أسرار عشق النساء للنساء
تستطيع بعض الأجساد النسوية أن تكون غاية للرجال والنساء في الوقت نفسه, إن لجهة معيار الجمال وإن لجهة الإعجاب والوقوع في الفتنة, كما يظهر في كتاب الباحثة الكويتية الدكتورة عالية شعيب "كلام الجسد" الذي صدر منذ سنوات وأثار ضجة كبيرة في الأوساط الكويتية والقضائية كونه حدد موضوع الدراسة عن العلاقات المثْلية بين النساء في الكويت, أو مايعرفن باسم "الليسبيان" , أو السحاقيات.
ليس المهم الآن التحدث عن أسباب العشق النسوي المثلي. فهو ظاهرة مغرقة في القدم, وتظهر الآن بقوة في الغرب وقد أشار باحثون مختلفو المصادر أن ظاهرة العشق النسوي المثلي قد يمكن الإفادة منها في الصين لتخفيف عدد الولادات في هذا البلد المهول عدديا. وعندما سئل هؤلاء الباحثون إن كان هذا الكلام ينطبق على ماسمي "العشق الذكري المثلي" رفض الباحثون اعتبار الأمر نفسه لجهة أن هذا الأمر قد يتسبب بآفات أكبر من آفة التزايد السكاني المهول في الصين.
من أساسيات العشق النسوي المثْلي, في الواقع, هو قابلية المرأة للانسحار بالجمال الظاهري للمرأة نفسها. فقد اتفقت أغلب الدراسات أن من أسباب العشق المثلي النسوي هو الاقتراب الجسدي الذي تعيشه بعض الفتيات من بعضهن البعض والتلامس ورؤية الأجساد عن قرب. واللافت في أن النساء يشعرن بملمس النساء أنفسهن كما لو أن الواحدة منهن تتخلى عن أنوثتها مقابل الإحساس بأنوثة الأخرى. بينما الرجال ترتقي لديهم المسألة الى مايعرف بالنرجسية. حيث أن نموذج الرجال الأسطوري هو الاكتفاء بالإعجاب بالذات حد العشق. كون الرجال لايتوفرون على ميزة جمال ظاهرية كالتي للمرأة إلا في القليل النادر.
من هنا فإن العشق النسوي المثلي بمثابة "تحول ضروري في معيار تعريف الجمال" كما تقول إحدى المشاركات المتخصصات بدراسة هذه الظاهرة على مواقع المحادثة الخاصة بالليزيبيان في الولايات المتحدة الأميركية. وتعزو الباحثة السبب إلى أن فورة الموضة والثياب والعطور والتأنق والمساحيق وباقي أنواع التجمل جعل من "المرأة هدفا للمرأة ذاتها قبل الرجل" لأن ظاهرة التجميل والتنقية القصوى من شأنها أن تجعل المرأة "تحتاج لتطابق مع المثال الأعلى الذي تقدمه شركات التجميل والموضة" .
وتخلص الباحثة إلى أن المرحلة الأولى تبدأ بمحاولة التشبه بعارضة الأزياء أو المطربة أو ممثلة الإغراء وأن المرحلة الثانية ستكون قطعاً "وقوعاً في عشق المثال والانتقال من التشبه به إلى عشقه والرغبة بلمسه" .
وأشارت الباحثة أن كثيرا من المراهقات الأميركيات في التسعينيات كن "يقبّلن صورة كلوديا شيفر" على عكس العادة بتقبيل صورة ممثل رجل أو نجمٍ رجل. وقد سألت الباحثة إحدى المتطوعات في هذا الأمر عن ماهية الشيء الذي يجعلها "تنسحر" بكلوديا شيفر فقالت :"ساقاها ساحرتان وأنا قصيرة لاأستطيع أن أمتلك نفس الساقين". ولما سألتها عما تكسبه من تقبيل الصورة قالت :"إحس أنهما ستصبحان ملكي أنا".
من هنا فإن ظاهرة القبض على متسللات إلى غرف المشهورات بدأت تحل مكان ظاهرة المتسللين أي الرجال. وصار حراس الممثلة أو عارضة الأزياء يهتمون بتحرش النساء بالنجمة أكثر من تحرش الرجال. وهو ماحصل مع باريس هلتون, النجمة الأميركية الشهيرة, في زيارتها لأحد المنتجعات السياحية في اليابان حيث تسللت إحدى الفتيات وطبعت قبلة على فم النجمة التي لم يكن رد فعلها أكثر من "ثانك يو" أي شكرا لك وسط دهشة الحضور.
أخيرا, فإن ظاهرة العشق النسوي المثلي في حاجة إلى دراسة متعددة المصادر لشرح القدر الأكبر من العوامل التي أدت إلى مثل هذه الظاهرة. والاكتفاء برفض هذه الظاهرة أو قبولها من شأنه أن يزيد من تعقيدها واستغلاقها ومعالجتها
العرض الشجري