المتنبي .. ماليء الدنيا وشاغل الناس.. ينظم قصيدة يشنف بسماعها الأذان ..لكن وأين يهرب إفتخاره بنفسه..نعم لابد أن يمدح نفسه ليشارك العظماء مكانتهم..
..
..شـــاعر هجاء أقرب الناس حوله...إقرأ ما قاله عن أمه:
ولو لم تكوني بنت أعظم والد@لكان أباك الضخم كونك لي أما
..وتستمر شاعرية صاحبنا ... ويرحل يجوب الدنيا بحثا عن الشهرة والمال كحال كل شاعر..وينتهي به المطاف نحو من يعرف أن الشعر هذيان على بلاط الحكام..يذهب نحو مصر هناك حيث كافور الأخشيدي..وسرعان ما يتبخر الحلم ليعود شاعرنا خالي الوفاض وقد هجا مضيفه..بل وذهب شطر من قصيدته كمقولة عند العرب لاتنسى (لا تشتري العبد إلا والعصى معه)..وهـــناك عـــند بني ضبة يحفر الشاعر قبره بيده..بل وبلسانه...هجاء مقذع لإبن يزيد..إعتز المتنبي بكبريائه
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
..قـــاتل المتنبي ومعه خادمه الذي غرر به..لكن بني ضبة الأشاوس أنهوا سيرة شاعر ولد فقيرا ومات فقيرا لكنه بقي معجزة لم يلد التأريخ مثلها..
..واليوم وأنا اشاهد برنامج شاعر المليون...أترحم عليك يا أحمد بن الحسين..لـــو رأيت كيف فتح الأمير خِــزانته ليحضى بدينارها ودرهمها من يقدر على قصب السبق..ومن له عند الحاجب يد...!!!
هنـــا يجب أن تعلم كيف يتهافت القوم نحو ذلكم الكرسي الأحمر...طمعا في صرة دنانير يجود بها كرم عـــاشق الشعر..ولو رأيت ما نحن فيه أيها الكوفي لإختصرت الطريق وما تكبدت عناء المشقة لأرض الكنانة..ولكنه القدر..
..
..تذكرتك .. بـــل وتخيلتك تقول لهم
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر (القوم)* جراها ويختصم
..الله أكـــبر
***
لــــكن لعل في الأمــر خيرة ... رحلت عن الفانية..وقـــد أيقيت لنا موروثا نتاجه
( يسهر القوم جراها ويختصم)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(القوم) ووردت (الخلق) وأظن أن كليهما صح.