أعزائي تحية طيبة .
من خلال قولي يظهر أنني طالب نقد للإصلاح , بحيث من يمتدح الدولة ولا يبين عيوبها يُعد خائنًا .
الإرهابيون حاولوا أن يقنعوا الدولة بتلك الأخطاء لكنها لم ترعوي ولم تصلح تلك المفاسد , ولعلكم تذكرون مبدأ الحوار معهم , لكن الحوار لم يأتِ بنتيجة ؛ ذلك لأن الدولة لم تصلح تلك التجاوزات , لذلك نشأ الإرهاب كردة فعل , وإلا فإن العلماء الموجودين اليوم في هيئة كبار العلماء مع كثير مما ينادي به الإرهابيون , حتى ابن باز رحمه الله دققوا في فتاويه عن الغناء وعن البنوك الربوية , وعن وعن . . .
حين ينغلق مبدأ الإصلاح يتم الاحتقان , وإذا تم الاحتقان وتشبع انفجر انفجارًا مدويًا , وهذا ما حصل بالفعل .
الدولة لا تريد انتخابات رئاسية للمملكة , ولا تريد أن توزع الميزانية المالية بالعدل بين الأمير والمواطن , ولا تريد أن تغني الشعب أو أن تسد جوعه , وحسبكم أن الدولة لم تلتفت للمنطقة الجنوبية والشمالية إلا مؤخرًا , وحتى اليوم يبقى الفقر كبير في المناطق الأخرى , هناك جوع , وهناك مواطنون يناشدون أهل الخير في علاج أبنائهم خارج الدولة , بينما الدولة غنية بنفطها وغازها , فلماذا لا تشبع المواطن وتعطيه حقه ؟
نحن بإزاء حكم مستبد , فلو كان شورى لما كان هذا حال دولة تملك أكبر احتياط نفطي في العالم وهو حقل الغوار وغيره من الحقول البرية والبحرية المغمورة في مياه الخليج .
حين تجد طفل من أطفال الأمراء يتبرع بمال ضخم لنادٍ رياضي ألا تقول له من أين له هذا ؟
مال الدولة حتى الآن في يد الأمراء والأسرة الحاكمة , بينما الشعب لم يأخذ كفايته من النفط ومن المساكن وغيرها .
حين تجد عائلة فقيرة مباشرة يقول أحدكم : أين الجمعية الخيرية عنه ؟ بينما لا يقول أين الدولة عنه ؟
أنا مع الدولة حين تكون عادلة , وضدها حين أرى تجاوزاتها .
تحياتي .