إن التأريخ ليشهد على المسلمين بأنهم تركوا الحجر الأسود يأخذ من مكة قال الإمام الذهبي ـ رحمه الله ـ أقبل أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي ووضع السيف بالحرم في الوفد واقتلع الحجر الأسود وردم بئر زمزم بالقتلى سنة سبع عشرة وثلاث مئة في ذي الحجة يوم ولم يقف أحد بعرفة وصاح قرمطي يا حمير أنتم قلتم ومن دخله كان آمنا فأين الأمن ؟
قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ جلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تصرع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام وهو يقول :
أنا الله وبالله أنا ***** أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا بل يقتلون ، فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام ، وهدم قبة زمزم وأمر بقلع الكعبة ونزع كسوتها عنها .. ، .. وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه فسقط على أم رأسه فمات إلى النار فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال أين الطير الأبابيل أين الحجارة من سجيل ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه ، وفي سنة تسع وثلاثين وثلثمائة في هذه السنة المباركة في ذي القعدة منها رد الحجر الأسود المكي إلى مكانه في البيت ، وقد بذل لهم الأمير بجكم التركي خمسين ألف دينار على أن يردوه إلى موضعه فلم يفعلوا ، ثم أرسلوه إلى مكة بغير شيء على قعود فوصل في ذي القعدة من هذه السنة ولله الحمد والمنة وكان مدة مغايبته عنده ثنتين وعشرين سنة ففرح المسلمون لذلك فرحا شديدا . ) أ.هـ
إن المسملين لم يدافعو عن الكعبة ، وفرطوا في الحجر الأسود وبقي عند القرامطة ـ لعنهم الله ـ اثنين وعشرين سنة ولم يتحركوا لأخذه بل يدفعون الأموال فقط !!!
إن الله دافع عن حرمه بالطير الأبابيل في الوقت الذي لم يكن فيه مسلمين للدفاع عن الحرم أما لما كان هناك مسلمين فكان لزاما عليهم الدفاع عن حرم الله ولكنهم كانوا مثلنا نيام .
مثلنا اليوم نيام نكتفي بالفرجة على بني جلدتنا وإخواننا في فلسطين يحاصرون ويقتلون ، ترتكب بحقهم المجازر ونحن نيام ننتظر الرحمة والإنصاف من عدوة العرب والمسلمين والمحاربة للإسلام بدعوى محاربة الإرهاب ، فإلى متى نبقى نتفرج على إخواننا والله المستعان وويل للمتخاذلين والمتآمرين على المسلمين ومقدساتهم .