محاولة لعلاج ظاهرة التنازع والتشرذم,,,,,,,,,,,,,,,,,
محاولة لعـلاج ظاهرة التنــازع والتشرذم
ما غلا قوم في شيء، إلا وظهر غلو آخرين في ضده..
الغلو في تقديس الأشخاص، يقابله الغلو في رفض الأشخاص..
أيهما سبب غلو الآخر؟..
كلاهما...
والحل في التوسط، والعدل، والانصاف...
قال تعالى: {وإذا قلتم فاعدلوا..}.. وقال: {ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.. وفي الأثر:
(أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما، وأبغض بغيضك هونا، عسى أن يكون حبيبك يوما ما)..
لا بد من التريث وعدم الاستعجال في الحكم على الآخرين، خاصة أولئك الذين عرف عنهم اتباع منهج السلف والدعوة إليه..
فمن الذي لا يخطيء، ولو كان من أهل السنة والجماعة؟..
فلو أن كل من أخطأ هجر، وحذر منه، وشهر به، لما سلم أحد، حتى الهاجر والمحذر والمشهر، لن يسلم، لأنه لن يسلم من الخطأ..
والنتيجة: تمزيق الأمة ظلما وعدوانا..
إنما السبيل المناصحة بالتي هي أحسن، بالقول اللين، والصبر في تبليغ النصيحة، وإظهار المحبة والشفقة والحرص وصدق الإخوة..
هذا إن كان خطأ مجمعا عليه عند أهل السنة، أما وجهات النظر، والمسائل القابلة للاجتهاد، فهذه لا تنبغي أن تكون سببا في الخلاف أصلا..
لذا من المهم معرفة ما يسوغ وما لايسوغ فيه الخلاف...
فبعض الناس جاء إلى مسائل يسوغ فيها الخلاف، فجعلها موطن ولاء وبراء.. وهذا جهل ..
ومن المهم معرفة ما الخطأ والصواب..
فبعض الناس جاء إلى ما هو صواب، فجعله خطأ، وما هو خطأ، جعله صوابا.. وهذا جهل..
ومن الجهل أن ينجر المرء وراء الجهل..
فإذا ظهر من بعضهم خطأ فالواجب النصح والبيان والصبر..
وعلى من أنكر على أحد شيئا، أن يحمل رأيه إليه، ويبينه له، ويسمع منه الجواب، ولا يأخذ الجواب من وسائط، ولا يأخذ الخبر والحكم من وسائط، لأن الوسائط كثيرا ما تفتقد إلى الدقة في النقل، فتزيد وتنقص أشياء تكون سببا لتكبير الخلاف والفجوة...
وليس الخبر كالمعاينة.. وإنما آفة الأخبار رواتها..
بعض الفئات لاهم لها إلا تضخيم الأخطاء، وتحميل الكلام لايحتمل من المعنى، إما جهلا بمواقع الكلام والأدلة الشرعية، أو رغبة في سوء..
لذا فعلى الحصيف الحريص على الجماعة أن لا ينجر وراء هذه الفئات، بل يفحص كل تهمة ونقد يصدر منها تجاه غيرها، حتى لا يشاركهم في العدوان على بريء.. لينظر هل الكلام يحتمل ما حمّل أم لا؟..
وليعلم أن التعصب لفئة يعمي البصيرة... فلا تدرك الحق، ولو ظهر كالشمس، لأن العقل منصرف عن الفهم والإدراك، وكم من الخلافات كان مصيرها الحل، لو أن النفوس سليمة، خالية من التعصب، لكن لما لم تكن كذلك، حصل الخلاف وتضخيم الاخطاء والنبذ والبراء..
الحق فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وما أمر به، وليس فيما يراه فلان وفلان..
فليس مقياس الغيرة على الدين وشعائره الكتابة فيما يراه بعضهم مهما، على الوجه الذي يرضيهم..
إنما المقياس: اتباع الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل به، والدعوة إليه..
إن للخطاب الحسن، القائم على التماس العذر وحسن الظن أثرا حسنا:
- فهو دال على أن صاحبه متبع لهدي القرآن، حين أمر موسى عليه السلام أن يخاطب فرعون بالقول اللين..
- وهو دال على أنه متبع للنبي صلى الله عليه وسلم حين كان يخاطب من يدعوهم بأحسن عبارة..
- وهو دال على اتباع السلف، الذين لن يخالفوا بحال طريقة القرآن، ولا منهج النبوة..
- ثم هو الكفيل بهدم الفجوات بين المتخالفين، فالخطاب الحسن يحمل على حسن الاستماع وفهم كل خصم كلامه خصمه، فينفذ كلامهما إلى القلب، فربما لم يكونا مختلفين أصلا، وربما اهتدى المخطيء منهما..
كل ذلك بالخطاب الحسن..
أما إذا صار الخطاب عنيفا، التهم فيها مقدمة، واستباحة العرض هو الشعار، فلا ترجو إلا القطيعة والهجر وتصلب المواقف، والعناد، وكل تأخذه العزة بالإثم، حتى لو بان الحق لأحدهما، فلن ينجر إليه، ولن يقبل منه، لا لشيء إلا لأنه جاء من غير طريقه القويم.. ولأن الشيطان قد نزغ.. والله يقول: { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}.. { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا}..
فأهل الحق، ومن يرنو إلى الحق، ويخضع له، أولى بأن يتبعوا منهج القرآن في الخطاب، ولو كان الخصم ضالا مضلا، فكيف إذا كان أخاً، يبتغي الحق، ويحبه..؟؟
فاتقوا الله يا أولي الألباب...
منــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــ ــــــول
هذا المقال من أجمل ما قرأته حول علاج ظاهرة التشرذم والتحزب والتي أبتلي البعض بها عن جهل أصابه وجعله يسير على غير هدى ,لاهم له إلا إنتصار رأيه حتى ولو لم يكن صحيحاوهذا ماجعلنا أضحوكة للآخرين ,,نعجب كثيرا لهؤلاء المتحزبين تذهب أيامهم سدى من غير أي فائدة جنوها , مطبقا بعضهم المثل / خالف تعرف....
الأمم من حولنا عانقت السحاب بتقدمها ونحن بين كانا ومانا ,,فمالذي أصابنا؟؟؟؟؟
نحن إخوة في الدين ومع ذلك نجد أنفسنا نتراشق الألفاظ المسيئة بمجرد الإختلاف عند مسألة أو رأي ,الجميع يهب لمساعدة من يحب, حتى ولو لم يطلع على حيثيات الموضوع (مع الخيل ياشقراء)...
البعض خلط بين الخلاف والإختلاف والبعض يعتقد أن لافرق بينهما ,,,, وشتان بين الخلاف والإختلاف....أتمنى من الله العلي القدير أن لايكون بيننا خلافا ولا إختلافا ولا تحزبا ولاتشرذما........دمتم بخير
التوقيع |

|
|