المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات.. في الحــج


قصمنجيه
18-11-05, 10:13 am
.

.

" المذكرة الأولى "
.


.


.


أن تكون في صفوف الحجيج خاضعاً أمام الله أمر رائع,, ولكن أن تكون مستوعباً للأمر... فـذاك لائق.. بروعة تلك..

لم أكن في الحقيقة مستوعبة كوني سأكون في ركب الحجيج ..في ذاك العام 1423
كان الأمر أشبه ما يكون با المزحة..أو الغير خاضع للواقع..
لم أكن مستعدة بأي شكل من الأشكال .. كان الغط والكلام يدور حول أداء المناسك... وكنت لآبه با لأمر
خيل إلي أنني لست المعنية به, أو ليس لي شأنٍ فيه,,أكثر مِن مَن حولي بترتيب للمناسك وأجمعوا من
ما يترتب عليهم , أما أنا فا لازال البرود يكتسين, لعدم ثقتي في الذهاب !! ولا أعلم من أين تبادر لي ذالك الشعور
وفي أثناء ذالكـ كان الجميع يتكلم عن الحج, تعددت اللهجات فيه و اتفقت على أن الحج مغامرة في الموت.....
أكثرو من النصائح و أسهبت أنا في القلق..
نسيت أن أخبركم متى استوعبت الحج.... الحقيقة فهمت أنني سأذهب لمكة والباقي ..." على الله التكلان "
كان أكثر ما يحنقني حينما أسمع أنه.. لن تفكري مَن المزاحم ستنسين الرجال ستكون أجسامهم ملاصقة لنساء
وأن الزحام سيريك أمور شتى.. سترين الدماء في الرؤوس المشجوجة, جرا الرمي
وينصحوني أيضاً..وفي حالة تأديتكـ لنسك الرمي ضعي رأسك في الأسفل ربما يكون عرضة
لأحد "الحصى " وسترين من الأمور ما لم تعهديه ..وأما العباءة فا كان لها نصيب في النصائح
قيل لي وثقي ربطها حول نفسكـ .. وانتبهي للغطاء على وجهكـ ربما يكون عرضة للكشف أو السقوط في حالة
الزحامـ ..وأيضاً الحذاء .. لا تلبسيه وأكتفي بـ الجوارب عوضاً عنه لأنكـ ستفقدينهن حتماً مع الجموع ..
أو ربما لا سامح الله ..يتسببن في تعثركـ و سقوطكـ ..

كانت في الحقيقة تلكـ النصائح,, كافية ببث الرعب في نفسي ,
ولكن نسو أن يسدو لي نصيحة..
عن كيفية تأدية فريضتي بشكل المطلوب.. ولم يخبروني باللذة الوقوف بـ المشاعر وعن أموراً أخرى اكتستبها في الحج

أتذكر يوم الثلاثاء الذي سبق الحج
لا أعلم لما كان ذالكـ اليوم محفوراً بذاكرتي وكان يسبق الرحلة بأربع أيام كنت أثناء ذلك مشوشة الفكر...


******************************

انفرطت الأيام و أتى يوم السبت.. وكان هو ما ننوي الذهاب فيه ,
كنت حينما الملم أغراضي أتوقف ملياً ,,حينما تقول والداتي " إحرمات الحج "....

فيخالجني أرتباكـ أو شعور غريب,, لا أعلم لماذا لم تكتفي با "الأحرامات " ولكن تردفها كثيراً بـ الحج
ربما أمي هي الأخرى لم تصدق ..؟






" يتبــع "

SilVeR
18-11-05, 11:06 am
يسعدني أن أكون من يرد على هذه المذكرات الفريدة من نوعها ....

بانتظار القادم بشغف ،،،،،

الـمـهـاجـر
18-11-05, 12:25 pm
بداية توحي بقادم أجمل ...

في الانتظار .

قصمنجيه
18-11-05, 11:34 pm
" د/ معتصـم "

أقدر وقفتكـ هنا..

وأسعدني أنتظارك

لك الشكر جٌلة ؛؛


............................

قصمنجيه
18-11-05, 11:37 pm
.

.

.

المهاجر أخي ...

بل الأجمل ...مروركـ



كن بخير

................

قصمنجيه
19-11-05, 09:39 am
.

.

.



" المذكرة الثانية "




كنا نعد العدة لذهاب..
وكان كل شيء على ما يرام كان ذالك في الساعة "9..مساءٍ "..
دخل أخي بـ سيارة إلى باحــة المنزل, علا ضجيجنا وأخذنا بحمل الأغراض
إلى الناقلة فـ لا تسألوني عن الأغراض.. فأنه يخيل لي أن " والدتي " لم تدع شيء
في المنزل إلى وحملته , فا يضن الرائي أننا سنمكث في " مكة " سنين وليس
خمسة أيام.. فا أتعجب أنها لم تنس شيء, بل تقصت على كل شيء..
واشترت أشياء كثيرة من أكل و فرش وأواني, ربما والدتي تعبر عن فرحتها بالحج,
ولكن لم يكن الأمر مقبول بتلك الطريقة ,
فا محاولاتي معها لتخفف " الأغراض " باءت بالفشل .. فحاولتُ أن أخفف بطريقتي .
فرفضت أن آخذ " فراش " لي , محتجة على كثرة الأغراض.. حاولت أمي ثنيي
فا أحسست أنها الطريقة المثلى للاحتجاج , ولكن هذا لم يغير في الأمر شيء..
وحُمّلت الأغراض على كثرتها,وكنا نضع في داخل السيارة اشياء قد نحتاجها أثناء مسيرانا
مثلاً ماء , قهوة , تمر, شاهي , وبساط ,وأشياء ليس لها داع فقط .. للكثرة حملناها ,
وكانت أول المخالفات..وسأذكر لكم فيما بعد," حجم المخالفات الذي يرتكبها أخوتي "
أن وضع أخي ..فوق السيارة كرتون مستطيل وثبتة بشكل طولي ,
وفتح أعلاه ثم وضع " أسطوانة الغاز" ومن المعلوم أن "الغاز" من الممنوعات
في الحج..وحمل كافة الأغراض بعدها ..
كنا ننوي المغادرة في الساعة الواحدة ليلاً.. ولكن ذالك لم يحدث,
حيث حدث أمر طارئ , ولا أعلم ماهو حتى ساعتي هذه ..


*****************************

أتى "والدي " في تلك أليلة الساعة التاسعة والنصف تقريباً وفي وجهه لا أعلم
هل هو غضب أم كدر,ورفض أن " يأخذ وجبة العشاء" ونزوا في فراشه
وتسائلنا وكانت أمي أكثرنا قلقاً... ربما لأن هي الأعرف بهِ منا..
وكسانا القلق في الحقيقة ..... وفي الساعة " 12" اجتمعوا أشقائي وكان أكبرهم في
الثانية والثلاثين تقريباً , وأصغرهم في السابعة عشره وكان أصغر مني سناً
ولكن أكبر مني " حجاً "...... طولا وعرضا ...
وساورهم القلق ولكن لم يبدوه لنا.. وتظاهرو أن الأمر عادي فتعاقبت الساعات
فلم " أثلث " اليل نهض والدي من فراشه , وخرج لنا وألقوا عليه أخوتي بتحية
فرددها لهم , ولم يجرؤ أحد بسؤاله , فخرج للمسجد وأزداد قلقنا ,
وكانت والدتي كعادتها ترمي كل شيء في " العين " فقالت أن ما أصابنا هو عين..
دخلت صلاة الفجر ..ونهض أخوتي لصلاة وضللنا نحن على قلقنا ......



" يتبع "

قصمنجيه
22-11-05, 11:36 am
"المذكرة الثالثة "
.

.

.


أسهبنا في القلق , ننتظر ماذا ستؤول عليه الأمور مع والدي ,
توافدوا أخوتي بعد ما أدو صلاة الفجر, حيث كل شيء في تلك اللحظة ممكنا,مع انقلاب أبي المفاجيء
كان اليوم يوم " التروية " , وهو التاسع من ذي الحجة , وليس لنا فرصة غيره,
كنا نترقب مجيء أبي , لنأخذ الإشارة منه , جاء أبي ولم ينطق بشيء , وذهب إلى فراشه
فا تلبسنا الإحباط في تلك اللحظة ,
فلما دخلت الساعة السابعة , جهزت والدتي قهوة والدي الصباحية , تترقب طلعته ..
وضلوا أخوتي في المنزل ولم يغادروه , طلع علينا أبي ووجهه هادئ لا ينبيء بشيء ,

أنفضينا من مكانه , و ألقينا عليه التحايا متواترة , ورددها لنا بهدوء ,
تحلقنا حوله وكنا جميعنا, عيوننا معلقة بقسمات وجهه ,
كان القلق يعتصرنا تلك اللحظة ,
أما أنا فلم اشعر بخيبة , طوال عمري مثل تلك اللحظة الموجعة , كستني خيبة رهيبة ,
وحيرة قاتلة من تصرف والدي....التفت والدي , على أخي و أخبره أن الساعة التاسعة ,
موعدنا للمغادرة , انفرجت أساريرنا تلك اللحظة ,
وتهافتت نظراتنا ببعض , وحمدت الله في سري , أما أخي فاستبشر وجهه , وأومأ برأسه
خاضعاً , وأمي.. فأنها لم تكف عن الابتهال إلى الله في تلك اللحظة ..

****************************

انصرمت الساعتين.. الفاصلتين.. عن موعدنا بسرعة عجيبة , عكس ساعات الفجر الرتيبة
الكئيبة...في ذالك اليوم ,
نسيت الخوف من الحج في تلك اللحظة .. أو لنقل بدأت لذة ,
الحج.. من تلك الساعة , كنت مغتبطة, وشقيقتاي.....

لم أخبركم كم عددنا.... حسناً... كنا أربع نسوة ... والدتي , وأنا,وشقيقتاي ,
وأخوتي الأربعة , ووالدي.....استقلينا السيارة في الساعة التي حددها والدي ,
كنا نتكلم , ونقول ما لم نقله لبعضنا في تلك الليلة, لم نتحرك بسيارة بعد ... ننتظر تفقد والدي
للمنزل , عادة له تعودنا عليها , فلما أقبل يتأبط كتابين , أذكر واحد بعنوان,
" زاد المعاد / لأبن القيم " والآخر لا أذكره أسمه..
خفتت أصواتنا, وابتلعنا تعليقاتنا الساخرة , لما تراء لنا والدي ,
أنضم إلينا با لسيارة , فبسمل عند ركوبه .. فالتفت إلينا يذكرنا بدعاء السفر ,
وألتفت , يقري والدتي الدعاء ..وهي تتابع معه ,

تحركنا , وكان كل شيء ينطق بالوجود أمام ناظري , لا زلت أذكر الوجوه,
التي نمرق من أمامها بسيارة , الطرقات , كل شيء كأني أعيشه الآن .


"يتبع "

الرمادي
12-01-06, 06:56 pm
لازلنا بإنتظار بقية المذكرات



في لحظة شوق إلى الوالد والوالدة اطال الله اعمارهم واعادهم سالمين غانمين تذكرت هذه المذكرات فأردت احياءها



تحياتي ,,,