بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر موهبة واقتدار.
"الشعر" جزء لا يتجزأ من ثقافة الأمة العربية وهو مهنة يتأبطها أناس وهبهم الله القدرة على صياغة المشاعر بمنظوم متناسق ،وثمة شعراء آخرون لديهم القدرة العملية على النظم فحسب والذي يتأتى كسبا لاهبة وهؤلاءفي الغالب ليس لشعرهم قيمة تذكر في إشعال عواطف الناس فهذا النوع من الشعر لا يحرك شعرة واحدة من جسد السامع،ولي حول الشعر بعض الأفكار ألخصها بالآتي:
1- من الملفت للنظر ان هذا البحر اللجي المتلاطم أصبح من السهل لدى الكثير من الغنادر الخوض في أمواجه والنيل من حرمته والخرق لسياجه ممن لا يظهر في شعرهم أثاره من موهبة أو علامة على اقتدار نلمس ذلك بالأخطاء الشرعية واللغوية فضلا عن الملح الجمالية التي لا نرى لها أثرا البته كما نرى أن غالبهم ليس له من هم سوى أن يعثر على جملة تسد ثلم البيت برويه.
2- بعض الشعراء المبتدئين راح يقيّم من عرف بشهرته وبعلو كعبه في الشعر العربي منذ القدم والذي جعله الكثير من الأدباء حذوهم لنفاجأ في أحد الأيام بأن هناك من لا يقيم له وزنا، وادبيات التعلم تقتضي التأدب والأنصاف في طرح التقييم وفي مشرحة النقد.
3- في نظرة عجلى على مايكتب من أبيات في المنتديات وبعض الصحف البسيطة نرى الركام الهائل من الأبيات والتي تنعت بالقصائد وينعت أربابها بالشعراء على حين اننا لانرى في ما كتبوا ما يستحق التقدير والإكبار بل على العكس إذ اننا نطالب من بسط الله يده بوقف هذا الاعتداء على هذا الكيان العظيم والذي يمثل جزا من لغتنا والاعتداء عليه اعتداء على كرامة اللغة وعلى حمى الشعر .
4- الأخطاء اللغوية المتكاثرة في ما يطرح من أبيات جناية عليها الانه لايقارن ابدا بزحف الشعر العامي وخطورته على اللغة الفصيحة والشعر الفصيح وفي النظر أرى ان هذا الموضوع اشبع طرحا من قبل حماة اللغة البررة.
5- الجهل الذريع في المفردات اللغوية يجر الكثير الى إقحام لفظ في غير محله ممايؤدي الى ملل السامعين لهذا النوع من الشعر والذي يكشف عن تقصير مريع في اهتمام الشاعر في الشعراء الاأوائل إذهو كفيل بعذوبة اللفظ وذلاقة اللغة وسلامتها ويؤدي الى التناغم اللفظي والمطروح.
6- "الشاعر" كونه شاعرا لايعني كونه الاقدر على التذوق ولا يعني انه الاعلم في ثقافات الشعراء ولا أنه الاجدر على سرد المراحل التأريخية للشعر العربي بل على الشاعرأن يعلم ان غيره لايقول الشعر الاأنه يتذوقه بقوة ولابقول الشعر الا انه يحفظ الكثير ويحيط علما بالمراحل التأريخية ولديه ثقافة أدبية ربما بزته وشاعريته إذن الكثير من الشعراء يظن ذاك الظن ممايؤدي الى خلطه بين ماهو له ولمن على شاكلته وبين ماهو مشترك .
7- ممايلزم الشاعر الاحاطة بهذا الجانب من أصوله كي لايبقى مدعيا أو مزدريا.
8- الكثير من الشعراء الكبار ينقلب على قفاه ضحكا ابان تقليبه لاوائل قصائده ممايظطرني الى نصح الشعراء المبتدئين بالتريث قبل طبع الديوان الأول وأن مايتلقاه من ثناء عاطر قد تلقاه من قبله من الشعراء طرا الا انهم علموا ان ذاك الثناء لايشكل سوى مرحلة من مراحل التحفيز والتشجيع لابد للشاعر من المرور بها.