ما شاء الله .. تبارك الرحمن .. !
هناك مواضيع تعيد الولوج والخروج منها وإليها حيرة وإكبارًا وخوفًا من إضافة ما لا يصل إلى المستوى ..
أخي هنري ..
بالبداية أهنئك من أعماق قلبي على عمق الإنسانية وتمكنها من قلبك .. !
ولا أحد يكبر الأطفال ويهتم لأمرهم إلا من لديه بعد نظر ورهافة إحساس وحلم ..
دعني أستهل تعليقي بسؤال :
من لا يعرف العبادلة الأربعة وعلمهم ومآثرهم وأخلاقهم .. ؟!
ومن لا يعرف سبب تفردهم وتميزهم الأوحد ؛ وهو الطفولة المشرفة في حضن المربي الأول محمد – عليه الصلاة والسلام - .. !
أكثر سنوات الإنسان تأثيرًا عليه وتكوينًا لشخصيته هي الست الأُولى من عمره ..
فهل يعي ذلك من همّش الطفولة ولمِ يلقِ لأطفاله أدنى الدون من اهتمام ووقت .. ؟!
حقيقة أخي هنري لأول مرة أكتب الرد وأمسحه أكثر من مره ؛ وذلك لأني لا أدري بالضبط عمّا أتحدث .. !
وجدت قريحتي تتفجر على متصفحك الراقي وتود لو اكتسحت صفحاته كلها ..
خصوصًا في الجانب التعليمي والذي ليس هذا مكانه ..
أيضًا لا أدري هل أتحدث عن كسب الطفل الابن أو الطالب أو الأخ أو أبناء الآخرين .. حيث أن لكلٍ منهم توجيه مختلف ، فما تنهجه معلمة رياض الأطفال قد لا يحتاج إليه الأب .. !
كما أنه جذب الطفل والفوز بقلبه وثقته يختلف من طفل إلى طفل ومن مرحلة إلى مرحلة ..
لكن بشكل عام ولكل الأطفال ..
* أظهر له اهتمامًا خاصًا وانزل إلى مستوى كتفيه أثناء الحديث وانظر في عينيه .
* تكلم بصوت هادئ مع ضرورة اللمس والقرب الجسدي منه وأكثر أعضاء الطفل تأثيرًا عليه الكتف الأيسر .
* شاركه الاهتمامات واطرح عليه قصصًا ودعه يكملها أو أسئلة مثيرة لا تكون إجابتها نعم أو لا .
* التعزيز المادي والمعنوي يختصر كل الطرق إلى قلب الطفل .. !
حديثك عن استغلال الطفولة مؤلم الغاية وصحيح .. وحسبي الله على من ضيّع كبده أو أستغل أكباد الناس .. !
ولكن كل أصحاب الفِطر السليمة يأنفون من تلك الطرق – ولله الحمد - ، ومع ذلك أرى كثيرًا منهم لا يرى بأسًا من استغلال الطفل في تسريب أسرار عائلته وبيته واستدراجه بالأسئلة بل وربما مكافأته إن تحدث أكثر .. !
اللهم عافهم ولا تبتلينا .. !
وإن لم تردعهم مكارم الأخلاق عن فعلهم ؛ فلعلّ الحكم الشرعي يكون كافيًا .
شكرًا هنري .. هكذا الاهتمامات وإلا فلا ..