[align=center]
كان محمد علي باشا جالس مع مستشاريه و كان من ضمن الحضور بعض وزراء الدولة
و كان محمد باشا بآخر عمره و يريد قبل أن تأتيه المنيه أن يحدد من يخلفه و يسلمه أمور الدولة
فــ نادى أبنيه علي و ابراهيم فأجلسهم بجانبه و من ثم طرح عليهم سؤالا . . .
كيف تستطيع تفرق بين الكاذب و الصادق ؟؟
قال الأبن الأكبر علي أن الشخص القريب مني و أقربائي و أصحابي هم بكل تأكيد هم الصادقون
و هم من يريدون مصلحتي و هم من أثق فيهم, أما الأشخاص البعيدين مني فـ لا يمكن الثقة بهم.
بان على محيى الجميع الرضا عن جواب الأبن علي , أما محمد باشا ألتزم الصمت و طلب من ابراهيم الأجابة على السؤال
فقال الأبن الأصغر ابراهيم أن بين الصادق و الكاذب مقدار أربعة أصابع ( و وضع يده على خده )
ضحك الجميع من مستشارين و وزراء و أستغربوا رد ابراهيم و لم يعجبهم , و محمد علي باشا كان متروي و لم يقل شيئا و طلب من ابراهيم تفسير كلامه
فقال ابراهيم ما بين العين و الأذن مقدار أربعة أصابع ما أراه بعيني أصدقه و أخذُ به , و ما أسمعه بإذني لا أصدقه و لا أخذُ به.
ففرح محمد علي باشا بكلام ابنه ابراهيم و كان راضي عنه تمام الرضى و بعدها أصدر قرار بخلافة ابنه ابراهيم له.
إن ما جعلني أذكر هذه القصة المعروفة لدى الجميع هو أننا نثق بمن حولنا سواء من أقارب أو أصحاب و بالأخير نلاقي النكران و الجحود.
فهذا شخص أعرفه جيدا وضع مبلغ مادي و قدره 150,000 ريال لدى قريب له, بغية أستثمارها و طبعا هالقريب هو من غرر به و أقنعه بذلك !!
و صاحبي إلى ساعتها لم يستلم ريال واحد و له الآن أكثر من سنة مع أن الأتفاق بينهم كان أربع شهور فقط !!!
و هذا قريب لنا وضع مساهمة كبيرة لمخطط في مدينة ما خارج بريدة و أنتشر خبر ذلك لدى الجميع و بدأ بتجميع المبالغ من الناس . . .
فأتت أختي مع زوجها و وضعوا جميع فلوسهم في هذه المساهمة , فالثقة موجودة لصلة القرابة التي بينهم , ناهيك عن تلك الوعود الوهمية من هذا الشخص !!
و الآن أختي و زوجها يندبون حظهم فلهم حتى هذه اللحظة أكثر من خمس سنوات و لم يستلموا و لا ريال واحدا !!! تعجبات لمين الديرة اللي فيها المخطط
و الشواهد على ذلك كثيرة فكم مساهمة ظلموا فيها مساهمينها ؟؟ و كم شخص أودع لقريب له مبلغ مادي و جحد هو و فلوسه ؟؟
و كم شخص كفل قريبه أو صاحبه ثم يتفاجأ بإنكاره فــ يودع الكفيل بالسجن , و المكفول القريب يتغنى خارج السجن ؟؟
لماذا هذا يحدث و مع أقرب الناس لنا و مع من عشنا معهم أجمل لحظات حياتنا ؟؟ , أين الأخلاق , أين عشرة العمر , أين رد الدين و رد الجميل ؟؟
للأسف فـ عصرنا هذا سيجبرنا على عدم الثقة بالأقارب و بالأصحاب , و سيكون مبدأ الجميع في الحياة نفسي نفسي !!
أجمل التحايا للجميع[/align]