[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
يسعدني في بداية موضوعي هذا
أن أرحب بالجميع وأدعوهم لتبادل الرُأى والمشاركة بما أنعم الله عليهم من علم وفائدة
ليتم الهدف الذي من أجله كتب الموضوع
أحبتي الكرام جميعكم ربما شاهد وقرأ الكثير من المقالات والأخبار والمناوشات والمقارنات
التي تتم بين البعض سواء على مستوى الفرد أو القبيلة أو المجتمع أو المدينة ونحو ذلك
وكل تلك المقارنات والمنافسات التي كثيراً ماتخرج عن إطارها
تقوم على عدة أمور يكون مطلعها وأساسها
عدد من الكلمات التي تفوت مدلولاتها على الكثير منّا
بل ربما أهلك قوم وأفراد بسببها
أنا وأعوذ بالله من الأنا حصرت أو بالأصح ركزت في حديثي هنا
عن الجانب الاجتماعي المترتب على استخدام هذه الكلمات
وأترك الخوض في الجانب الديني لذوي الاختصاص والذي وبحق لا أجيد خوض غماره
سوى بعض الإلماحات البسيطة
إن مما ينمي الغيرة والحسد والتشاحن والكراهية في مجتمعنا
هو مايقوم به البعض بقصد أو بغير قصد
من خلال المباهات والتعالي سواء على مستوى الفرد أو المجموعة أو الأقاليم
إخواني الأحبة سأختصر موضوعي هذا بأسطر ذهبية قرأتها لابن القيم رحمه الله
قد تحقق لي الهدف الذي أريده بأيسر الطرق لأترك لكم بعده الحكم و التعليق .
ومفاد كلامه أن هناك كلمات تدعو للكبر وجحدان النعم وإضعاف القلب
ونحو ذلك من الأمور والخصال السيئة
وأبرز هذه الألفاظ كالأتي
(أنا , لي , عندي) وهناك ضمير المتكلمين(نـا)
لم يذكر ابن القيم حقيقة هذا الضمير
ولكن أحببت الإشارة إليه لكثرة استخدامنا له خاصة في لغتنا العامية
وكان أبرز من استخدمها هم عتاة الخلق وأفجرهم ولم يسرهم ذلك
فنرى مثلاً إبليس يتفوه بها مستعلياً على الله عندما رفض السجود لأبينا آدم
(أنا خير منه)..
ونرى كذلك فرعون عندما يتبجح متعاظماً فيقول كما ذكره الله عز وجل في محكم كتابه :
(لي ملك مصر)..
وها نحن أيضاً نقرأ عن من ضربت بثرائه الأمثال
إنه قارون الجاحد عندما أجاب متعالياً ومتغطرساً عن مصدر هذا الثراء والملك فقال :
(إنما أوتيته على علم عندي)..
واستطرد ابن القيم في كلام ليذكر لنا المواضع التي يستحسن الإكثار من استخدام هذه الكلمات
فذكر منها مثلاً :
(أنا العبد المذنب المخطئ)..
(لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل)..
(اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي)..
ختاماً لايفهم البعض أن ابن القيم في كلامه هنا
يطالب بشطب وطمس هذه الألفاظ من قاموس اللغة العربية
وإنما يطالب بمحاسبة النفس عند التفوه بها وما الداعي لذكرها
لنبعد الغشاوة عن نواظرنا لنرى ماذا أجدت تلك الألفاظ لأصحابها
ومعرفة الجوانب المترتبة عليها
ولنسأل أنفسنا كم مرة قلنا :
لنا كذا ، وعندنا ، وأنا كذا ، وعندي ، ولي ..ونحوها
ودمتم .[/align]