. . . ( نواف الذي تحول إلى نوف ) . . . !!

[منصور المعمري]

[align=center]

مساءكم سكر :

.

.

.

يحكي لي صديقي الغارق حتى أذنيه في بحر الحب . . أنه كتب عن الحب حتى اتلف الحروف الابجدية المليار ..!!
انشد من الشعر مايكفي لإن يضع أسمه كـ ( جيل مستقل ) . . !!
وفي يوم من الأيام إلتقى بمحرر مبتدىء ولم يصدق خبراً . . إحتفى بهذا المحرر وبالمثل بادله . . وقبل أن يسأله المحرر عن أي شيء قدم له قصيدة ( يندى لها الجبين ) كتبها في حبيبته التي رحلت الى حيث لاتعود !!
أبدى المحرر إعجابه بالقصيدة بعد أن أوهم صديقي بقراءتها !! ووعده بنشرها في صحيفته ذائعة الصيت !!
شكره صديقي وأثنى عليه بشدة . . وأسر إليه أنه ( أكبر المعجبين به )ومعها إبتسامة صفراء ( لاتشبه شعار النصر أبدا ً ) . . !!

.

.

مضى يومان !!

ثلاثة . .

عشرة . .

شهر . .

سنة !!

وصديقي ما أنفك يقلب صفحات الصحيفة كل صباح !!
وبعد ان بلغ الياس مبلغه منه . . ارسل قصيدته الى صحيفة أخرى لاتربطها بالصحيفة الأولى سواء ( اواصر العداء ) . . !! وذيل قصيدته بعبارة ( انشروها وإلا ترى ابي ارسلها لصحيفة كذا وكذا ) . . !!
وفي الصباح الباكر وبينما كان يبحث عن إسم أخيه في الطلاب المقبولين في الجامعة . . وجد ردا ً يتخذ من أعلى الصفحة الشعبية مكانا ً له . . مفاده ان قصيدتك غير صالحة للنشر . . !!
امسك بالجريدة وقذف بها بطول يده . . !!

.

.

أقسم بأغلظ الأيمان ألا يرسل رسالة واحدة لأي صحيفة ولو منحوه أسهم (شركة المصافي كاملة ) ..!!
وبعد ستة أشهر كان يتجول في أحد أسواق الرياض ( وما اكثرها ) وجد نواف صديق الطفولة و( أخطر ) شعراء تلك المرحلة . . !!
جلسا في ركن ٍ ركين . . وبعد السؤال عن الحال . . لاحظ ان نواف الذي كان لايقف في وجهه ( سوى من باع عمره ) . . نواف الذي كان عريض المنكبين . . !!
تحول الى شخص اخر . . يمتضغ ( العلكة ) ويضع رجلا ً ( بكسر الراء ياجماعة ) على اخرى !! ويتحدث بإسلوب يميل الى ( الغنج ) بشكل واضح وفاضح !!
شعر نواف بنظرات صديقه الذاهبة في الحيرة . . !!
اطلق العنان لضحكة ٍ لم يقطع صداها سوى سؤال صديقه مابك ؟؟
إرتشف نواف قليلا ً من (( العصير )) وأعاد خصلات شعره المنسدله على جبينه وقال أسمع ماساخبرك به ولاتقاطعني :
أومأ صاحبي برأسه المليء بإستفسارات الدنيا موافقا ً . . !!
تنهد نواف بعمق وأخبره انه أضطر الى تغيير إسلوبه ليتماشى مع توجهات ذوو الشان في الصحف والمجلات . . !!
وان قصائده التي أوقدت العشق في قلوب ( سامية وليلى وريما ) لم تعد تسمن ولاتغنى من جوع !!
وأن الحب رحل الى غير رجعه . . ( وغير رجعه هذه ثامنة المستحيلات ) . . !!
وانه أضطر الى تعلم كيفية تغيير صوته الى صوت ( فاتنة ٍ تعشق الشعر ) . . !!
وبهذا الأسلوب كسب إعجاب بعض محرري الصحف . .!!
اخبره انه اضطر الى تغيير مسماه من ( نواف ) إلى ( نوف ) فقط لتنشر قصائده بعد ان اوصدت كل الابواب في وجهه !!
قاطعه صديقي المشدود الى سماع اخباره بسؤال : نوف الـ ......!!
الشاعرة المشهورة ذات القصائد الرائعة . . التي تتهافت الصحف لنشر قصائدها وأخبارها !!
اشر نواف بالأيجاب . . هي انا . . او قل أنا هي !!

.

.

.

صديقي أسقط في يده كيف له أن يفعل مثلما فعل نواف . . !!
وهل بات الشعر سلعة رخيصة . . ولماذا الشعر( بكسر الشين أيضا ً ) النسائي لدى محرري الصحف والمجلات ياتي من حيث الاهمية اولا وثانيا ً وأخيرا !! وياتي ماعداه مابعد الأخير !!

.

.

.

الى طالبة الدراسات العليا التي إرتقت للمجد فأنحنى لها :
علميني . . !!
كيف تحيى الروح فيني . .
وأنا ميت من زماااااان . . !!
علميني . . !!
كيف أسافر في عيونك !!
وأنا في نفس المكان . . !!
علميني كيف أعيشك . .
في خيالاتك وطيشك . . !!
وألحق العمر اللي كااااااااااان . . !!
رحلتي بالحب غربة . . !!
( مغترب ) من غير أماااان . . !!
.

.

حرر في السابع عشر من مايو لعام 2008 م[/align]

[السيف]

الغالي منصور

هذا واقعنا للأسف

شكراً لك اخي الغالي وتقبل تحياتي