع الحُزن أسفاً لرحيله وهو قضاء الله وقدره ... أرى صورهم وكتاباتهم فتقف الدمعة في عيني وعند إرماشها تذرف حُزناً كأنها النار .. وتكوي مجراها وتشق طريقها حتى تسير على وجنتي إلى أن تُهدأ مسيرها بالقرب من شفتاي وتقف قليلاً معلنةً الفراق ثم تسقط وتليها أختها وأختها حتى يتشكل مجرى مدامعي ويُوري من المعاناة التي نعانيها جميعنا تجاه أحبابنا ، ومنهم من بقيْ إلى يومي هذا أراه بين الليلة والليلة ، ومنهم من الشهر إلى أخيه ، ومنهم للسنة وأختها ، ومنهم من أُلاقيه صدفةً ، ومنهم من قد ألاقيه وقد لا ألاقيه ، ومنهم من لم ألقاه بعد لقياً ماضية ... فهل يحق للظروف أن تُأرّث نار مشاعرنا وتفارق بين أحبابنا ...؟ .
ليت من فارقني يسمعني أنوح وأبوح له بكلماتي ويسمع أشجاني وبكائي :
لا أعتقد أنه يخفيكم أن أفراحي وأتراحي لا ينقصها سواكم
إنني بلا وجودكم كمن لا ملجأ له ، ولا مسكن ولا مأوى ...
ليتكم تعلمون كم تسنّم مكانكم في قلبي .. !!
ليتكم تعلمون أن الفراق نار تلظى ، لا يخمدها إلا ابتسامتكم ...
ألا ليت كلماتي تشق طريقها لكم ، وتسمعونها ...
في كل حين يقتلني سؤالي المعتاد لماذا تركوني وذهبوا حتى أنني أناشدهم وأحاول القُرب منهم ولكن المشاغل تُبعدهم ، هل هذا جزاء وعقوبة للأحاسيس والعواطف ؟ ، ولكن ما ذنبها أن تعاقب هكذا ؟ ، أقف حائراً عندما اسأل عنهم ولا أجدهم ، بل وأصمت أحياناً لأني أعلم أن إجابة السؤال هو شريط الذكرى وحده فهو من يؤنسني بهم حتى ولو كان على حساب ذكرياتٍ مضت ...
فهل يحق لنا أن نجافي أحبابنا.. !!
وندعهم يحترقون ونبتعد عنهم وهم راجين قربنا .. ؟؟
بمقلمة د / ماسنجر
ورداااتي لهم 