في بيت متـواضع ، عائلة سكنته حديـثا ، بعد أن تعرضت لعدة صفعات من هذه الحياة ، انتقلت إلى هذا البيت بكل هدوء وحـزن ، عائلة مكونة من 6 بنات ، وولدين ، والأم والأب
أبطال القصة : البنت الصغرى (فاتن) ووالدها (محمد)
أترك فاتن تروي لكم قصتها بنفسها
. . الساعة الثانية بعد منتصف الليل . .
كالعادة ، سمعنا (هـَزّ) المفاتيح ومن ثم صوت الباب ينغلق بقوة ، بحركة سريعة ... المتحدث يصمت ، المتشاجرون يتوقفون (فاصل !!) ، نجلس بشكل منظم وهادئ ، (نشعر) بخيال والدي وهو يمر متجهها للخلاء – أعزكم الله – بهيبة جندي محارب ، رغم أننا لا نراه ! ، تركض إحدانا إلى المطبخ حيث والدتي :
البنت : يمه أبوي جا حطي عشاه بسرعه
الأم : طيب شوي شوي بسم الله توه جاي !
بالتأكيد العشاء جاهز ، فقط تضع الأم شيئا منه في (إناء) ثم تسكب في قدح قديم يسمى (طاسه) أو (غرشه) شيئا من اللبن الطبيعي البارد ، تضعهما في صينية ثم تحمله البنت بحذر إلى (المجلس) ، حيث (يعيش) الأب !
يدخل الأب في هدوء للمجلس وتخرج البنت منه في صمت ...
ماهي إلا عشر دقائق حتى نسمع صوت هدير الماء ، لابد أن أبي فرغ من تناول عشائه ! هذا ما نستنتجه حينها ! تـُسرع إحدانا إلى المجلس قبل أن يعود أبي ليخلد إلى النوم ، تحمل الصينية إلى المطبخ ..
الأم : عسى مهب مصخن أبوك ؟ أشوفه ماشرب لبنه !
البنت : مادري عنه ما سألته
تهز الأم رأسها بأسى وتعود لعملها في المطبخ
تعود للبيت حركته ولكن بحذر ، خشية أن يسمعنا والدي ، ومن ثم يخلد الجميع للنوم .. بانتظار يومٍ جديد ...
وكما تعودت فاتن ، فهي تنام هذه الصغيرة مع والدتها ، ولا تدري بأن (والدها) هو المفترض أن ينام مع أمها !
. . الساعة السادسة صباحا . .
الأم مستيقظة وتساعد بناتها في الإستعداد للذهاب للمدرسة ، تنطلق البنات بكل نشاط إلى المدارس والكليات ، تنبعث منهن روح التفاؤل ليوم جديد ، بكل سعادة ومرح تعيش كلا منهن ، حيث لا هموم في المدرسة ، بل سعادة مع الزميلات وبين المعلمات والدروس ، لاسيما وأن البنات كلهن متفوقات ، وهذا مايميزهن عن بنات أعمامهن ، خصوصا فاتن فتاة ذكية ومجتهدة ، ولا عجب فوالدها رجل ذكي جدا ، ولكن ... هناك هموم في نفوس البعض منهن لم تكن تدركها فاتن وقتها لصغر سنها ...
. . الساعة السابعة صباحا . .
يستيقظ أبي ، يصلي صلاة (الصبح) ، ومن ثم يخرج مباشرة من البيت ، إلى هناك ... ، ثم يعود الظهر ليتناول غداءه حيث تستغل والدتي فرصة دخوله للخلاء فتضع خلالها غداءه في المجلس ، وما أن ينتهي حتى تعود لتحمله إلى المطبخ وهو يغسل يديه ، ثم يخلد للنوم حتى العصر