وكان محمد من اصحاب الكنود القديمين وله مكانة في قلبه .. ولكنه ( التزم ) ولا بد ان يتركه فـ ( اولاده ) في الجهاز لا حصر لهم كما انه لن يسلم من السنتهم .. ولكنه الان عند ابراهيم .. فلا يمنع ان ياخذ ( فرة ) ... فذهب الى مكتبه .. ووجد اثنين من اصحابه .. فكبس الريشة قائلا ..
- مداخلة ..
- ادخل ... رد عليه صاحبه ..
- شلونك يالغبي ...
- منهو انت .؟؟
- منهو انت .. هذا وانت القديم بالجهاز !!.. وشنقول للجديدين ؟؟.. اذا انت ما عرفت ( .. – قال نداه ) من يعرفه ..
- هلااااا والله .. قالها صديقه بحرارة ..
- شلونك .. قالها محمد ..
- هلا والله بالـ ( .. ) وشلونك .. متى الوصول ..
- والله البارح وصلت .. العصر تقريبا ..
- والله اني اهوجس بك هالايام افكر اتصـ....
فقطع عليه احدهم قائلا ..
- جييييييييت ... يالشنفذ ( وقد سبق ان ذكرنا انها تعني تهكما المتدين ) ...
فكان هذا اول مستهتر متخف بصوت ابح .. فرد عليه محمد ..
- ايه جيت ...
فقال ذاك الصوت ..
- هماك مطوع وشلون تراسل ...
فرد عليه محمدا ضاحكا ...
- والمطوع ما يراسل متى كتب على الجهاز لا يمسه الا المتعربجون ...
- وش عندك تدعي ..؟؟
وهذا الرد الاخير دائما لكل عاجز .. اذ ينتقل الى شخص الذي امامه ..
فتركه وتكلم مع صديقه قليلا وتواعدا .. وبعد ذلك حرك الباحث .. قليلا حتى سأم ودخل عليهم صديق اخر يعرفه محمدا خفيفا فابتعد عن الجهاز .. مفسحا له المجال اذ يعرف مسبقا ان هذا القادم لا ياتي الا للمراسلة او لعب السوني . فكان محمد لا يريد ان يدعوه ليلعب السوني .. فتركه يراسل ..
ثم فتح موضوع الأشرطة الاسلامية ... فقال ابراهيم لمحمد ..
- ابسمعك شريط رهيب قوة ...
فاسمعه شريطا .. كان الواعظ يتكلم بصوت عال ... ويصرخ ويبكي .. وكان يتكلم عن المعاصي وكيف ان الناس اليوم لا يهتمو بالمعاصي ولا تاثير للدين عليهم ...
فكان محمد لا يحبذ هذا النوع من الأشرطة لانه اولا لا يفيد .. وثانيا تاثيره لحظي أي اثناء سماع المحاظرة والشريط ... ثالثا .. اغلبه ترهيب وتخويف .. او كما كان يطلق عليها محمد مقتبسا هذا الاسم من احد كتاب جريدة الوطن العلمانيين .. ( انهم ينشرون ثقافة الموت ) ... ولانه .. دائما يسعى لخلق نقاش بناء الذي لم يحالفه الحظ ابدا في الحصول عليه .. قال لابراهيم ...
- شف ابقولك شي .. بس لا تحسبن ادعي او اسوي روحي مثقف ... وش تستفيد لا سمعت هذي الاشرطة ... ما غير تخوفك من الدنيا ..
ولانه انسان متفهم دائما .. قال لمحمد ...
- وش تبين اسمع .. بالعكس رهيبات اسمع ذا بس من اول المحاضرة الى اخره وهو يصيح ...
- طيب .. وإذا صار يصيح .. وبعدين من قال انه صح اذا القى واحد محاضرة انه يصيح .. بالعكس المفروض انه يصيح – بتشديد الياء وكسرها – مهب يصيح ...
ثم تابع محمد كلامه وهو يحرك يديه في كل مكان ..
- وبعدين .. كل كلامه ترهيب .. ما في ترغيب وان صار به ترغيب ما ركز عليه كثر الترهيب ..
- وش به الترهيب ... ؟؟ العالم منهبلة الحين ما ينفع الا التخويف ..
- ايه .. لانه العالم منهبلة على قولك .. الترهيب ما ينفع معهم .. خل اضربلك مثال .. مثلا انا سمعت هذا الشريط وانا ارفس ومواعدن الولد حقي بعد ساعة او ساعتين .. او قل اني ابطلع ادور .. تلقان ابتأثر قوة .. وهمن بيدق علي ( خلفهم ) ..
فقاطعهم سليمان – وهو الثالث الذي يراسل – قائلا ..
- لو يدق علي بذمتي .. لانسى الشريط وراعي الشريط وكل الناس ...
فابتسم محمد .. واشار باصبعه على سليمان قائلا لابراهيم ..
- هه .. هذا اللي انا اقولك .. اذا صار الكلام اللي نسمعه ماله مكان بالواقع .. فهو يضر اكثر ما ينفع ..
وبينما هو يتكلم .. إذ دخل عليهم عبد الله .. وكان نحيلا جدا لس طويلا ابيض البشرة لا يحدد مراسم وجهه الا عظامته البارزة .. فسكت محمد ونظر إليه بدهشة وعلى وجهه ابتسامة .. فقال وهو ينهض واقفا ليسلم عليه ...
- منين طلعت انت .. ما عندك اختبارات وش جابك من الرياض .. شلونك .. وشخبارك ..
- الحمد لله .. مليت لي ثلاثة اسابيع ما جيت هنا .. قلت خل اخذ دفعه معنوية قبل الاختبارات ..
فسأله عن اختباراته ومتى ينتهي .. و ظلوا يتمازحون .. وبعد فترة دخل شخصان اخران من اصدقاء ابراهيم لم يكن محمد يعرفهما شخصيا .. ولكن يعرف اسمائه ومعظم احوالهم .. وهذه بريدة لا بد ان تعرف كل الناس وإلا لست تنتمي اليهم ..
ولما أذن المغرب خرج عبد الله .. لكي يسافر .. فودع الجميع .. وخرج معه محمد .. وحين وصل البيت .. صلى في مسجد حارتهم .. ودخل الى البيت ..
( يتبع )