تحقيق - منصور الجفن، تصوير - علي المزيني
بريدة مدينة تكبر مع شروق كل صبح جديد وتتسع كما تتسع أحلام أهلها ومحبيها حيث تنساب محبتها في نفوسهم كما ينساب الحلم الجميل، لكنها تظل صغيرة في أعين من لا يزال يراها كما كانت في الثمانينات من القرن الهجري الماضي وما تلاه من سنوات قليلة ولذا لا نتمنى أن يظل طموح وآمال أهلها حبيس إرادة تلك الاعين، فليست بريدة الآن في حجمها وحركتها كما كانت عليه في ذلك التاريخ وما قبله.
فالصورة تغيرت إلى هذا الواقع الحضاري في هذا العهد الزاهر الميمون شأنها شأن جميع أرجاء هذا الوطن العزيز، وبالتالي لا بد أن تكثف أمانة المنطقة من خططها التطويرية للمدينة بما يتلاءم مع هذا الواقع المعاصر وأن تواكب هذا النمو والتطور.
حركة مرورية متعثرة
لقد فرض موقع بريدة المتميز وما تشهده من نشاط اقتصادي وتنموي أن تكون مقصد المتسوقين في أسواقها ومهرجاناتها وكذا مقصداً للدارسين بجامعاتها وطالبي العلاج بمستشفياتها التخصصية وغيرها من كافة أبناء منطقة القصيم ومن المدن والمناطق الأخرى انطلاقاً من منطقة تبوك مروراً بالمنطقة الشمالية بعد تشغيل خط الجوف حائل بريدة السريع إضافة إلى ما يصب فيها عبر طريق المدينة المنورة السريع والقادمين من حفر الباطن والكويت بعد تشغيل وصلة الطريق الواقعة بين مركز قبة وسامودة إضافة إلى ما تضخه الطرق الأخرى والقادمة من محافظة الزلفي وما وراءها من المراكز والقرى والهجر التابعة لها، ولذا فإن هذه الحركة المرورية المتزايدة التي تصب كل يوم في شوارع بريدة عبر تلك الشبكة من الطرق الضخمة التي نفذتها الدولة وفقها الله سوف تواجه مشكلة في المستقبل القريب ما لم يتم إنجاز تلك الطرق المتعثرة في بريدة وإنشاء الجسور والأنفاق في شوارعها فلعله أصبح ملاحظاً في بريدة تنظيم الحركة المرورية من خلال تلك الدوارات ورص الإشارات المرورية حيث تضافرت جهود الأمانة لوضع تقاطعات تعرف بتقاطعات الإشارات الخماسية أي خمس إشارات مرورية في موقع واحد لتزيد من الاختناقات المرورية إضافة إلى الدورات وما تشكله من عبء مروري.
أما الجسور أو الأنفاق في بريدة فهي الضرورة الغائبة عن شوارعها ولذا فإننا نتمنى من أمانة المنطقة التخلي عن رص تلك الإشارات المرورية الخماسية والتقليل من الإشارات العادية والدوارات التي أصبحت علامة فارقة لشوارع بريدة واستيعاب ثقافة حل المشاكل المرورية باستخدام الجسور والأنفاق والتي سوف تسهم في انسيابية الحركة المرورية في كافة أنحاء المدينة وضواحيها.
جسور المشاة
وإن كانت مشاكل الحركة المرورية في بريدة تعاني غياب الجسور والأنفاق فإن للمشاة مشكلة مماثلة في غياب جسور المشاة عن شوارعها حيث راح العديد من الضحايا الأبرياء تحت عجلات السيارات نتيجة عدم توفير هذه الخدمة فهناك الكثير من الشوارع السريعة في بريدة بحاجة ماسة إلى بناء مثل هذه الجسور وهذه أيضاً ثقافة لم تستوعبها الأمانة بل استوعبت بدلاً منها بالتنسيق مع المرور بناء المطبات الصناعية لتهدئة اندفاع السيارات وإن كانت أمانة منطقة القصيم قامت مؤخراً بالإعلان عن جسر للمشاة على طريق الملك عبدالله ببريدة أكد الإعلان المنشور بالصحف نصاً وصراحة بأنه جسر يستخدم للدعاية والإعلان مما يعبر عن أولوية هذا الهدف لدى الأمانة ويدعم تأكيد ذلك أن مصدر الإعلان هو إدارة الاستثمارات في أمانة المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة تعني أن الهدف الاستثماري يطغى على خدمة الإنسان في هذا المشروع الصغير في حجمه الكبير في فائدته ولذا نتساءل كيف يستجدي جهاز حكومي كبير بمستوى أمانة المنطقة معني بخدمة المواطن عبر مخصصات ضخمة رصدتها الدولة وفقها الله لخدمة وسلامة ورفاهية المواطن والمقيم أن يستجدي وكالات الدعاية والإعلان ودكاكين الخطاطين لتنفيذ مثل هذا المشروع الإنساني في وقت كان بالإمكان تنفيذه من فائض أي مشروع آخر منذ زمن طويل وتعميمه على كل الشوارع المحتاجة واستكماله بالحواجز التي تضطر المارة إلى استخدامه قبل أن تتلطخ قارعة تلك الشوارع بدماء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والمارة، وهنا يحق لنا أن نتساءل مرة أخرى مع هذه الجزئية هل نعول على الأمانة بمشاريع وأفكار تطويرية هامة ونافعة للمدينة؟؟ أم أن الأفكار ستظل غائبة غياب جسور المشاة وجسور السيارات ويظل الحاضر دائماً الهدف الاستثماري ليتحول الشعور بأن الأمانة دار للجباية؟؟.
طريق المطار وضاحية المليدا:
على هذا الطريق تقوم أهم المنشآت والقطاعات الخدمية في منطقة القصيم بشكل عام حيث جامعة القصيم ومطار القصيم الإقليمي ومحطة أرامكو السعودية ومنطقة خدمات الحرس الوطني ومعهد القوات البرية إضافة إلى عدد كبير من القطاعات التجارية والاقتصادية والزراعية الخاصة ورغم وجود هذه المنشآت الضخمة والهامة إلا أن الطريق لم يخدم بالجسور أو الأنفاق لتسهيل الحركة المرورية ولعل الصورة تعبر عن واقع الزحام الذي يشهده هذا الطريق وبالذات عند مدخل جامعة القصيم حيث تكتظ الحشود الطلابية القادمة في ساعة واحدة من كافة مدن ومحافظات منطقة القصيم عند مدخل الجامعة الذي سبب الإزعاج والتعطيل لحركة المرور على هذا الطريق عند بداية الدراسة في الصباح وعند الانصراف بسبب عدم وجود جسر أو نفق يخدم هذه الحركة المرورية والذين يقدر عددهم بعشرات أآلاف من الطلبة والطالبات والعاملين والمقاولين، وهذه المشكلة على هذا الطريق ليست الوحيدة بل هناك مشكلة زحام وخطورة عند دخول وخروج صهاريج نقل وتفريغ البترول لمحطة أرامكو السعودية الملاصقة لجامعة القصيم يقابل هاتين المنشأتين من الجهة الأخرى من الطريق مدخل مطار القصيم من جهته الشمالية وكذلك مدخل معهد القوات البرية ومدخل منطقة خدمات الحرس الوطني كل هذه القطاعات بحاجة ماسة إلى جسور أو أنفاق أما تلك الدوارات فلن تحل المشكلة بل إنها تسبب الكثير من الحوادث، كذلك فإن إشارة المرور الوحيدة على هذا الطريق الواقعة عند تقاطع عيون الجواء أيضا تمثل مصدر إزعاج وعقبة كبيرة في انسيابية حركة المرور حيث يشهد هذا التقاطع عند الذروة طوابير السيارات القادمة من أحياء بريدة الشمالية والمتجهة إلى تلك القطاعات أو المتجهة إلى محافظة البكيرية وغربي منطقة القصيم، حيث إن هذا الطريق يعتبر من الطرق الداخلية السريعة ولذا فإن الوضع يتطلب إنشاء جسر أو نفق مكان هذه الإشارة لتسهيل الحركة المرورية.
هيئةعليا لتطوير مدينة بريدة أثبت الواقع أن خطط وبرامج الدولة لتطوير المدن والمحافظات بل تطوير كل أرجاء الوطن يفوق تلك القدرات الذاتية لبعض تلك الجهات المعنية بمساندة تنفيذ تلك الخطط وأخص في هذا الموضوع البلديات فعلى سبيل المثال لا يمكن أن يتم فتح طريق أو إنشاء مدرسة جديدة أو مستشفى أو أي قطاع يستهدف خدمة المواطن إلا وتكون الأمانات أو البلديات طرفاً مباشراً في تنفيذ هذا الهدف إما من خلال اعتماده أو توفير الأرض أو اشتراط المواقع في المخططات الاستثمارية أو من خلال منح التراخيص وإلى آخره من الاختصاصات والمهام كيف لا والبلدية أو الأمانة وإن اختلف المسمى تمثل صيغة حرف لازم في كل كلمة من مفردات حياتنا اليومية.
لذا فإننا بكل عبارات الرجاء والتمني نؤكد بأن واقع بريدة وموقعها وأهميتها وما تشهده من تطور كبير وملحوظ يتطلب بشكل سريع إحداث هيئة عليا تعنى بتطويرها في كافة الأوجه وإعادة هيكلة مشروع نطاقها العمراني والسكاني وامتداده وما يلزمه من خدمات وكذلك معالجة مشاريع طرقها المتعثرة وبناء الخطة الاستثمارية من واقع البيئة الملائمة.
ولذا فإن لنا في تحقيق هذا الأمنية أملاً كبيراً بعد الله في جهود سمو أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لتكون هذه الهيئة العليا لتطوير مدينة بريدة إنجازاً يضاف إلى رصيد إنجازات سموه في خدمة المنطقة وأبنائها يسانده في تحقيق هذا الإنجاز سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز ولا شك بأن قيادتنا الحكيمة لن تكون إلا سنداً وعوناً لكل جهد يستهدف الرقي بهذا الوطن وأبنائه.
ازدياد الكثافة السكانية فاقم الأزمات المرورية(الجسور والأنفاق في "بريدة" ضرورة غائبة)
العرض العادي
