هذه قصة قرأتها منذ سنوات،وأعجبتني جدا00 وأرجوا ان تنال اعجابكم أيضا
وهي منشورة في جريدة الرياض،وأذكر انها نالت على اعجاب الكثير من القراء
وحق لها ذلك00 وهنيئا لكاتبتها00
((( اليكم القصة)))
{خـــــــــــــــــــــالد 00ورقة من الماضي}
عندما كنت في السنة النهائية من المرحلة الثانوية 00 طلبت مني معلمتي ان اكتب موضوعا لمادة التعبير00 فلم اجد بدا من ان افتح دفتر مذكراتي الخاص00وحينما فتحته واخذت اقرأ كل صفحة فيه فاقابلها بابتسامة ودمعة 00ابتسامة للماضي الذي بنى كياني ودمعة لذكرياته التي حركت اشجاني واشعلت احزاني00
فجأة!تسقط ورقة صغيرة00صغيرة جدا00لاتكاد تتجاوز راحة يدي00عليها احرف مشتتة لاتكاد تقرؤها لتفهم محتواها حتى يقطعك سيف الوقت فتصبح غضبان اسفا00
لم ابال بذلك وقررت قراءتها00كان مكتوبا عليها مايلي (2دفتر ابو60_ قلم رصاص_مسطرة صغيرة00)00ثم لااعلم ماذا ايضا00من هنا ضاع ماتبقى من احرف وبدت الورقة ممزقة ضحكت على نفسي كيف امتلك مثل هذه الورقة التافهة ولكنني فجأة00احسست بالاضطراب00خالجني الاكتئاب00حتى اصفر وجهي فذاب 00رجعت بهذه الورقة خمس سنوات مضت مع مافيها من عذاب00تحمل في طياتها العجب العجاب00!!
ليتني لم ارك ياورقة00ليتك تمزقت00لماذاعدت لي بعد ان وضعتك في عالم النسيان،عالم الفقد والحرمان00
كيف تعودين بعد ان كنت موجا عنيفا هز زورقي00
كيف تعودين بعد ان كنت شبحا مخيفا قطع طريقي واشعل حريقي00
كيف تعودين بعد ان سلبت مني اغلى من في الوجود00انه اخي00اخي الحبيب اسمه لايزال محفورا في قلبي00وطيفه لايزال مرسوما في خيالي00كان يكبرني بعشرة اعوام كانت كتلة احاسيس غاية في الروعة والجمال00كان يملك قلبا تسربله الامومة ويسري في عروقة الطهر والحنان00يقابلها صوت رجولي قوي النغمة00تلازمه الحكمة رغم جسمه النحيل00
كان يملك طموحات مجنونة تتجاوز الحد المعقول00كان يشاغب العالم ويتحدى المصاعب بلا مبالاة00كانت تصرفاته مضحكة وعجيبة ولذلك احبه الجميع00تصرفات تطابق هيئته المرحة00(طويل00نحيل جدا00تداعب بشرته السمرة الجذابة وتعلو وجهه التكشيرة الدائمة احتجاجا على هذا العالم الذي لم يفهمه او يقدر طموحاته!!)(كما يزعم)
تلك التكشيرة التي كنت احبها كثيرا00
وفي لحظة ما 00 قبل خمسة اعوام00 وبالتحديد في اواخر لحظات حياته0دخل بتكشيرته المعهودة التي توحي بالسأم والملل فاقتربت منه في وجل 00واعطيته ورقة صغيرة في خجل لانني اعرف مدى عصبيته ومكابرته00اخذ يقرؤها بصوت عال تتخلله السخرية:
2دفتر ابو 60_ قلم رصاص_مسطرة صغيرة_مقص00الى ان انتهى من قراءتها فاضاف عليها بعض كلماته الساخرة وكأنه يقرأ:وطيارة وسيارة وعمارة00
كنت اعلم من قبل ان يتفوه بتلك الكلمات بانه لن يتركني دون تعليق ولكني لم اعلم ابدا بانه سيضحك معي لاول مرة في حياته00اعجبتني تلك الضحكة وتيك النغمات المرتلة من شفتيه المفتوحة00فلم املك سوى الضحك معه ومما زاد دهشتي هو انه اشار لي بسبابته نحو عينيه يقصد انه سيلبي مااريده00لاول مرة احس بحنانه رغم انني كنت احسه حتى في طبيعته المعهودة0
ارتجل من على مقعده ثم اطرق برأسه فاذا بصورته تنعكس على الطاولة الزجاجية التي امامه00ابتسم محدثا انعكاسه :يالك من شاب جميل00صدقيني يادلال لو تنشر صورتي في احدى المجلات لاصبح هناك تصادم في مدارس البنات!!!
ثم خرج متجها نحو المكتبة ولكنه لم يعد00 تأخر كثيرا00 مرت احداث سريعة00 بدأ الضجيج يعلو المنزل00 الصراخ والنحيب00 احسست بان هناك حركة غريبة في المنزل00سألت امي التي كانت تتقطع نحيبا ولوعة00 ماذا جرى وماالذي حدث 00 خالد مات!!!
لاأصدق00 جن جنوني00 تكتلت في نفسي صرخات مكبوتة00 تحركت في قلبي ذكريات منحوتة00 كيف يموت ولماذا يموت؟!
كيف يموت وهو لم يتجاوز الثانية والعشرين بعد00 مازال في بداية حياته وعنفوان شبابه كيف يموت وهو اخي الذي لابديل له00 من يصرخ في وجهي 00 ومن يحرف اسمي كيفما شاء حين يناديني00 من يشير لي بسبابته نحو عينيه ولماذا يموت00 لماذا يااخي الحبيب؟!
ارجع فانا لم اعد اريد قلما ولادفترا ولامسطرة00 لم اعد اريد صمغا اومقصاولامحبرة00 اريدك انت00 انت فقط00 ارجع واضربني وشاغبني واعدك هذه المرة بانني لن اخبر والدي عد واسكب علي الماء ثم بعثر اوراقي واضحك كما كنت ولن ابكي في هذه المرة00 عد واعدك انني لن ازعجك كل صباح واوقظك من نومك حتى تذهب بي الى المدرسة00 صدقني يااخي لم اعد اريد ان ادرس ولااتعلم0
ارجع بتكشيرتك وجنونك00 ارجع بكبريائك وفنونك00 ارجع واسمعني قهقهاتك الحلوة00 عد كما كنت0
استيقظت فجأة!!والجميع ملتفون حولي والصراخ والنواح مازال قائما00 هاهي امي تضمني نحو صدرها واختي تجلب لي الماء ودموعها تنهمر00 كلمات جدي مازالت ترن في مسامعي:قولي لااله الا الله كلنا سنموت والخير فيما اختاره الله00 ترحمي عليه فهذا افضل ماتقدمينه له00
سبحت لله وهللته ودموعي لاتزال كالمطر الغزير وصراخي كصراخ الطفل الصغير ثم امسكت بيد والدي وضغطت عليها بشدة وقد بدت عيناه كالدم القاني من شدة مصيبته وهول فاجعته التي افقدته اقرب قريب واول حبيب وسألته وانا اشهق بالنحيب:كيف صار ذلك؟فقال:علمت ممن رآه انه كان متوجها نحو احدى المكتبات في حينا ولم يحول بينه وبينها سوى خطوات 00 فداهمته سيارة مراهقة لتتناثر اشلاؤه وتتجزأ اعضاؤه ولم يجدوا معه سوى ورقة صغيرة كان يمسك بها في يده المبتورة مكتوب عليها مايلي:
2دفتر ابو60_قلم رصاص_مسطرة صغيرة_0000
(دلال الغانم_الرياض)
خالــــــــــــــــــــــــــــــــد000 ورقة من الماضي
العرض العادي
