قال تعالى:.(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة ، ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) …سورة الروم / آية 21
والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين،وتدفع خطاهم، وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الانماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة… ولكنهم قلما يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجا، وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر ، وجعلت في تلك الصلة سكنا للنفس والعصب، وراحة للجسم والقلب ، واستقرارا للحياة والمعاش ، وأنسا للأرواح والضمائر ، واطمئنانا للرجل والمرأة على السواء ….
والتعبير القرآني اللطيف الرقيق … يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا ، وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب … وأغوار الحس " لتسكنوا اليها " …. " وجعل بينكم مودة ورحمة " ….
" ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " …
فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقا للآخر … ملبيا لحاجاته الفطرية :
نفسية ، وعقلية ، وجسدية … بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ، ويجد في اجتماعهما السكن والاكتفاء ، والمودة والرحمة ، لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر … وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لانشاء حياة جديدة …. تتمثل في جيل جديد ….
سيد قطب : تفسير في ظلال القرآن / سورة الروم ، آية 21
ولن تفي دراساتهم ولو بجزء قليل من الاعجاز العلمي بتفسير تلك الايات الكريمه
وهاهم الغرب كلما اكتشفوا بدراسه جديده اكتشاف نقول لهم قول الله تبارك وتعالى في ذلك الشأن.
دمتم بود.