إن تحديد خط الأفق هو أول ما يخطه الرسام ليحدد معالم لوحته حينما يكون موضوعها مستمداً من مشاهد الطبيعة ،
فخط الأفق هو الخط الفاصل بين السماء والأرض ،
ولقد اقترن ذكر السماء بالأرض في الكثير من آيات القرآن الكريم ،
والعديد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم , والقصائد خصوصاً في وصف الطبيعة ..
ونجد ان هناك علاقة وطيدة بين الأفق والقصيدة ...
فالقصيدة أفق مفتوح قابل للتأويل الذي يفضي بالقارئ إلى مختلف الدلالات،
ويقوده إلى آفاق اللا نهاية في مغامرة متوترة مشحونة بالمفاجآت والانعطافات غير المتوقعة ..
أي في كشف تلو كشف في ملاحقة الطيوف والأخيلة الراحلة عبر مناخات القصيدة،
وذلك حسب قدرة القارئ على التحليق واستعداده للغوص في مجاهيل النص البعيدة وهو ما يسمى في لغة النقد الأدبي بأفق التلقي،
ولكل قارئ تأويله ورأيه الحر في مقاربة النص الشعري والتحاور مع إشاراته وإيماءاته ورموزه.