مشاركه رقم واحد (1)
أوقات كثيرة تنفر همومنا إلى عراء التعب تبحث عن متنفس آخر ودنيا فسيحة تحتوي الأوجاع ولا نجد فالكل يهرب بألمه وشجنه ، ويضيق بالوجود ويرفض أن تسافر أحزان الغير إلى أوطانه المملوءة أسى فتضيق بنا الدنيا وتستوكن أعمدتها في قلوبنا لا نملك إلا نكيل التهم ونرمي الدنيا بالنقائص ومشاعر البشر التي تشكلت إلى قوالب اسمنتيه ، لا تنبض بالحب ولا نخفق بالصدق . كل ما حولنا صامت كئيب ، وكل ما نملك من ميت وكل ما أمامنا غارق بالصمت لا أحد يعزينا ولا أحد يؤازرنا ولا أحد يكفكف مدامعنا . الحزن مرساة أوجاعنا والتعب تقسيمنا والأصدقاء ياوجعي يتناسوننا والأحباب يا أحبتي أضاعونا وكل ما في الكون يتجاهل أنغامنا وبكاءنا وضحكنا وعويلنا وحدنا ... وحدنا .
التذكر وما مضي لا ينقلنا إلى ديار أخرى تخلو من همومنا ومعتركات أوجاعنا ، والصبر رداء ضعيف لا يحمي ضلوعنا المكشوفة تحت سياط ليلة شديدة العصف والبرد ... وما أكثر البرد هذه الايام .
كل الجهات غرقا والبوصلة تتقافز دلالاتها نحو العمق ، والسفينة تتهاوى في محيط اليأس وثمة أيدي كثيرة لمن تمتد تسعف من أرواحنا المثقلة ما بقي منها من تماسك نعرفها عشنا معها وامتزجت بنا وعرفت ما يشقينا وما يبكينا ثم أدارت ظهرها غير آسفة وتركتنا . ..... تركتنا الى المجهول ......
وكل ما نملك صبر قليل وأمل ضئيل لا بد أن يتكاتف مع روح التصميم التي يجب ألا يخنقها غدر حبيب أو جفاء قريب أو تنكر صديق للنهض من العثرة ونبتسم للوجع الذي تركنا بلا أحباب ، ورسم لنا صورهم الزائفة بلوحة شفافة تطل منها نظراتهم الكذوب وأشفاقاتهم الملونة ، ومنها نطلع على خديعتهم إلى دنيا براقة تخلو من زيفهم غير آسفين فما عاد في الدنيا أحد يفي ويحب ويخلص ويتفانى كل ذا بات ضربا من المستحيل .
نبض :
لست أرى بنظرة تشاؤمية ولا أنظر إلى المعاني الرائعة في الحياة إنها انتهت إنما قل المتعاملون بالوفاء وقل الإخلاص وقل التواصل العذب .
وأمام هذا الانحسار الموجع يجب أن نكون نحن الصدق ونحن الوفاء ونحن الإخلاص ونحن بذور الأمل لهذه المعاني .
" الحياة آلة تصوير من فضلك ابتسم " حكمة أميركية .