العودة   منتدى بريدة > المنتديات العامة > همسات نواعـــم

الملاحظات

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-09-04, 04:02 pm   رقم المشاركة : 3
السعودي
عضو قدير
 
الصورة الرمزية السعودي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : السعودي غير متواجد حالياً

[align=center]

[/align]
الحياة ساحة مفتوحة للسباق والتنافس على الخير، والطريق مشرع أمام الجميع، وبإمكان المرأة كالرجل، أن تشمّر عن ساعد جدها، وتستنهض قدراتها وإمكانياتها، لتحرز أكبر قدر من التفوق، وتحقق أعلى درجة من التقدم، في آفاق العلم والعمل، والالتزام بتقوى الله تعالى.

وليست هناك مساحة في أشواط السباق خاصة بالرجال، محظورة على النساء، لذلك تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن إتاحة فرص التقدم أمام المرأة كالرجل في مختلف المجالات.

يقول تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

فكل جهد تبذله المرأة، وكل عطاء تقدمه، يكون موضع الاحترام والتقدير، وعلى أساسه تتحدد موقعيتها ومكانتها.
ويقول تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.

فالعمل الصالح المنبثق من الإيمان والتقوى، هو الذي يمنح درجة التقدم للإنسان في الدنيا والآخرة، ولا تؤثر الذكورة والأنوثة في تقويم مستوى العمل.

ولتأكيد هذه الحقيقة تستعرض الآية الكريمة رقم 35 من سورة الأحزاب، العديد من مجالات الخير، وآفاق التقدم والسمو، مع ذكر المرأة المتصفة بذلك جنباً إلى جنب الرجل، لإثبات حضورها وأهليتها لاقتحام كل الميادين، وإنجاز مختلف المهام، وأنها لا تقصر عن الرجل في استعداداتها وقابلياتها.

يقول تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.

[c][gl]،،، الأنوثة لا تمنع التفوق ،،، [/gl][/c]

التسابق في ميدان القيم الفاضلة يعتمد على أمرين: الإرادة وقابلية المعرفة، فبالإرادة تتوفر ملكة التقوى، وتتحقق الإنجازات والمكتسبات، وبالعقل يُنال العلم والمعرفة، والإرادة والعقل منحتان إلهيتان للإنسان لا تختص بالرجال دون النساء، ولا تتفاوت درجتهما بين الصنفين، وإنما يتفاوت أفراد البشر ذكوراً وإناثاُ في مدى استفادتهم واستثمارهم لهاتين النعمتين العظيمتين. وعلى هذا الأساس تتحدد رتبة كل فرد ودرجة تقدمه وتفوقه.

وبإمكان المرأة أن تقطع شوطاً أبعد، وتنال درجة أكبر من الرجل، إذا ما تفوقت عليه في السعي نحو العلم، وبذل الجهد في العمل، وفي الالتزام بتقوى الله تعالى.

فأنوثتها لا تمنعها من التفوق، ولا تعوّق حركة تقدمها، ولا تفرض عليها أن تكون في رتبة تالية، أو في موقع التبعية والانقياد.

وقد يستشهد البعض بنصوص دينية، مفادها أفضلية الرجل ذاتاً على المرأة، وأنها دونه رتبة كقوله تعالى:
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }.

والآية الكريمة إنما تتحدث عن العلاقة الزوجية، وأن الرجل قوّام بحقوق زوجته عليه، ومسؤول عن رعايتها وحمايتها والإنفاق عليها، وأن له عليها حق الطاعة في حياتهما الزوجية، وفق الضوابط الشرعية، ولا يستفاد من الآية أن كل رجل قوام على كل النساء، ولم يقل أحد من الفقهاء والعلماء بسلطة أي رجل على أي امرأة خارج إطار العلاقة الزوجية، إلا فيما يرتبط بولاية الأب على أبنائه وبناته ضمن تفصيل في مسائله وأحكامه.

وحتى في الحياة الزوجية فقوامة الرجل على امرأته ضمن حدود علاقتهما، ولا شأن له بآرائها وأفكارها، ولا بتصرفاتها المالية، أو مواقفها الاجتماعية وما شابه.


يقول أحد المشائخ الأجلاء (رحمه الله) والظاهر من الآية الكريمة أن المراد فيها قوامّية الرجال على النساء في الأسرة فقط، وباعتبار علاقة الزوجية فقط، بحيث لا منافاة بين كون الزوج قيّماً على المرأة باعتباره زوجاً، وتكون قيّمة عليه باعتبار آخر ككونها رئيسة لجمعية خيرية أو سياسية أو نقابية هو عضو فيها.. اللهم إلا أن يُنفى أهليتها لتولي أي مسؤولية على جماعة فيها رجل، فلا تصلح لرئاسة جمعية، بل ينبغي على هذا ألاّ يصح منها أن تستأجر رجلاً أو رجالاً للقيام بعمل يقتضي أن تأمرهم وتنهاهم بشأنه وهذا ما لا يمكن الالتزام به قطعاً ولا نظن أن فقيهاً يلتزم به).

كذلك فإن الروايات التي تتحدث عن نقص عقل المرأة قياساً إلى الرجل، فإن هناك نقاشاً في سندها، وإن بعضها جاءت مرسلة أو بسند ضعيف، وحتى لو كان سندها صحيحاً فلا يمكن قبولها بظاهرها، لمنافاتها ومخالفتها لسائر النصوص والمبادئ، ولإمكانية تأويلها وفهمها بطريقة أخرى، لا تستوجب الحط من قدر المرأة ومكانتها.







التوقيع

 
مواقع النشر
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع
:: برعاية حياة هوست ::
sitemap
الساعة الآن 01:53 pm.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة

المشاركات المنشورة لاتمثل رأي إدارة المنتدى ولايتحمل المنتدى أي مسؤلية حيالها

 

كلمات البحث : منتدى بريدة | بريده | بريدة | موقع بريدة