مقال جميل ... ألف شكر لك أخي العزيز الكبري .
و أذكر أن الدكتور محمد جابر الأنصاري ذكر في كتابه ( تجديد النهضة باكتشاف الذات ونقدها ) أنه كان مقتنعا بالدعوة إلى تطوير اللغة العربية و ما تقدمه من حيثيات تربوية حتى أُتيح له أن يدرس اللغة الفرنسية على يد أساتذة من أهلها … فتعجب من تمسك الفرنسيين بقواعد لغتهم وكأنها نصوص مقدسة ، و رآهم يقدمونها حتى للأجنبي الغريب كما هي بأفعالها الصعبة المعقدة ، وطريقة إملائها الأصلية ، وطريقة لفظها الدقيق شبه المستحيل على اللسان غير الفرنسي دون أدنى تبسيط أو تسهيل – اللهم إلا في طريقة العرض السمعي والبصري - … بل إن الفرنسيين لم يشعروا بنقص لغتهم لأنها لا تتضمن مثلا كلمة واحدة للرقم " سبعين " حيث يقولون " ستون وعشرة " ولا للرقم ثمانين حيث يقولون " أربع عشرينات " ولا للرقم " تسعة وتسعون " حيث يقولون " أربع عشرينات – عشرة – و تسعة " .
و لذلك فقد ختم كلامه عن اللغة العربية بقوله : ( فبالله عليكم دعوها وشأنها ، كما هي ، حتى لا تمسها مذاهب التغيير والتطوير الرائجة الهشة ) .