أيُّها الرّبيع السّاحر..
مرحباً بكَ في صَباحات كلّ يوم تُشرق شمسه, فيخضرّ الرّوضُ وتسعدُ البُكور.
مرحبا بك في الضّحى وعندََ الزّوال وحين الأصيل وأنتَ تُعانق بروعَتك الأزمنَة والشُّهور..
وتلهمُ الأفرَاح في عين الزمان وكأنك القادمُ من عالم الأرواح إلى المدائن والقصور.
أهلاً بكَ أيها الرّبيع الطلق المُختال بالسحر الحلال والجَمال من بين الفصول ..
أهلاً بك أيها المتهادِي بين ركب الأيام والليالي في دعَة وحبور..
وكأن وبلَ الإيمان الذّي روى تلك القلوب , فأشرقت بنور ربها هو نفسه الوابل الصيب
الذي تباشرت به ورودُ الأرض وتراقصَ له النّدى على الأوراق ..
فالدّنيا من سَعد إلى سَعد على ساحة الكَون ,ومن نُور إلى نُور على ساحة النفس البشرية.
أيها الرّبيع الحاضر في كل الفصول ,والملوّح بالجَمال في شتى العَواصم والثغور ..
حينما تحضر فكأنك الإبتسامة المرسلة من نورعلى وجوه الصغار في يوم العيد..
وحينما تحضُر تغيب كل أبجديات الحسن في مرآك ؛ فأنت النّص بأكمله,وما حولكَ إنما
هو إقتباسٌ منك..
وحينما تحضُر فإن لطلتك البهية قَهْر للظلمات ,وتجديد للعزمات وكأنك كل البُحور..!
أيها الرّبيع أتيتَ كوشوشة الحُسْن على خد الأرض , وودعناك ببارقة دمع على أوراق الوَرد..
وإلى ربيع قادم أيّها الربيع المتَرع بطاقات الجَمال..!
أيها الرّبيع لك التحية من "وردة نيسَانْ ".. وأقول في وداعك ماقاله الأول:
أتاك الرّبيع الطلقُ يختال ضاحكـا // من الحُسن حتـى كـادَ أن يتكلمـا
وقد نبه النيرُوز في غسَق الدجـى // أوائـلَ ورد كـنّ بالأمْـس نومـا
يفتقهـا بـَـرد الـنـّدى فكـأنـه // يبث حديثـاً كـان أمـس مكتمـا
ورقّ نسيمُ الريـح حتـى حسبتـه // يَجـيءُ بأنفـاس الأحبـّة نعـمـا
فما يحبس الرّاح التي أنـت خلهـا // ومـا يمنـع الأوتـار أن تترنـمـا
وما زلت شمساً للندامى إذا انتشوا // وراحُوا بدوراً يستحثـون أنجمـا
تكرّمت من قبل الكـؤوس عليهـم // فما اسطعن أن يُحدثن فيكَ تكرمـا
أيها الرّبيع النّسِيم إلى لقاء..!
.
.
[align=right]
تقبلوا مني هذه اللوحة التي رسمتها ذات ربيع..!
تحية طيبة
[/align]