العودة   منتدى بريدة > المنــــــــــــــــاسبات > منتدى رمضان

الملاحظات

منتدى رمضان منتدى خاص بشهر رمضان وكل مايتعلق بهذا الشهر من مواضيع

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 18-08-10, 06:33 pm   رقم المشاركة : 1
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة الثامنة : حفظ جناب الأعراض :
قال الله تعالى : {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً } (15) سورة النساء .
تتحدث الآية عن أحكام النساء الزواني , ومصيرهن في شرع الله , وللعلماء كلام طويل في هذه الآية , وهل هي منسوخة في آية النور أم لا ؟ يراجعُ في مظانِّه من كتب التفسير والأحكام , وقصدي هنا أن أستنبط بعض الفوائد والدلالات .
الآية افتُتِحَتْ باسم الموصول ( اللاتي ) وهو دالٌّ على جمعٍ مؤنَّث , ومُفْرَدُه ( التي ) , ومثله : ( اللائي ) كما قال تعالى : {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ } (4) سورة الطلاق . ويجوز أن يُنْطَقا بحذفِ الياء ( اللاتِ واللاءِ ) , والاسم الموصول في أصل وضعه يدل على العموم .
( يأتين الفاحشة ) فعل مضارع ونون النسوة فاعله , والفاحشة مفعوله , والفاحشة هنا يقصد بها الزنا قطعاً , والجملة صلة الموصول , وفيها دلالتان :
الدلالة الأولى : أن النساء هُنَّ اللاتي تَعَمَّدْنَ فِعْلَ الفَاحِشَة , ولم يُكْرَهْنَ عليها .
الدلالة الثانية : أن فيها شبه إثبات لعملية الفاحشة , بمعنى أن النساء قد وقعن فيها فعلاً , فما العمل ؟
جاء الجواب بما بعده : " فاستشهدوا عليهن أربعة منهن "
أي فاطلبوا الشهادة والبينة على إثبات وقوع الحادثة بأربعةٍ من الشهود الرجال , والدليل أنهم رجال قوله : " منكم " فالضمير المذكر يدل على تذكير الشهود , ويدل أيضاً على إن الشهود مسلمون ؛ إذ لا يؤخذ بقول شهادة كافرٍ على مسلم في مثل هذا { وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (141) سورة النساء .
فهذا السياق يدلنا على حرص الشريعة على حفظ جَنَابِ عِرْضِ المسلم , وخاصة النساء اللاتي قد يقعن في الفاحشة , ولكن لا يمكن معاقبتهن إلا ببينة مغلظة قوامها أربعة شُهَداء .
فنلحظ أنه في أول الآية أنه استخدم الاسم الموصول الدال على إثبات الحدث , ولكنه ليس إثباتاً قطعياً ؛ لأن الاسم الموصول فيه نسبة تعليق كالشرط , ولكنه ليس شرطاً , فالتعبير بالموصول ليدل على نسبة وتناسب في إثبات الحدث من عدمه , ولو كان التعبير بلفظ الشرط ك ( إنْ ) أو ( مَنْ ) لكان التعليق قطعياً .
ثم قال سبحانه : ( فإنْ شَهِدوا ) صدّرَ الشرط بلفظ ( إنْ ) , وهو لا يدل على الجزم بوقوع الشرط , بل يدل على الاحتمال , بخلاف ( إذا ) الدالة على الجزم , وفي هذا دلالة على أن الشهود قد يشهدون فعلاً على وقوع الحادثة وقد لا يشهدون , وعدم شهادتهم أقرب للواقع كما هو معروف عند أهل العلم .
ثم بين سبحانه وتعالى عقوبة النساء الزواني بعد أن تثبت عليهم البينة , وهي الحبس في البيوت ( فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ ) , وفي هذا دلالة على أن المرأة لا تحبس في بيتها دائما , بل يسوغ لها الخروج لأغراضها وشؤونها , ولا تُحبسُ إلا لعقوبة أخلاقية كما في هنا .
فأين مَنْ يحبسون نساءهم في دورهن غير إخراج ؟ , ظنا منهم أنهم يطبقون قوله تعالى : {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } (33) سورة الأحزاب , ناسين أن ( قَرْنَ ) أمر بالقرار الدائم الذي يجلب الطمأنينة النفسية لها , وليس الحبس وعدم الخروج , فالقَرار في البيت لا ينافي الخروج للحاجة , هذا على القول بعموم الآية الأخيرة وأنه ليس مقصوراً على نساء الرسول صلى الله عليه وسلم .
فإن سأل سائل عن معنى : يتوفاهن الموت , والوفاة والموت شيء واحد ؟ فقد أجاب الزمخشري – رحمه الله على ذلك بقوله : " يجوز أن يرادَ حتى يتوفاهن ملائكة الموت كقوله : " الذين تتوفاهم الملائكة " " قل يتوفاكم ملك الموت " , أو حتى يأخُذَهُنَّ الموتُ ويستوفي أرواحهنّ " [ الكشاف : 1 / 487 ] .
( أو يجعل الله لهن سبيلاً ) إما بالزواج , وإما ببيان الحد عليهن الذي نزل بعد ذلك في سورة النور .
من خلال هذا العرض السريع للآية تبيّن لنا كيف حرصت الشريعة على حفظ جناب الأعراض , وأنه لا يصح أن نأخذ النساء بالظِنة والشك , ولا يكفي غلبة الظن والقرائن , بل يجب أن يكون هناك بينة قاطعة , , لأن الحدود تدرأ بالشبهات .
والله أعلم .

الأربعاء 8 / 9 / 1431 هـ







رد مع اقتباس
قديم 19-08-10, 04:24 pm   رقم المشاركة : 2
عبدالله صالح العميريني
الله يقدس روح صاحب هذا الحساب في جنات النعيم
 
الصورة الرمزية عبدالله صالح العميريني





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : عبدالله صالح العميريني غير متواجد حالياً

الوقفة التاسعة : التهرب عن مواجهة الحقيقة الذاتية .
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} سورة النساء سورة النساء .
تتحدث الآيات الكريمة حول الهجرة في سبيل الله , وحكم الإقامة بين ظهراني المشركين , والمعذور في ذلك وغير المعذور , وقد أفاض المفسرون في أحكام هذه الآيات الكريمة بما لا مزيد على كلامهم .
ولكني سأتحدث عن جانب واحد فقط تأملتُه هنا , فوجدته جديراً بالتوقف , حيثُ نرى القرآن الكريم يرسخ مفهوم تربوياً عظيماً طالما ردده التربويون المعاصرون , وهو مسألة الاعتراف بتقصير الذات ومواجهة النفس , وعدم التهرب من أخطائها .
ذلك أن الله تعالى حكى لنا عن طائفتين من المؤمنين : الطائفة الأولى تركت الهجرة متعللة بأنهم مستضعفون في الأرض , والطائفة الثانية تركت الهجرة لأنهم مستضعفون في الأرض حقيقة وليس ادعاء , فالطائفة الأولى معاقبة , والطائفة الثانية معذورة .
فالطائفة الأولى عندما سألتهم الملائكة سؤال تقريع وتوبيخ : فيم كنتم ؟ يعني على أي شيء كنتم في دينكم وأنتم بين المشركين ؟
فكان جوابهم : نحن معذورون لأننا مستضعفون , ولأن جوابهم كان تهرباً عن مواجهة الحقيقة , فقد كانوا يستطيعون الخروج لأرض الله الواسعة , جاء العقاب الشديد " فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا " .
أما الطائفة الأخرى فقد كانوا مستضعفين فِعْلاً وليس ادعاءً , فجاء العذر لهم من السماء بأنهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً , وأنهم يستحقون العفو من الله تعالى , وهذا من عظيم كرم الله تعالى , وأنه لا يُكَلِّف نفساً إلا وسعها , وهؤلاءِ فعلوا ما بطاقتهم واستطاعتهم امتثالاً لأمر الله تعالى : " فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُم " .
أما حين يتعلل المسلم بأمر يخالف واقِعَه , ويُخَالِفُ ما في قَرارَةِ نفسه فإن هذا يعد من الخذلان وهزيمة النفس , ولن ينفعَه ذلك إن هو فَرّطَ في جنب الله , فالله تعالى وصف الطائفة الأولى بأنهم ظالمون لأنفسهم , ولم يظلمهم أحد , لأنهم قادرون على تغيير ما هم فيه , وقادرون على الهجرة , ولَم يُقِرَّهم على ادعاء الاستضعاف , بل جاء التقريع العظيم الدال على قدرتهم الحقيقية على الهجرة : " أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا " .
وفي ظني أن الطائفة الأولى لم تستحق العذاب الشديد بترك الهجرة فحسب , وإنما استحقت العذاب لأنهم كذبوا بادعائهم الاستضعاف , ثم تركوا الواجب ( وهو الهجرة ) بناء على هذه الأكذوبة .
فإن قال قائل : كيف علمتَ أنهم قد كذبوا ؟
فالجواب : أنهم قالوا عن أنفسهم : كنا مستضعفين في الأرض , ثم بعد ذلك جاء العذر من الله للمستضعفين , ولو كان هؤلاء كما يدعون لكانوا معذورين , ولكنهم ظلموا أنفسهم مرتين : بالكذب ثم ترك الهجرة , { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} , ولو أنهم اعترفوا بالذنب والتقصير لربما تاب الله عليهم كما قال تعالى : {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (102) سورة التوبة . والله تعالى أعلم .







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 08:16 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة