[align=center]
منذ أن خلق الله المرأة وهي تستلذ قول من يقول لها : أنتِ جميلة . بل إنها تهيم جنونًا بقول من يقول لها : أنتِ حياتي . ولاسيما الفتاة البدوية , ألا ترون أنهم يقولون : حب بدوية ! !
لذلك نجد أن كثيرًا من فتيات المهرجان يُكثرن من الزينة , ويُبالغن فيها , فإنك لواجد تلك العيون التي في طرفها حور تومض من بين البرقع , إذ يحفها الكحل , وتحوطها الأصباغ , ويعلوها حواجب مصطنعة , ورموش مغروسة فيها , فهي قاتلة للرجل حين يرى زين الزين في الفتاة , إنها العيون الذبـّاحة , بل ترى تلك الألوان المتعددة من خلال العدسات اللاصقة .
لقد انقضى المهرجان لعام 1428 هـ , فماذا وجدنا ؟ وعلى أي شيء وقفنا ؟ وما نسبة الفتيات إلى الفتيان ؟ ومن استمتع أكثر من الجنسين فيه ؟
لقد وجدنا أن الفتيات أكثر بلا جدال , والمتعطرات والمتهندمات أكثر من غيرهن , فكان وقوفنا على فتيات يستملحن نظر الفتيان إليهن , ويعشقن تعليقهن بحبهن من وراء عيونهن , فيكون الحب حب نظرة , إنه الحب الذي غالبًا ما ينتهي بانقضاء تلك الليلة .
ومن العجب أن تكون تلك الفتيات من خارج بريدة , لاسيما البدويات منهن , فقد صدقت مقولة : زامر الحي لا يُطرب . فقد رأينا أن فتيات بريدة قلما يذهبن إلى المهرجان , وإنما يكاد يكون المهرجان حصرًا على فتيات من خارجها .
وأكبر الظن عندي أن الفتيات قد فزن بإغواء الفتيان , فكنَّ أكثر استمتاعًا بالمهرجان , بينما الفتيان هم الأكثر تعذيبًا ؛ ذلك لأن الفتاة تستلذ تلك النظرات المصوبة إليها من قِبل الفتيان , وهي غريزة فيها , إذ الفتاة والمرأة عمومًا ما هن إلا رياحين للشم والضم , أما الفتيان فكان نصيبهم من مهرجانهم العذاب والوهم المكتوب على الماء .[/align]