لاتحرموا جمهور الاتحاد من (حقهم الشرعي) أمام الهلال
.jpg)
رؤية بقلم: عاصم
* في المدينة التي أسكنها طوال حياتي ينقسم فيها الرياضيون بين حب الاتحاد وعشق الأهلي.. بينما عدد ضئيل نسبياً ـ مقارنة بصاحبي الأرض ـ ولا يمثلون إلا نسبة السُبع أو الثُمن أو التُسع، يميلون إما للهلال أو للنصر أو لأندية أخرى.
* في مدينتي هناك استاد رياضي صغير الحجم,, يلعب فيه الاتحاد تارة والأهلي تارة أخرى.. ويواجه فيه الاتحاد جماهيره مرة ويواجه الأهلي جماهيره في مرة أخرى.. ويكون فيه (العميد) هو صاحب الأرض في يومه ويكون الأهلي هو صاحب الأرض في يوم آخر.. إلا في مباراتين استثنائيتين فقط.. ذلك عندما يلعب الاتحاد ضد الهلال وحينما يواجه الأهلي الزعيم، فلا العميد يظل صاحب الأرض ولا بطل الكؤوس يلعب بين جماهيره.. فالأمور تختلف كلية..
* في البداية وقبل سنوات كان المنطق يفرض نفسه.. وكان الجمهور الاتحادي يملأ مدرجه الشمالي من مدرجات الدرجة الأولى (وكل) مدرجات الدرجة الثانية بينما للجمهور الهلالي جزؤه الجنوبي المعتاد من الدرجة الأولى وهكذا كان وضع الجمهور الأهلاوي حين يقابل الهلال.
* وهكذا كان الحال في (استاد الملز) أيضاً ولكن بوضع عكسي ولصالح المدرج الهلالي بالطبع فلجمهور الأهلي ربع المدرجات وللاتحاد الربع وللهلال ـ بطبيعة الحال ـ ثلاثة أرباع المدرجات وكذلك للنصر..
* واستمر المنطق في فرض نفسه ـ والحمد لله ـ في درة الملاعب لاحقاً واستاد الأمير فيصل بن فهد وإلى هذه اللحظة، ولكن يبدو أن المنطق في استاد الأمير عبدالله الفيصل قد فقد عقله وانقلب حاله رأساً على عقب.
* والحكاية بدأت مع بعض النهائيات التي أقيمت في جدة وكان الهلال طرفاً فيها أمام الاتحاد مرة أو مرتين وأمام الأهلي مرة أو مرتين أيضاً.. قالوا حينها بأنها مباريات نهائية، والمباريات الحاسمة على هذا الملعب لابد وأنها من حسن حظ الأهلي وقوة طالع الاتحاد وهذا ليس عدلاً ولا إنصافاً لفريق كبير بحجم الهلال وكأن لسان الحال: (ما باقي إلا يقلدون نهائيات الهلال الكثيرة على ملعبه والتي كسب غالبيتها بأكثرية جمهوره) فلهذا قالوا:اقسموا الملعب إلى نصفين، نصف للهلال ونصف للاتحاد، أو نصف للهلال ونصف للأهلي وقلنا حينها: (ماشي) لا بأس، بل عين العقل، ولا شك أن بعضنا امتعض.. وبعضنا رفض.. وجزء كبير قال بأنها قسمة ضيزى.
* ولكن قلنا أخيراً بأنها نهائيات فقط، ومناسبات خاصة فقط، وسيعود الحال كما كان، ولكن الجماعة أعجبتهم الحكاية.. حكاية كان يا ما كان في قديم الزمان (كان الاتحاد يلعب في أرضه أمام الهلال، وكان الأهلي بين جماهيره حين يقابل الزعيم.. ولكن دوام الحال من المحال.. فالزعيم البطل وبفضل ـ حنكته وفطنته ـ استطاع اختطاف نصف المدرج الأهلاوي والاستيلاء على نصف مقاعد الاتحاد.. (هكذا اشطراً بطرأ)..
.jpg)
* قلنا حينها وعلى استحياء: يا ناس ما يصير هذا الاجحاف بحق أصحاب الأرض فقالوا: أتشككون في جماهيرية الزعيم؟ قالنا: بلى، قالوا أتزعمون بأن شعبية الهلال ليست كبيرة؟ قلنا: لا والله، قالوا: أليس الجمهور الأزرق يمثل ثلث سكان مدينة جدة ويناصف الاتحاد جماهيريته ويقاسم الأهلي شعبيته فقلنا: كفى.. حسبكم.. أما هذه فلا.. كفوا عن هكذا العبث بالمدرج الأخضر والأصفر والتلاعب بالأرقام والتحايل على الحقيقة..
* فهنا أقول ـ وحدي ـ ومن واقع مشاهداتي الطويلة وإحصاءاتي وانطباعاتي وحقائقي أيضا احترموا الاتحاد في مدينته وانصفوا الأهلي في عقر داره.. فالأرقام لا تكذب، بل وأرقامي الخاصة أيضا لا تكذب..
* فهذا موقع عملي الذي أعرف فيه ما يقارب الستين إلى الثمانين ما بين اتحادي وأهلاوي ولا أشاهد فيه فقط إلا أربعة من الهلاليين، فعن أي شعبية في جدة تتحدثون؟
* وهكذا الحي الذي أسكنه وأرى فيه كل يوم أربعين أو خمسين قميصاً أصفر أو أخضر لأطفال صغار، ولا أشاهد إلا فانيلتين أو ثلاثاً للهلال، فعن أي منافسة في جدة تزعمون؟
* وهذا شارعي الذي أتابع فيه جيراني وهذا جاري الاتحادي الذي يسكن على يمين منزلي، والذي يليه اتحادي، والذي يليه اتحادي أيضاً، وهكذا بيت أهلاوي أمامي، وعلى بعد بيتين أهلاوي آخر، وفي نهاية الشارع بيت اتحادي وآخر أهلاوي، فأين الهلاليون في شارعي وحارتي ومدينتي مقارنة بناديي جدة؟ وهذا صف أبنائي، ثمانية عشر طالباً بين أهلاوي واتحادي وهلالي وحيد، وخمسة عشر طالباً بين اتحادي وأهلاوي ولا يوجد أي طالب هلالي، فلماذا الهلاليون قليلون في المدارس وقليلون في الأحياء وقليلون في المقاهي ولكنهم في الملعب فقط لهم النصف بل لهم كامل الحظوة..
* وهو ما سوف يكون عليه الوضع مساء غد في المباراة (الدورية) ولقاء (الدور الثاني) بين (الهلال والاتحاد).. ولاحظوا أنني تعمدت تقديم اسم صاحب الأرض على الفريق الزائر ولاحظوا أيضا أنها مباراة دورية وليست نهائية كي لا يضحكوا عليكم.
* ومع هذا لن يحدث أي جديد.. سيمنحون الهلال نصف الدرجة الثانية.. أو في أفضل الأحوال الثلث، ولسان الحال: (احمدوا ربكم على أكثر من نصف الملعب بقليل) أوأنهم سيتركون الحبل على الغارب كي تتحول الدرجة الثانية إلى (كوكتيل) يشوه المدرج الاتحادي عنوة ويسلبون منه حقاً مشروعاً في الجلوس على مدرجه وحده تماماً كما حدث في لقاء الدور الأول في الرياض عندما جلست جماهير الهلال في جميع أرجاء الدرجة الثانية دون أن نشاهد شعاراً أو علماً اتحادياً واحداً (وهو الحق والعدل) بينما جلس الجمهور الاتحادي في (الربع) المخصص له في الدرجة الأولى.
* لن يعاملوا الاتحاد بالمثل..ولن يراعوا مسألة النسبة والتناسب.. ولن يمنعوا الشالات الزرقاء من اقتحام مدرج الدرجة الثانية.. ولن تكون المباراة إلا مثل ما وصفتها لصديقي الذي كان يسألني البارحة وعلى الجوال عن كيفية احتساب النقاط والأهداف في حالة فوز الهلال غداً.. قلت له لن يكون هناك أهمية لفارق الأهداف فالنظام الجديد ينظر فقط إلى لقاء الفريقين في الدورين الأول والثاني.. قال: يعني وكأنها باتت مسألة لقاء ذهاب وإياب. قلت ساخراً: تقصد مباراة ذهاب ومباراة ذهاب أيضاً.. وإن شئت (نصف إياب)!!
اتمنى ان لا يسلب حق الاتحاد كالعادة
ويكون نصيب الجماهير الاتحادية
70% من المدرجات ..
ودمتمـ بألف خير 
هل سيحرم الشعب الاتحادي من حقه..؟؟..
العرض العادي
