[align=center]الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا من هيده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
أما بعد :
فالمتأمل في أحوال الناس في رمضان يجدها على ثلاثة أقسام
القسم الأول :
قوم سبقوا فيه بالخيرات , فصاموا إيماناً واحتساباً , صامت بطونهم عن الطعام
ونفوسهم عن الشهوات , وجوارحهم عن الآثام والسيئات
نهارهم ذكر وزهادة وليلهم قيام وعبادة .. قد فقهوا واجباته فأعملوها
وسننه فاتبعوها ومفسداته فاجتنبوها .. فهم بغاة خير وغنام فضله
القسم الثاني :
قوم لم يأتوا في رمضان ما ينقص صومهم , بل أعملوا فيه الواجبات
وصاموه كما يحب الله ويرضى لكنهم لم يبلغوا إلى درجة الاجتهاد
في سننه والحرص على غنائمه فغنمهم على قدر همتهم .
القسم الثالث :
قوم محرومون .. لم يقدروا لشهر رمضان قدره ولم يعظموا
في نفوسهم فضله .. صاموه عادة لا عبادة
فما نهاهم صومهم عن الآثام .. وغاية همتهم فيه إمساك عن الطعام
فأولئك هم المحرومون من فضله والمغبونون في خيره
فهم يجهلون فضائل رمضان ولو عرفوها وأيقنوا بها لعلت هممهم
لاكتسابها ولطمحت نفوسهم لنيلها ولأدركوا أن رمضان شهر غنيمة
عظيمة وموسم رحمة كريمة لا ينبغي للعاقل المؤمن أن يقصر
في نيل حظه منها
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" أتاكم رمضان شهر بركة , يغشاكم الله فيه , فينزل الرحمة
ويحط الخطايا , ينظر الله إلى تنافسكم فيه , ويباهي بكم ملائكته
فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي حرم فيه رحمة الله " ( رواه الطبراني في الكبير )
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا ممن صامه إيماناً واحتساباً
وجعلنا من الفائزين فيه بالحظ الوفير من الحسنات
ولا تجعلنا من المغبونين فيه
ولا من أهل الحسرات على فوات الخيرات
((((((( ســر العيــون ))))))) [/align]
العرض المتطور
