.
.
.
نرجع للسالفة دكتورتنا في الجامعة ..
كانت الله يذكرها بالخير مثال للمعلم الناجح .. تعيش معنا تطلعاتنا وهمومنا ..
وقد درستنا في السنة الرابعة مادة (صـحة نفسية)
بما اننا كنا آخر سنة في الجامعة فكانت تؤهلنا لما بعد التخرج
وكانت تعطينا نصائح في التعامل مع الحياة والزواج والصداقة وعموم العلاقات الإنسانية ..
قالت لنا كلمات نقشتها في ذهني .. وأتمنى أن اطبقها في وقتها
كـانت تقول لنا :
انتبهوا تخلون حياتكم متعلقة بشخص واحد .,.أو صديق واحد
لأنكم إذا فقدتوا ذاك الشخص بتتدمر حياتك ..
حاولوا أن توزعوا حبكم ومشاعركم واهتمامكم لعدة أشخاص وأشياء.. الأهل .. الأصدقاء .. الأولاد .. الزوج .. العمل .. وغيره
وأجعلوا من إهتماماتكم كالعجلة لكلٍ شيء جزء .,. حتى إذا انكسر جزء لا تتعطل عجلة الحياة .. وتظل صالحة للسير وإن كسرت
لأن من يتعلق بشيء لدرجة كبيرة ويفقده قد يصاب بأمراض عضوية سببها نفسي ..
وقالت لنا قصة فتاة أصابت بصدمة عصبية ففقدت بصرها
ولكن الطبيب حاذق .,. علم أن ما أصابها صدمة
وأن العمى الذي أصابها ليس أبدي .,. ولكن سيزول بزوال أزمتها
فلا نقلل من شأن الحالة النفسية أبدا أبدا . .
...... الحديث ذو شجون جعلني أسترسل دون شعور فاعذروني
..
ولكني أقووول ..
أرى العيادات النفسية في مجتمعنا تعاني من نضرة اضطهاد
وكأن الطبيب النفسي لا يعالج جزء منك ..
فأنت مكون من روح وجسد .,. والروح تمرض كما الجسد
فلماذا تستعيب الطبيب النفسي ولا تستعيب الطبيب الباطني أو غيره ..؟!!
في بعض الدول تجد أن لكل شخص طبيب نفسي يراجعه كل 6 أشهر يبث له همومه ويشكي له من ما يعاني .. ويعطيه حلولا ..
نحن لا نعرف المراجعات الا في طب الأسنان أو الأمراض المزمنة
أو الحمل لمتابعته ..
عجبا .. ألهذه الدرجة نهتم بالجسد أكثر من الروح ..
لماذا عندما يمرض أحدنا عضويا نجد الجميع يهُّب لمعالجته
ويسأل عنه ويراعيه ...
ولكن عندما تتعب روحك .. تصبح كأنك بوادي سحيق
لا يوجد فيه سواك ..
عجبا !
ولكني ولله الحمد لا أنكر الوعي الذي نعيشه ولله الحمد بضرورة العلاج النفسي . .
ولا أنكر أن المجتمع يعيش صحوة في كل المجالات التي كنا منغلقين فيها سابقا . .
وهذا كله بفضل من الله ومنته ...
.
.
.