ان اللبن هو الغذاء الوحيد في الطبيعة الذي يحتوي على «اللاكتوز» وانه من الحقائق المدهشة ايضا ان هذا «اللاكتوز» يوجد في البان جميع الثدييات وعددها حوالي 10 آلاف نوع وهو الامر الذي يدل على ان اللبن في غاية الاهمية، وانه مركب فريد من نوعه لا غنى عنه، ولا بديل له مشيرا الى ان الدراسات العديدة حول العالم تتفق في هذا التوصيف، لأن النتائج اكدت ان الاطفال الذين رضعوا من صدور امهاتهم حققوا معدلات ذكاء اعلى بمقدار 7 إلى 10 درجات من اقرانهم الذين رضعوا اللبن المجهز صناعيا، وانه كلما زادت فترة الرضاعة كلما ارتفع مستوى الذكاء بنسبة اكبر، كما ان الطلاب الذين رضعوا من صدور امهاتهم حققوا درجات اعلى في امتحانات الجامعة مقارنة بزملائهم الذين لم ينالوا تلك الفرصة، كما ان الاطفال الذين كانوا يرضعون من صدور امهاتهم كانوا اقل عرضة للاصابة بالفصام «الشيزوفرينيا» كما ان 70% من المصابين بالشيزوفرينيا كانوا يشربون لبنا غير لبن الام وهم صغار، مؤكدا ان السبب في هذا كله يرجع الى احتواء لبن الام على مستويات مرتفعة من المعنويات المهمة بالنسبة لنمو المخ وتطوره واهمها «سكر اللاكتوز» الذي يتواجد بمعدل 7% في لبن الام الطازج و2.6% في اللبن الجاف، في حين تواجد في اللبن البقري الطازج بمعدل 4.9% وفي اللبن الجاف بمعدل 3.6% مرجحا ان هناك علاقة تناسب طردي بين نسبة اللاكتوز في اللبن وحجم المخ بالنسبة لوزن الجسم فبينما تصل نسبة اللاكتوز الى 7% في اللبن بالنسبة للانسان نجد ان وزن المخ البشري يصل الى 1400 غرام وهو ما يمثل 2.5% من وزن الجسم، في حين ان اللاكتوز يمثل نسبة 509% من اللبن في الخيول بينما وزن المخ يمثل 600 غرام فقط ونهو ما يمثل 0.25% من وزن الجسم اما في الفيلة فإن اللاكتوز يمثل 3.4% في اللبن بينما وزن المخ يصل الى 5000 غرام وهو ما يمثل 20% من وزن الجسم وفي الحيتان تبلغ نسبة اللاكتوز في اللبن 108% ووزن المخ يصل الى 2050 غرام وهو ما يمثل 0.0025% من الجسم وهو الامر الذي يكشف سبب أهمية هذا المركب الفريد البسيط الموجود في اللبن وهو «اللاكتوز» الذي يتكون من جزأي جلوكوز بالاضافة الى جزأي جلاكتوز ويرجع البعض هذه الاهمية الى جزء الجلاكتوز الذي يدخل في تركيب المواد اللازمة لتكوين اغشية المخ.
ويذكر العالم المصري: ان اللبن يحتوي كذلك على حمض دهني Dhea وهو مهم للغاية لنمو وتطور النسيج العصبي في المخ لان تحاليل العينات التي أخذت من نسيج مخ الاطفال الذين رضعوا من صدور امهاتهم اثبتت ارتفاع مستويات هذا الحمض لديهم مقارنة بأقرانهم الذين استخدموا اللبن المحضر صناعيا، وكان تركيز هذا الحمض اكبر كلما طالت فترة الرضاعة، ويعتقد فريق من العلماء ان نقص هذا الحمض هو السبب في الاصابة بالانفصام مؤكدا: ان لبن الام يحتوي كذلك على الكلوليسترول الذي يدخل في تركيب النسيج العصبي اثناء نمو المخ، وعلى الاحماض الدهنية التي تدخل في تركيب اغشية خلايا المخ والاغلفة التي تحيط بخلايا العصبية وهو الامر الذي يكشف اهمية اللبن بالنسبة للاطفال في سنوات عمرهم الاولى، حيث يحقق المخ في الانسان 70% من وزنه النهائي خلال العام الاول فقط من عمر الطفل، كما تؤثر الخبرات والمهارات التي يكتسبها الطفل خلال اول سنتين من حياته على نمو المخ وتطوره، لان الخلايا العصبية تكون في حالة تكاثر في هذه الفترة وتكون اتصالات مع بعضها البعض حتى يصبح المخ مثل دائرة كهربائية فيها آلاف الاميال من الاسلاك المتشابكة بالاضافة لاهمية الكالسيوم الموجود في اللبن في نمو وتطور النسيج العصبي والعام والاسنان وصدق الله تعالى اذ يقول في كتابه الكريم: «والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة» آية 233 سورة البقرة.
العرض العادي
