حينما أمتدح الرجل التـّقي ، المستقيم ، يـُخيـّل لأحدهم أنني أعني الرجل الذي خلط (مركبي) الدين والعادات الجاهلية ، ليـُنتج لنا (مخلوطاً) ثقيلاً ، يصعب تخيله فكيف بتحمله واقعاً نعيشه ؟؟!!
وكأن ذاك الرجل (الخـالـط) لا يعرف كيف يقـرّب المغناطيس بسهولة ليفصل المركبين بلا عناء ..!!
وحينما أمتدح الرجل (العصري) ، يصفني أحدهم بالتحرر ، وربما مستقبلاً بالعلمانية ! فمن يدري ! و قد يـُخيـّل إليه أنني أعني ذلك الرجل الذي تحرر من دينه ، فيدعو إلى خلع الحجاب ، أو سماع الغناء ، أو اعتبار الربا (شطارة تجار) ، أو النظر للنساء الأجنبيات برغبته (أمراً عادياً) ..!!
غير أن حديثي وما أعنيه هو رجـُلاً (وسـطـاً) جمع بين الخلصتين ، من دين وعصرية ، بل إن شئت فأضف (التكنولوجيا) كصفةٍ ثالثة أعشقها
ومن هذه الشخصيات التي تستهويني ، وينطبق عليها قولي أمثال :
د.محمد الثويني ، د.ابراهيم الخليفي ، د.طارق السويدان ، من دولة الكويت
و عبد السلام المرزوقي ، من دولة الإمارات
و د.سلمان العودة من السعودية
هذه مجـرد (عيـّنات) رائعة ، تعلو شفاه أصحابها ابتسامة لا تفارقهم أبداً ..!!
وهدوءاً في الأعصاب وليس كحال (ربعنا) ، الذين تعتقد أنهم على مدار اليوم أمام (تركي الدخيل) في أحد برامجه ..!!
يجمعون - أمثال المذكورين أعلاه - بين فهم الدين والتمسك بتعاليمه ، وبين الروح العصرية التي تستقبل كل جديدٍ (جميل) ، وكيف تستفيد - بذكائها - من كل جديد ولو كان - أصلهُ - قبيحاً .
فهـل عرفتـُمـ أي أصنـاف الرجـال و (الأفـكـار) أمتـدح دائـمـاً ؟
~ خـَـاتــمـَـة ~
كنـت في حديثي مع إحداهـن عن مقدّمـة خليجية لأحد البرامج الدينية في أحد قنوات دول الخلـيج ، تلك الفتاة التي لم تغرها الشـاشـات ، فخرجت بلباسها الشرعي الذي لا يحدد مفاتن جسمها ، وقد ارتدت حجاباً يغطي شعرها ، وبدا وجهها بلا ألـوان أو مكيـاج
فكانت هي بداية حديثي مع من أمامي عن أحد الدول الخليجية التي تتبع أحد المذاهب المبيـحة لكشف الوجه ، فأخبرتها أن ثلاث مذاهب - على ما أذكر- تبيح كشف الوجه ، في حين أن الرابع - وهو الحنبلي - يحرّمـُه
ونحن نحتـرم جميع المذاهب وأئمتـها ، غير أننـا أكثـر اقتناعاً بالحنبـلي ونعمل به
فنظرت إلي بتعجب وقالت : من قال ذلك ؟
فصعقت من سؤالها ! هل هناك من يجهله ذلك ؟
فأجبتها : وهل هناك أحد يجهله هذا الأمر ! ولديكِ الشيخ العلامة ، د.عمر عبد الكافي فهل يكفيكِ ؟
فقالت : تلك المذاهب لا تبيح كشف الوجه ، فهي فقط لم تجد نصاً صريحاً يحرم الكشف ! حتى أن نساءهم يغطين وجوههن
فتعجـّبت أكثر : وفي النهاية ، ما الحكم الشرعي لديهم ؟ أليس الإباحة ؟
ثم لتعلمي عزيزتي أن مذاهبهم تبيح الكشف ولكن التغطية لديهم مستحبة ، فمن المعلوم أن العلماء سيتبعون المستحب والأفضل وبالتالي تغطي نساءهم وجوههن
فنظرت إلي بنظرة ترجي وكأنها تقول : الكشف حرام ، ومن يقول خلاف ذلك فهو مخطئ (وخلاص بأى) ..!!
فتبسـّمت وسكت ، لأن الحديث مع أمثال هذه العقول صعب ، وهم من تعودوا على أن الرأي واحد وهو مايـُتبـَع ، ولا يؤمنون بتعدد الآراء ووجوب احترامها طالما أنها تستحق الاحترام ، حتى لو لم نقتنع فيها أو نعمل بها
، لأن الحديث مع أمثال هذه العقول صعب ، وهم من تعودوا على أن الرأي واحد وهو مايـُتبـَع ، ولا يؤمنون بتعدد الآراء ووجوب احترامها طالما أنها تستحق الاحترام ، حتى لو لم نقتنع فيها أو نعمل بها
العرض الشجري