[align=center]
عندما قرأنا في الصحف أن وزير الأوقاف قدم مكافأة تزيد عن مليوني ريال
لرجل دل الوزارة على وقف قديم جدا مات أصحابه و لم يعد ينتفع به ، تذكرت بدايات
هذا القرن وفي عز الطفرة الاقتصادية ـ تحديدا ـ عندما بدأ أفراد المجتمع هنا يستعيبون
تقديم فضلات ولائمهم لجيرانهم
، و بدأ الجيران ـ بدورهم ـ يستعيبون قبولها ،
فبرزت على السطح مشكلة كبيرة ، ماذا يفعل الناس بفضلات ولائمهم ؟
و جاء جواب السؤال على شكل منشورات وزعتها جمعية ناشئة تحمل شعار
( اتصل نصل )
و تحمل معها نقلة حقيقية في مفهوم العمل الخيري الاجتماعي التكافلي ، فبرغم
أن المجتمع لن يقبل ـ بسهولة ـ
فكرة أن يكون الوسيط بين الغني و الفقير مؤسسة ذات شخصية اعتبارية ( لا أفرادا محددين و معروفين )
، فقد كانت هذه الجمعية تحمل ما هو أكبر من ذلك ،
أفكارا و خططا لهيكلة العمل بشكل عام و للاستثمار الواسع . .
لذلك استغلت هذه الجمعية تلك المشكلة و استخدمت ذاك الشعار بابا تدخل منه إلى قلوب الناس لتحوز ثقتهم و بعدها قبولهم ، قبل أن تصبح كائنا عملاقا له ثقله ومكانته . .
و لعلنا جميعا نتذكر ناشئا آخر قام بعده بأشهر قليلة و احتل مكانة في قلوب الناس إن لم تكن أكبر
فهي مساوية لمكانته
و توالت مشاريع الخير هنا .. وهناك ..
نحو تأسيس عمل خيري مؤسسي ، و احتجنا أكثر من عشر سنوات حتى يحدث لنا نقلة جديدة تتمثل
في تأسيس مجلة اجتماعية مجلة الأسرة ، ورغم ما لاقاه القائم عليها من تحديات و إحباطات
( ربما أحيانا من أناس في ذات الخندق الذي هو فيه ) إلا إنهم ظلل صامدا وحيدا في وجه تيار جارف تمده سيول من مجلات هابطة زكمت الأنوف ،
و ما لبث غير قليل حتى ظفر بالنصر و كسب الجولة ، ثم ترجل و راح في تحد أصعب
يؤسس مجلتي سنان و شباب . .
و ها نحن نعيش ونرى وليدا إعلاميا ( ولد ضخما ) يبشر بخير و بنقلة أخرى ،
متمثلا في قناة المجد ،
نسأل الله لأهلها الصواب و الثبات .
ليس ما سبق هو اختزال لمشاريع الدعوة الضخمة و العظيمة في ما ذكر ، لكنها أمثلة
رابطها الإبداع و التحديات الكبيرة و النقلة التي أحدثتها
و المقصود هنا ..
على وجه التحديد أن المشاريع العملاقة تبدأ بأفكار صغيرة في عقول رجال يثقون بأنفسهم
و بأفكارهم ثم لا تلبث أن تكبر وتكبر حتى تحجز
مكانها اللائق في
نسيج الأمة
,,][/align]