رأيي في مجتمعنا (البائس) تنقاضات كارثية !

[العريف]

ماحفزني لكتابة هذا الموضوع هو موضوع للأخت (فتاة 27) التي تحكي معناتها في المنتدى الإجتماعي .. التي هي في الواقع معاناة الكثيرات !

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :

(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. إلا تفعلوا تكن في الارض فتنة وفساد كبير )

وقال: (أكثر النساء بركة أيسرهنّ مؤنة )


لو تمعنّا هذه الاحاديث لصلحت أحوالنا .. ولخفّ الفساد .. وإغتنى الجميع بحلال الله عن حرامه ..

لكن الحاصل للأسف في مجتمعنا غير ذلك ..

فرسول الهدى أوصى بمن ترضون دينه وخلقه .. ولم يحدّّد .. فكل زمان له معاييره وكل مكان له مقاييسه أيضاً .. ورسول الهدى الذي لاينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى .. لم يحدد السفر الخارج كعيب لايجيز الشاب ! ولم ينص الحديث على أن التدخين عيب ونقيصة يجب على أساسها رفضه وهنا _لاأنفي حرمة التدخين _ بل معصية من المعاصي ..

أن نشترط على الخاطب أن لايحمل جواز سفر .. وأن لايكون مدخنّاً .. وموظفاً وظيفة مرموقة ..
كل هذا ما أنزل الله به من سلطان .. وهو نتاج عادات وتقاليد مجتمعية بائسة .. وأعتبره من تعطيل شرع الله ..

يعيش مجتمعنا تناقضاً عجيباً .. سنرى آثار هذا التناقض في السنوات المقبلة إن أطال الله بأعمارنا .. وسنجي عواقب أفعالنا هذه في القريب العاجل ..

قولوا لي بربكم .. ماذنب الفتاة التي شارفت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج حتى الآن ..؟؟ كم بقي من شبابها ؟؟

قولوا لي بربكم ماذنب الشاب عندما يبتغي الحلال ثم يواجه عقبات وشروطاً ما أنزل الله بها من سلطان .. في وقت صار الحرام فيه أسهل !

شاب لم يقدر على الزواج إمّا لقلة ذات اليد .. أو لشرط مجتمعي واجهه كالسفر والتدخين !

وفتاة .. قد منعوها أهلها من الزواج بحجة أنه لم يتقدم إليها من يروه كفؤاً لها حتى الآن ..

والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .. والفطرة التي خلق الله عليها عبادة .. مؤججة ملتهبة !

قوانين مجتمعية صارمة حدّدت علاقة الشاب بالفتاة .. وحرمان كل جنس عن الآخر .. بحجة الإختلاط المحرّم ..

في ظل أنفتاح العالم من حولنا .. وفي ظل التكنولوجيا الحديثة .. صار التواصل الغير شرعي .. متاحاً وبأبسط الطرق .. انترنت ماسنجر جوال فضائيات ..

كل هذا نتيجة طبيعيه في مجتمع يعيش تناقضاً رهيباً في أحكامه ..

فالشاب يحرم عليه التواصل مع الفتاة غير محارمه .. وأي تواصل بينهما .. ينظر إليه بعين الشبهه والفساد !

في ضل السماح للقنوات الفضائية بدخول البيوت ومنها قناة المجد وقناة شدى وغيرها التي تعتبرقنوات إسلامية ( وماعنهن غطاء ) !!!

نستغرب الانفلات الحاصل في هذا الجيل والقصص التي نسمعها وإنتشار القضايا الأخلاقية .. وسببه نـحـن !

فندرة نادرة من الشباب والفتيات لايملكون أصدقاء من الجنس الآخر .. والله أعلم أين ستصل هذه الصداقة .. خصوصاً وأن الحرمان بلغ مبلغه وأنّ علاقة نشأت نتيجة الكبت .. نتائجها مخيفة وكارثية !!

سألني أحد "المتشمتين" : لماذا في أول لقاء غير شرعي بين الشاب والفتاة .. يحدث كل شئ ؟؟ بما في ذلك نزع العباءة والثياب ؟؟ بينما في الدول المتفتحة .. لانجد ذلك .. فحرتُ جواباً ولم أملك إلا إبتسامة إمتعاض وعلامة إستفهام كبيرة إرتسمت فوق رأسي

هذا الإنفلات هو نتجية حتمية .. وطبيعيه –بإعتقادي- في مجتمع حرّم التواصل أيّـاً كان نوعه بين الجنسين وسمح للقنوات الفضائية بدخول البيوت ..

هو نتجية حتميّة وطبيعة – باعتقادي- في مجتمع يعيش إنغلاقاً في ضل تفتح المجتمعات من حوله !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع خلق الأبواب الموصدة لمن أراد الحلال .. وطرق البيوت من أبوابها ..وعطّل شرع الله بحجج واهية كالسفر للخارج والتدخين !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع صار الجمال الخارجي هدفاً للجميع شباباً وفتيات !

الأنفلات.. نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع فرض المهور الباهظة على من أراد الحلال .. في وقت يكون في الحرام بأبخس الأثمان !


هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع يحرّم لبس البنطال ويفتي بأن عورة المرأة عند المرأة " من السرّة للركبة " !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع يجيز لبس النقاب واللثام والعبايات المخسّرة .. بينما يحرّم كشف الوجه بدون أصباغ وعبايات واسعه على رأي بعض المذاهب !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع يحرّم الإختلاط بين الجنسين ولو بشكل مؤطر ومدروس بينما يبيح لها أن تخالط الباعة الرجال .. وتفاصلهم وتتحدث معهم بكل أريحيه !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع يعتقد بأن إستبدال الباعة الرجال بنساء حرام وفساد كبير .. وأنه يخشى على البائعات الفتنة وإختلاطهن بالرجال .. في وقت يبيح فيه للنساء كل النساء بأن تتعامل مع الباعة الرجال !

هو نتيجة حتمية وطبيعة –باعتقادي- في مجتمع يحرّم صوت المرأة ويعتبره عورة (إن كان من غير حاجة) ويجيز لها أن تتواصل مع الرجال بشكل كتابي في المنتديات !

سفر الشباب للخارج باعتقادي هو نتيجة طبيعية في مجتمع حرّم عليه أي تواصل مع أنثى غير محارمه ولو كان بريئاً ..

ألا تعتقدون أن قمّة التناقض عندما تعتبر سفر الشاب للخارج قبل زواجه عيباً شرعياً لايجيز لك قبوله كـ خاطب .. بينما نجد أن أكثر من 60% من (المعاريس) يقضون شهر العسل في ماليزيا وغيرها!

هذا غيض من فيض .. لكن ..

أستطيع القول .. أن مجتمعنا السعودي هو أكثر المجتمعات تناقضاً .. وأنه يعيش الآن .. مرحلة مخاض صعبة .. أخشى أن تكون نتائجها مأساوية .. والسبب أننا ( نحرّم الزبدة ونغصّ بالبعير ) !


أعلم أن هذا الموضوع لن يعجب الكثيرين .. لكنه رأيي ..

وماكان من صواب فمن الله وماكان من خطأ فمن نفسي والشيطان

أستغفر الله العظيم من كل ذنب ..

اللهم أرنا الحق حقاً ورازقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا إجتنابه

وأعتذر عن الإطاله