لست لقيطةَ أرْضِعَتْ حِبْرًا مِنْ أَثْدَاءِ أرضٍ غريبَةٍ
بلْ أَنَا مَنْ خُلِقَتْ مُضْغةَ رُوحِهَا منْ صلب هَذا الوطن
ولِدْتُ هُنَا .. وَ ترعْرعتُ ..
كبُرْتُ وَ نضجْتُ حتّى بِتُّ صبيَّة معتدَة بذاتها
و علَى امْتداد العُمرِ .. اسْتَحالتِ الهوِيَّةُ لغة
و تعمْلقَ الانْتِمَاءُ في جوْفِ الأبْجديَّةِ
و لا أخفِيكمْ لرُبَّما بَات مكاني هنا تركة أوَرِّثُها لمنْ خلْفي و خلْفي و خلْفي
لذا و تبعًا لتاريخي العريق .. بكلِّ صفحاته المشرِّفة أو تلْك الملطَّخة بعارِ الجنونِ
و انْطلاقًا منْ مشاهداتي و تجاربي
فأَنا على قدر عال و معرفة زاخرة و علاقة دراسة وطيدة بعقلية الرجل القصيمي
و خصوصًا تلك الـ/ تتعامل مع الأدب النَّثري
و لأكون أكثر وضوحًا .. المحاكة سطوره بأنامل نسائيَّة
و بشَكل دقيق دقيق دقيق جدًّا .. ذاك المسربل بالغزل و العاطفة
فما زالت تلك العقلية تمتعض من كل أدبٍ أنثوي غزليٍّ
و تراه انقلاباً خطيراً و تمرداً جريئاً على كل الأعراف و التقاليد
و مسخاً لصورة الأنثى الحقيقة الـ/ تجسد من الحياء خلقًا و منهجاً
بل وصل بالبعض أن يخلق من تلك النصوص أدلة جنائية تدين المرأة بسلاسل من حديد
و تضرب عالمها الحقيقي بمعاول من جحيم
و لا أخفيكم أن أمثال هذه النظرة قد صعقتِ الأدب و زعزعت جانباً كبيراً منه
و قيدتِ الأنثى في عالم كتابي صغير لا يمكن لها داخل حدوده أن تتخطى عقبات الإبداع و التجرد
ناهيك عن أن ما تكتبه الأنثى هو امتداد لعصر من الحب الحلال و الغزل العفيف
و هو ذاته خلق لفصول جديدة من الأدب النزاري و لكن بإضافة تاء التأنيث الطاهرة
و هو ذاته الـ/ لا يمكن على الإطلاق أن يكون في معظمه انعكاساً حقيقياً لحياتها
بل هناك ما يسمى [ بالصدق الفني ] الـ/ يملك أن يصف حبًّا لم يكن ليخلق
و عشقاً لم يزل حيًّا بين أكوام الخيال
*
*
*
و بعد هذا و ذاك ..../
لا تتوانى محبرتي عن لفظ عدة تساؤلات راجية أن تجد الإجابة الأمثل لدى الرجل القصيمي
ما الذي يرده الرجل القصيمي في أدب المرأة ؟!
و إلى أي مستوى يطمح الرجل أن يصل إليه ذاك الأدب ؟!
هل يرى الرَّجُلُ القصيمي الأدب الأنثوي مطلقاً ...
أم مقيداً بشروط العادات و التقاليد ؟!
هل الغزل حقًّا مشروعاً خاصًّا للرجل ..
و هل يعتبر حقًّا مشيناً للمرأة لذا جرى سلبه ؟!
على الهامش ..../
1 ) الطرح لم يكن بصيغة الشمولية و لم يصبغ بالنظرة العامة .. و لكنه يجسد ظاهرة ما بحاجة لعلاج من خلال حواركم الراقي
2 ) تخصيص [ الرجل القصيمي] في العنوان جاء [ عمدًا ] لأنّني معنيَّة هنا بهذا الوطن عن ما سواه
و للجميع شكري و باسق تحاياي