بالطبع الفكاة تأخذ مسالك عدة قد لايكتشفها البعض ،في هذه القصة سنتعرف على محشش يقف أمام لجنة أدبية تشبة بضخامتها لجنة التحكيم في شاعر المليون ، يقول:السلام عليكم ..وعليكم السلام ما أبي أتعبكم ...رديت على نفسي السلام سأحكي لكم قصتي عسى أن تعجبكم إسمعوا يا إخوان عفواً يا لجنة كان شعري طويل أصفراً فأحببتُ بنتَ البلدة وجلستُ تحتَ الشجرة بتحبنى مابتحبنيشحتى أصبحَ شعري هكذا:
ومع مرور الوقت اكتشفتُ بأنها متحبنيش فأصبحَ جسمي هكذا
وهكذا عشتُ في حياتي أتكبدُ العناء بذلك الحب وأفتشُ هنا وهناك حتى وجدتُ حورية من الإنس بسحرها وجمالها سلبتْ قلبي وفكري فبتُ في هواها مُعلق لاأستطيعُ مفارقتها أو حتى الإبتعاد عنها،ونسيتُ حبيبتي هناك تحتَ الشجرة بل حتى ملامُحها لم أعد أتخيلها أو تأتيني بالمنام.كُنا في مضى أسعد تعيسين يعشقان بعضهما البعض حتى حدثَ مالم يَكنْ بالحسبانْ..
سأحكي لكم قصتي معها أقصد القديمة وليست الجديدة حتى ينزاح جزء من همي:
كُنت أسعد قرد يعيشُ بتلك المملكة الجميلة كُل شئ كان مُتوفر والأهم هو الحبحب فأبي كان من أكبر تجار الحبحب بالمنطقة ولم يكن له أي منافس سوى حاكم تلك المدينة الذي أمر بقتلة وسلبة فوجدتُ نفسي يتيماً منبوذاً بمجتمعي لاأعرفُ سوى الألم والعذاب أعيشُ بين الأشجار أتسلق تلك وتلك حتى وقعتُ في حبها وذهبتُ معها لقصرها إنها إبنة الملك الذي قتل أبي.كنا نتشارك بالطعام والشراب وكانت تنهال علي بالحب وتنسيني مامضى من حياتي ولكنني كنتُ أفكر بمن قتل أبي وأردتُ الإنتقام،وقبل أن تكتمل الصورة لدي وأنفذ مبتغاي سمع الملك بقصتي مع إبنته وعرف أنني إبن فلان فأمر بسجني وجلدي حتى أكون عبرة للقردة من بعدي.
عشتُ أيام النفي بتلك الجزيرة البعيدة وأنا مابين القضبان أكتبُ الشعر وأتغزلُ بالقمر وقت السحر ولم أعرف للنوم طعم فلا راحة ولا بال عندما أتذكر الحبيبة حتى حصلت المعجزة وأشفقَ الملك وأرعنَ للحبيبة وفك أسري .وهكذا عدتُ من جديد متشرد مابين الأشجار أقفز هنا وهناك وبالطبع كنتُ أتحاشا تلك الشجرة التي جمعت بيني وبين عشيقتي حتى شاهدتها من بعيد تتناول موزة فمغصتي بطني وانتفخَ كبدي فأنا أُحب الموز الأصفر وهكذا اقتربتُ منها بحذر وهي تمعنُ النظر بدلال وناولتني موزة هي كانت عشقي لتلك الشجرة التي هي سببُ تساقط شعري.
تناولتُ قطعة تلتها قطعة حتى أكلتُ القشر وعدتُ معها للقصر وتزوجنا بموافقة ومباركة الملك ولكنَ الفرحة لم تكتمل والسرور تبدل إلا ألم فهي لم تكنْ تحبني وإنما كانت تحبُ شعري الأصفر الذي كان يبهرها بجماله وهذه الحقيقة لم أكتشفها إلا مع مرور الوقت.
فعدتُ لتلك الشجرة أردد بتحبن متحبنيش حتى أصبح شعري كما شاهدتم وعند عودتِ للقصر نظرت إلي بتمعن:وأطلقت العنان للضحك فنظرتُ للمرآة واكتشفتُ سر شقائي ذهب شعري الأصفر وذهبتُ أنا وتحولتُ لمخلوق غريب يطلقون عليه الإنسان ووجدتُ نفسي معها من جديد حوريتي الجميلة الإنسية اللذيذة كانَ أكثر ما يميزها شعرها الحريري الذي ينسدل على ظهرها كشلال متدفق والباقي لم أستطع وصفة من شده جماله ودلاله كانتْ بكل مساء تأخذني حبيبتي إلا حضنها وتمسدُ على( قرعتي)بعطف وأنا أضحك وأضحك فذلك الإحساس يصيبني بالقشعريرة،وظللنا على هذا الحال مدة من الزمن حتى طلبتْ مني أن أتزوجها فلم أستطيع أن أخبرها قصتي حتى لاأخسر حبيبتي وتذهبُ كسابقتها وهكذا سارت مراسيم الفرح على مايرام حتى شاهدتُ نقطة ضعفي مختلطة مع بعض الثمار(الموز)فلم أتمالك نفسي وأسرعتُ وأنا أطلقُ زفاح القرود وأنا منهمكٌ بلتهام الموز نظرتُ من حولي فإذا الدهشة تعلُ الوجوه ومجموعة كبيرة من علامات الإستفهام تعلُ الرؤوس فعرفوا حقيقتي وأدخلونِ القفص وأنا ممسكٌ بآخر موزة.
وهكذا كان الموز سر شقائي بالبداية والنهاية.
عزيزي رئيس اللجنة أتمنى أن تجد قصتي لديك متسعاً من الوقت لقرائتها فهذه أول مرة أشارك فيها بهذه المسابقة الثقافية
أخوكم
محشش مغترب
للمراسلة
بقالة السعادة كبريه
مجموعة الأدباء
شارع حسني حسنين
®