تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الشهيد خالد ( 1 )


ابو القعقاع
30-08-02, 12:22 am
قصة الشهيد خالد...أروع من الرائع...اقطع الاتصال إذا جيت تقراها..!!!
الفصل الأول


(رسالة ضائعة في الصحراء)

الزمان: أثناء حرب الخليج يوم الثامن والعشرين من يناير من عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعون

المكان: إحدى الكتائب العسكرية السعودية في الحدود الشمالية للمملكة

§§

الساعة: 50 فجرا

أعلن في الكتيبة أمر التعبئة السريعة لتغيير المكان وهو إجراء
روتيني يتم فعله كل بضعة أيام, وأحيانا يكون إجراء تكتيكي لأسباب عسكرية بحتة.

استيقظ الرقيب خالد على صياح بعض زملائه وهم يفككون شراع الخيمة من فوقه, فعرف أنهم مغادرون..

وكان خالد طويل القامة,ويميل إلى البياض, تقاسيم وجهه متناسقة,ويدل على الطيبة..

قام ورتب أغراضه بسرعة, وجرى إلى ساحة العلم حيث كان
يؤخذ التمام(أجراء العد), وبينما هو يجري سقطت منه رسالة, ولم يلاحظ سقوطها..

الساعة: 70 مساءا

بينما كان الرقيب خالد يرتب أغراضه
في الموقع الجديد, تذكر الرسالة, فأراد أن يطمئن لوجودها, تحسس جيبوب بدلته,
وصعق حين لم يحس بوجودها, وبحركه سريعة لا ينافسها في السرعة إلا نبضات قلبه
ادخل يديه في كل جيوب البدله, ولكن محاولاته للبحث عن الرسالة بائت بالفشل!!

خرج خالد مسرعا من الخيمة ذهب
إلى كل مكان وطئته رجليه في الموقع الجديد بحثا عن تلك الرسالة, ولكن أيضا لم يجد
شيئا, فأيقن انه فقد الرسالة في الموقع القديم, فذهب مسرعا إلى خيمة أخرى مخصصه لنوم
الجنود, وكانت تعج بالجنود والصياح, فدار بعينيه المكان, حتى وقع نظره على العريف
أحمد, فذهب أليه وربت على كتفه طالبا منه اللحاق به إلى خارج الخيمة..ففعل.

كان أحمد أعز أصدقاء خالد, وعلى الرغم من أحمد ليس لديه
الكثير من الأصدقاء, لخشونة طبعه, إلا أن خالد يعرف الأنسان الذي خلف هذا الجسد,
ويحبه, وكان أحمد اقصر من خالد, وأصغر منه, ولكن الذقن الذي يتزين به, تزيده عمرا..

أحمد: هلا أبو خلود.

خالد: هلا احمد, أبيك بخدمه.

أحمد: آمر؟؟

خالد: ما يآمر عليك عدو, بس فيه غرض نسيته في محلنا القديم, وأبيك تساعدني نروح نجيبه.

أحمد: أنت انهبلت؟؟, دام أن انك نسيته, أنا رأيي انك تنساه على طول.

خالد: تكفى والي يرحم والديك, أنا مالظاهر يبي يجيني نوم ولا راح ارتاح ألين ألقاه.

أحمد: والله ودي أساعدك, بس ياخوي حنا بحالة حرب, وأنت عارف وشي عقوبة
الخروج من المعسكر, وبعدين وعلى ايش تبينا نروح؟؟, ولا أنت ولا أنا نعرف وين كنا فيه
, ولا وين حنا فيه الحين؟؟.. وبعدين وشو هالشي الي ما تقدر تعيش بدونه؟؟

خالد وعلى وجهه أثار الأسى: ضيعت رسالة ميسون.

تغير وجه أحمد, فقد كان يعرف قيمة هذه الرسالة عند خالد.

أحمد: طيب وشلون تبينا نروح ندور عليها؟؟

خالد: أخوك محمد.

أحمد: محمد؟؟.. أنت أكثر واحد عارف
أنى ما كلمت محمد من يوم وفاة الوالد, وأنت عارف نوعية العلاقة بيني وبينه!!!

خالد: أنا عارف, بس محمد هو الوحيد الي
نعرفه في الفصيل الأول, وهو الي يعرف موقعنا القديم, وموقعنا الجديد,
وبعدين لو المسألة ميب خطيرة, ما كان طلبت منك هالطلب, ولا حطيتك بهالموقف.

أحمد: طيب... بس... كيف تبينا نروح هناك؟؟

خالد: ابروح اكلم يوسف في التموين, وابشوف إذا كان ممكن يدبر لنا سياره. وأنت رح جب محمد.

أحمد: طيب وين ألقاك؟

خالد: تبي تلقاني عند خيمة التموين.

وراح كل في طريقه..

وصل أحمد لم خيمة الفصيل الأول,
وأول ما دخل الخيمة, وقع نظره على محمد, فأشار له بأن يخرج إلي خارج الخيمة.

كان محمد أصغر من أخيه أحمد, ولكنه قريب من ملامحه كثيرا, ويهتم كثيرا بهندامه,
فالذي يراه لا يعتقد أنه جندي في حالة حرب, ولكنه محبوب من الجميع.... إلا أخيه..

محمد(وهو يحاول أن يخفي علامات الاستغراب عن محياة): هلا أحمد.. كيف الحال؟

أحمد: شف.. لو إن المسألة لي كان ما جيتك, ولكن خالد في مشكله, ويبي مساعدتك.

محمد: طيب رد السلام.

أحمد: هذا الي عندي.. وش قلت؟؟

محمد(بعد أن ارتفعت نبرة صوته): إلى متى تبي تصير حاقد علي؟؟.
. أبوك الي مات هو أبوي بعد..إلي متى تبي تعاملني كني أنا الي ذبحته؟؟

أحمد: ممتاز أنك تذكرت أنه أبوك, لأنك ما كنت تتصرف على هالأساس!!

محمد(خفت صوته حتى صار أشبه إلى
الهمس): ياخي ما يكفي العذاب الي أنا فيه؟؟.. يعني تتوقع أنى ما أعرف غلطتي؟؟,
يعني تتوقع أني ذقت لذيذ النوم من ذاك اليوم؟.. يا شيخ صعودي على ذيك الرحلة
قبل وفاة الوالد كان أكبر خطأ سويته في حياتي, ومنيب محتاجك علشان تذكرني.

أحمد(بصوت رقيق): طيب الحين تبي تساعدنا ولا لا؟؟

محمد: وشي المشكلة؟؟

أحمد: تعال وأنت تعرف.

وراحوا متجهين لم خيمة التموين..

وفي هذه الأثناء..وعند خيمة التموين..

خالد: تكفى.. الشي الي فقدته شي عزيز علي مره.

يوسف: والله ودي أساعدك, بس ما عندي ولا سياره جاهزة,
أنت عارف أننا تونا منتقلين, وتجهيز السيارات يصير باليوم الثاني.. بس..

كان يوسف مثال الشخص الذي يعلم كل شئ عن أي شي في محيطه, أما بالنسبة لشكله, فهو يعطيك
الانطباع بالقوة, فهو ضخم الجثة, ولكن بشكل متناسق, ويعرفه كل من في الكتيبة.

خالد: بس ايش؟؟.. تكفى..

يوسف: تعرف عبدالمحسن من مكتب رئيس الكتيبه؟؟

خالد: ايه عرفته.. الولد الصغير..أظنه توه داخل الجيش قبل شهر.

يوسف: ايه هذا هو.. هذا يا طويل العمر معه سيارة الميجور الأمريكي, علشان ينظفها ويعبيها ديزل..
وهو دايم يجي يتلزق فيني أنا والشباب, بس حنا ما نعطيه وجه علشانه صغير.
. أظنه ما كمل 16 سنه... وأنا ممكن أكلمه يعطينا السيارة الليلة..

خالد: تكفى.. ما فيه ألا هالحل.

وفي هذا الوقت جا أحمد ومحمد, وانضموا لخالد ويوسف.. وشرحوا القصة للجميع..بدون ان يبينوا
ماهية الشي المفقود..وذهبوا جميعا إلى مخيم رئيس الكتيبه, بحثا عن عبدالمحسن..

وصلوا إلى المخيم, وأشار يوسف الى
السياره, فذهبوا جميعا اليها.. وكانت سياره من الدفع الرباعي, ومن انتاج السنه ..

وجدوا عبدالمحسن نائما داخل السياره..

وكان عبدالمحسن ضئيل البنية, أبيض الوجه, حتى أن شاربه لا يكاد يبان
, ولكنه دائما يحاول أن يتصرف مثل باقي الجنود, ويخفي خوفه من الجميع..

فتح يوسف الباب وأستيقظ عبدالمحسن بسرعة ورفع مسدسه على يوسف..

يوسف: هدئ أعصابك.. هذا أنا يوسف من التموين ومعي بعض الزملاء.

عبدالمحسن بعد أن انزل المسدس: أنا آسف, منيب متعود أنام في السيارة.

يوسف : ميب مشكله.. نبيك بخدمه..

عبدالمحسن(بعد ان ارتسمت ابتسامه على محياة): خدمه؟؟.. آمر وش دعوى.. وش ممكن أخدمكم فيه.

يوسف: نبي الموتر.

عبدالمحسن: هااااه... الموتر.. ما اقدر أعطيك إياه.. هذا عهده علي من الميجور.
. ممكن يفصلوني إذا ضيعت المفتاح.. عاد كيف الموتر بكبره؟؟..

يوسف: حنا ما راح نسرقه.. حنا نبيه بس ساعتين, ونرجعه على طول..

عبدالمحسن بعد تفكير.. وإلحاح من يوسف: طيب بس اجي معكم.

يوسف ألقى نظره على خالد, فأوما خالد برأسه بالموافقة..

يوسف: ميب مشكله.

ركبوا جميعا السياره متوجهين الى الموقع القديم, دليلهم محمد, ويقودهم عبدالمحسن..

مرت ساعة, قبل أن يصلوا إلى المكان المطلوب..

يوسف: طيب وش أنت فاقد؟؟ علشان ندور معك؟؟

خالد(بعد تردد): رسالة من شخص عزيز.

يوسف: ايش؟؟.. جايبنا هنا.. وتحط مستقبلنا في خطر علشان قطعة ورق؟؟.. أنت انهبلت؟؟

محمد(عاتبا): ما هقيتها منك يا خالد!!!

خالد: أنا آسف يا شباب, هاذي رسالة كتبتها لي زوجتي
قبل ما اجي هنا, وأنا كتبت عليها في الجهة الثانية رسالة لها في حالة صابني
شي لا سمح الله, والرسالة غالية علي بالحيل, ولا ما كان حطيتكم بهالموقف.

عبدالمحسن: طيب يالله بسرعة خلونا ندورها علشان نرجع, أنا قلبي بدا يعورني.

وبدءوا بالبحث على أنوار السيارة.. وبعد مده ليست بالقصيرة, صرخ أحمد: أظني لقيت شي؟

وذهبوا جميعا إلى حيث أشار أحمد, فنظر خالد, ثم
سقط على ركبتيه وحمل الرسالة, وشمها.. وانفرجت أساريره.. وضم الرسالة إلى قلبه.

وقال: هذا عبير الغالية ميسون.

ابو القعقاع
30-08-02, 12:28 am
الفصل الثالث

(العــــــــــــــار)

§§

الجميع أحس بأن هناك شي غريب في المكان, فالسكون غريب, وتكاد تكون كل الأنوار مطفأة...

وفجأة..

فتحت كشافات المعسكر كاملة, وكانت جميعها موجهه نحو السيارة التي يقودها عبدالمحسن, وبعد
لحظه من الزمن, بدأ يتبين الموقف لجميع من كان في السيارة, فكان جمع كبير من الجنود
موجهين فوهات مدافعهم ومسدساتهم نحو خالد وزملائه, وتبين أن قائد الكتيبة موجود أيضا..

همس اللواء قائد الكتيبه مع مساعده العقيد, وذهب..

أمر العقيد مجموعه من الجنود بإنزال كل من في السيارة, والذهاب بهم إلى خيمة الحجز..

سكون غريب كان يعم المكان في خيمة الحجز, وكسر عبدالمحسن حاجز الصوت بقوله..

عبدالمحسن: وش راح يصير الحين بنا يا جماعه..

يوسف: هاذي يسمونها عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, وفيها ذبح,
خلونا نتمنى إنها تصير على فصل تأديبي, بس لازم نجيب سبب مقنع لخروجنا من المعسكر..

محمد: تبينا نكذب؟؟

يوسف: أنت شايف حل ثاني؟؟,
لو نقولهم إننا رحنا علشان نجيب رسالة ما راح يصدقوننا, وراح تبدأ الشكوك..

أحمد: أنا رأيي من رأي يوسف, نعطيهم أي سبب مقنع.

عبدالمحسن: أنا ما اعرف أكذب.

وبدأ صوتهم بالارتفاع..

يوسف: شف.. أنا ما راح أموت بتهمة الخيانة.. أنت تسمع؟؟

محمد: أنا أقول نقولهم الصراحة, وندعى أن الحكم يصير مخفف..

وأرتفع صوتهم أعلى وأعلى.. حتى تكلم خالد..بصوت عالي..

خالد: يا شباب؟؟

سكت الجميع..

خالد: أنا آسف جدا أنى جريتكم معي وسببت لكم هاذي المشاكل,
وأنا راح احلها لكم, راح نقولهم أني أجبرتكم وبقوة السلاح, وبكذا تطلعون منها..

أحمد: أنت انهبلت, محد مننا راح غصبن عليه, صحيح أننا رحنا علشانك...

وقطع كلامه صوت الجندي يدخل إلى الخيمة, ويطلب خالد للتحقيق معه..

راح خالد علشان يحقق معه..

دخل خيمة اخرى, وكان موجود فيها العقيد, مساعد رئيس الكتيبه, والميجور, وجندي سعودي يكتب المحضر..

مرت حوالي نصف ساعة قبل أن يعود خالد إلى خيمة الحجز..

وذهب بعده يوسف..ثم أحمد.. ثم محمد.. ثم جاء الدور على عبدالمحسن..

كان عبدالمحسن يسأل كل شخص يأتي من
التحقيق, ولكنه لا يأخذ اجابه شافيه, فالكل يأتي من التحقيق منهك, ولا يريد الكلام..

ذهب عبدالمحسن إلى خيمة التحقيق, يقوده الجندي..

دخل إلى الخيمة.. ووقع نظره على الميجور, فبدأ بالقلق, وبدأ العرق يتصبب من على جبينه..

قال له العقيد: هلا عبدالمحسن.. تفضل اجلس.

جلس عبدالمحسن على الكرسي, وكانت بينه وبين العقيد طاوله, وكان
العقيد قد وضع قدميه على هذه الطاولة, وفي الزاوية كان يجلس الميجور الأمريكي..

العقيد: يالله قلنا وش القصة,
وشلون جرجروك معهم.. أنا عارف انك أنت عاقل ومنتب راعي خرابيط.

عبدالمحسن: الصراحة أني أنا السبب.. أنا كان عندي غرض..

قاطعته ضحكه كبيره للعقيد..

العقيد: كان عندك غرض ناسيه في الموقع القديم واجبرت
البقية انهم يجون معك!!..الصراحة أنا حققت مع ناس واجد, بس مثلكم يا لخمسه ما قد
شفت, يعني بالعادة ندور على المذنب, بس في هاذي القضية كل واحد منكم يقول أنا!!

وأشر على الجندي..

فأخذ الجندي عبدالمحسن إلى خيمة الحجز..

ومرت الدقائق كسنوات على
الخمسة المحتجزين, ولم يذق أي منهم طعم النوم, فقد كانوا يعلمون أنهم في مأزق..

وبعد صلاة الفجر في اليوم التالي, دخل العقيد إلى خيمة الاحتجاز, وأمر
المحتجزين بأتباعه, وكان معه ثلاث جنود, فتبعه الخمسة, ولا يدرون إلى أين ينقادون,
ولم يمر وقت طويل حتى عرفوا انهم في طريقهم إلى خيمة قائد الكتيبة.. اللواء...

دخلوا مكتب قائد الكتيبه, وأدوا التحية جميعا, ثم قال قائد الكتيبه

اللواء: الحقيقة أنى اخجل ان
أعلم وجود نوعيتكم في كتيبتي, أنتم عار على السعودية, وتصرفاتكم الصبيانية تدل
على عدم اهتمامكم بقضايا الدولة, وتصرفاتكم أثناء التحقيق, تؤكد هذا الشي.

خالد: سيدي سعادة اللواء, فيه حقيقة يجب أن تكون معلومة عند سعادتكم..

اللواء(مقاطعا): أنا ما عطيتك الأذن
بالكلام يا رقيب.., الحين أنتم مالكم مكان في كتيبتي, ومن الممكن أن اصفيكم بتهمة
عصيان أوامر عليا أثناء الحرب, ولكن ولمعرفتي السابقة بوالد أحمد ومحمد, وكان رحمة
الله عليه نعم الرجل, ولكنه ما عرف يربي عياله للأسف, ولعلاقتي السابقة به, راح أستخدم
صلاحياتي, وراح أخفف الحكم إلى فصلكم فصل تأديبي, وراح يكون فيه تحقيق معكم بعد انتهاء حالة الحرب, بس أنا ما راح أستخدم صلاحياتي إلا إذا عطيتوني السبب الحقيقي
اللي خلاكم تسرقون سيارة الميجور وتطلعون بها خارج المعسكر..من أكبركم رتبه؟؟

خالد: أنا طال عمرك,, الرقيب خالد.

اللواء: وش طلعكم من المعسكر؟؟

خالد: أنا نسيت غرض في مكاننا القديم, ورحت علشان أجيبه,
وأخذت محمد وأحمد علشان يدلونني, ويوسف هو اللي دبر لي السيارة عن طريق عبدالمحسن.

اللواء: يعني أنت الرأس المدبر؟؟

خالد: نعم طال عمرك, وأنا اللي سببت المشكلة من الأساس, وأنا اللي أستحق العقوبة, وليس هم.

اللواء: أحترم نفسك
يا رقيب, موب أنت اللي تحدد من اللي يستحق العقوبة, وعلى كل, وشو الغرض اللي نسيته؟؟

خالد(بعد تردد): نسيت رسالة من شخص عزيز.

اللواء: وش قلت؟؟.. رسالة؟؟.. أنت شايف أن هذا سبب مقنع؟؟.. من مين هاذي الرسالة؟؟

خالد: من زوجتي طال عمرك.

اللواء(وهو يحاول إخفاء علامات الاندهاش من على محياة): طيب طيب.. الحين أنا
عندي سببين لفصلكم, الأول اللي قلته, والسبب الثاني أنكم مجرد أطفال, ما كبرتوا, تحطون
أنفسكم وغيركم في خطر, علشان أشياء تافهة, ولأنكم كلكم شاركتوا في هذي العملية اللي أقل ما أقول عنها ألا أنها تافهة وسخيفه, أنا قررت فصلكم فصل تأديبي, وراح أوفر لكم
وسيلة نقل علشان تروحون فيها لم الدمام, وتسلمونها هناك عند قيادة الأركان, والحين
أبغاكم تسلمون أسلحتكم, وشاراتكم للعقيد, ومع السلامة, تأخذون عفشكم, وتمشون الآن..
الفصل الرابع

(ميسون.. مره أخرى)

في عرض الصحراء, كانت تسير سياره تابعه
للجيش, وعلى متنها الخمسة المفصولين, ويقودها محمد, كانوا في طريقهم إلي الدمام..

كان الصمت هو سيد الموقف..

فالصدمه أكبر من أن تنسى, فقد عرفوا جميعا أن
العار سيلحقهم أين كانوا, ففي المجتمع السعودي, كل شي يغتفر إلا الخيانة, ولا يوجد أكبر
من خيانة الوطن, وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع, سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه.

كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا, ومن الممكن
لقلة خبرته بالمجتمع, لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس, فقطع حبل الصمت بقوله..

عبدالمحسن: موب غريبة أن اللواء يرسلنا بدون أي حارس شخصي, أو على أقل الأحوال مرافق؟؟

يوسف: اللواء ما يستطيع
أن يضحي بأي جندي عنده, ويكفي أنه فصلنا, وبعدين ما أتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل
معنا أي أحد, خصوصا بعد الفصل, فقرر يضحي بالسيارة على أقل تقدير, ويرسلنا بلحالنا.

عبدالمحسن: طيب موب من الممكن إننا نطعن في قرار اللواء؟؟

أحمد: من الناحية القانونية ممكن, ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب,
وقد يكون العقاب مضاعف, فالحقيقة أنه مافية أحد راح يصدق قصتنا, وحتى وان
صدقونا, فسيعتبرون المسألة إهمال وعصيان أوامر, وكل هالأشياء ميب في صالحنا أبدا.

عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رأيك؟؟.. وراك ساكت؟؟

خالد: وش تبيني أقول؟؟

عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه؟؟

خالد: أي قصة؟؟

عبدالمحسن: قصة ميسون.. تراك ما كملتها.. وحنا نطلبك!!

خالد: حنا وين وأنت وين.. والله أنك فاضي..

عبدالمحسن: أية فاضي.. قدامنا على الدمام سبع ساعات.. وش ورانا؟

التفت خالد على باقي الموجودين
يحاول أن يجد علامات المعارضة في أوجههم, ولكنه لم يجد... فخضع للأمر ..

خالد: طيب وين وصلت؟؟

عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس..

أبتسم خالد.. وبدأ في تذكر الأمر..وهو لم ينساه أبدا.. وبدأ في إكمال القصة..

§§

خالد: في ذاك اليوم اللي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه, كان يوم عيد عندنا
في البيت, العجوز كانت تبي تطير من الفرحة, ومسكتني على جنب, وعددت على عشرين
أسم, وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم, علشان ما انحرج قدامها, بس للأسف
ما عدت ميسون, والعجوز حست أن عندي شي, وقالت: عطنا اللي عندك؟؟.. من بنته؟؟

أنا وانا أتلعثم: ميسون بنت أبو صالح.. صديقي..

أمي: والنعم.. جمال ودلال وأخلاق..

أمي تكفلت بجميع الاتصالات, وما مر أسبوعين
إلا وأنا والوالد وأثنين من أخواني في بيت أبو صالح علشان الملكة, وكنت أنا محيوس
وحالتي حاله, مثل اللي يبون يعدمونه, في رأسي ألف فكره وفكره, وما غير أتصبب عرق,
خلصنا الملكة, وجينا نبي نمشي, مسكني عمي أبو صالح وقال أقعد أبيك, راحوا أبوي
وإخواني وأنا جلست بالمجلس استنى عمي يجي, وما كان فيه أحد كلهم دخلوا جوا, وبعد عشر
دقايق, انفتح الباب حق المجلس, وكانت هي ميسون.. بلحالها.. ومعها صينية فواكه..

وقالت : السلام عليكم

أنا(مثل اللي مكبوب عليه مويه بارده):وعليكم السلام.

أنا ما كنت ادري أقوم ولا أقعد, انخبصت, قمت وأخذت الصينية منها
وحطيتها على الطاولة, وجت هي وجلست على الكنب, وأنا جلست على الكنبة اللي جنبها..

من يوم ما دخلت ميسون علي بالمجلس, وانا مختبص, ما حاولت إني أناظرها, كنت خايف أطيح
ولا أطيح شي, يوم جلسنا, رفعت عيوني وناظرتها, وكانت أجمل مخلوق ناظرته بحياتي,
كانت لابسه فستان أخضر, وكانت منزله راسها وخجلانه, وهذا زادها جمال عن جمال.

مرت ثواني أو دقايق,
ما أذكر, كنت اقدر اجلس طول عمري هذيك الجلسة, أمتع عيوني بها, بس بعد فتره..

قلت: كيف الحال؟

قالت: الحمد لله.

قلت: وش رايك.. أنا اببدأ أدور على شقه, وين تفضلين؟؟

قالت: اللي تشوفه, بس أنا أبى جنب أهلي..

قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد أبى جنب أهلي..

وضحكت.. وابتسمت.
. وفي ذيك اللحظة دخل علينا عمي اللي هو أبوها, فقمت أنا وحبيت رأسه, واستأذنت..

ورحت طاير لم البيت.. بس علشان
أكلمها بالتلفون.. وكلمتها.. وجلسنا ساعات في التلفون, تكلمنا عن كل شي, وبدت
الحواجز اللي بيننا تتكسر, وبديت أعرفها أكثر واكثر, وطبعا زاد حبي لها أكثر..

وكنت أكلمها بشكل يومي, أو على أكثر الأحوال, يوم بعد يوم, الين جا يوم وكلمتها..

أنا: الو..

ميسون: الو..

أنا: أقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال؟؟

ميسون ضحكت: شف.. أنا ترى ما فيه أحد يقدر يتحكم فيني..

أنا: ألا أنا ابتحكم فيك..أنتي أساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي,
أنا من النوع الديكتاتوري, وما عندي لعب.. وعلى كل.. إن غدا لناظره قريب.

ميسون: أنا اعترف ومعك إنها غلطه, بس أنا عندي
أسباب بعد.. أنا عندي عقد من كل الرجال, واخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك
..المهم, تراك أزعجتنا كل يوم والثاني متصل, لا تكون تحسب أنى ما عندي غيرك,
فيه هاني, وتركي, وسمير, وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى التلفون مشغول..

أنا: ومن قالك أني متصل أبيك.. أنا
متصل أبي صديقي صالح, وبعدين ما ابيك تأخريني.. مواعد صديقتي هنادي في العقارية..

ميسون بدت تعصب : طيب أنادي لك صالح الحين..

أنا: لالا خلاص.. وش عقبه.. دامنا طحنا بك.. الشكوى لله.. المهم.. جا الدور على غرفة
النوم, لازم نحجزها من الحين, فأقول ورا ما أمر عليك, ونروح سوا لم المفروشات ونختار؟..
بس أنا أقول نخلي الوالدة ترتاح بالبيت, ماله داعي نأخذها معنا ونتعبها.. ولا؟؟

ميسون ضحكت وقالت: ما حزرت.. أبشرك تبي ترتاح مني ولا راح تطيح بي لمدة أسبوعين..

أنا: ليش عسى ما شر؟؟

ميسون: نبي نروح لم جده بكره, نتمشى مع اخوي صالح..

أنا: لاه.. وشوله التمشي والخرابيط؟؟
.. وأنا الحين ولي أمرك.. ومنيب راضي...وبعدين بعد العرس نروح للي تبين..

ميسون: يعني ما تقدر تستغني؟؟..وبعدين أنا ولية أمر نفسي.. وجزء من الرحلة تجهيز لي..

أنا: ما اقدر استغني.. ضحكتيني..وبعدين مثل ما قلت لك, ما تقدرين تغيبين عن عيني..

ميسون: يعني وش تبي تسوي؟؟.. تبي تلحقنا؟؟..
أساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن, وأنا منيب معلمتك.. أبى ارتاح منك شوي على الأقل..

أنا: طيـــــــــــب.. نشوف..سلام

ميسون: سلام

وصكيت السماعة, ورحت لم غرفة العجوز..لقيتها تصلي.. استنيتها لمين
خلصت ثمن قلت: أقول.. أنت تراكي من زمان ما اعتمرتي.. وشرايك اعتمر بك بكره؟؟

بينما كان خالد يقص قصته, وكانت كل الرقاب متجهة نحوه, قطع كلامه صوت محمد..

محمد: يا شباب.. شوفوا..

وكانت سبابته تشير إلى عاصفة من الغبار تبدو من بعيد..

أحمد: وشي هاذي؟؟

محمد: هاذي وحده من الكتائب, قاعدة تتحرك..

يوسف: طيب؟؟.. وش الجديد؟؟

محمد: الجديد أنها قاعدة تتحرك في اتجاه السعودية.. يعني تتحرك للخلف..

أحمد: طيب يمكن جتهم تعليمات علشان يرجعون أو يغيرون موقعهم.

محمد: يمكن.. بس أنا أمس مطلع على جميع مواقع الكتائب, وما كان فيه
أي كتيبه متراجعة هذا التراجع, ولا يمكن لأي كتيبه على حسب المواقع اللي شفتها
أمس أن تاصل إلى هنا بهاذي السرعة.. يا جماعه.. في شي غريب قاعد يصير..

أحمد: لا تصير عاد موسوس..

محمد أنحرف بالسيارة نحو الكتيبة وهو يقول: خلونا نقرب, ودي أشوف هالكتيبه
تبع أي دوله.. لأن ما أظن إنها سعوديه, وعلى الأغلب راح تكون أمريكية, بس خلوني أشوف..

وأقترب بهدوء من الكتيبه, وكانت الكتيبه تسير
بسرعة, وسرعان ما اقتربوا لأخر دبابة, وبدأ ينقشع الغبار شيئا فشيئا, وفي لحظه
من اللحظات, صرخ جميع من كان في تلك السيارة في وقت واحد من هول ما شاهدوه..

فلقد كان العلم العراقي هو العلم المطبوع على الدبابة..

ابو القعقاع
30-08-02, 12:36 am
الفصل الخامس

(الحـــــــــــــــــرب)

§§

بسرعة أنحرف محمد بالسيارة مبتعدا
عن الكتيبه, وكان الذهول هو سيد الموقف, فلم يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفه..

حتى أبتعدوا قليلا..

عبدالمحسن: متأكدين أنه علم العراق هو اللي شفناه؟؟

خالد: أنا متأكد.. مع أني أحس أني أحلم الحين
..أنت متأكد يا محمد أنك ماشي بنا صح.. أخاف أنك بالغلط دخلت لم الأراضي العراقية؟؟

محمد: أنا متأكد مليون بالميه..

أحمد: طيب وش تفسيركم لوجود هالكتيبه هنا؟؟

محمد: أنا أعتقد أنهم تسللوا بين القوات..

يوسف: يعني تتوقع أنهم يبون يهاجمون من الخلف؟؟

محمد: ما أظنه.. باتجاههم هذا ما فيه إلا تحليل منطقي واحد في رأيي..

يوسف: وشو؟؟

محمد صمت قليلا ثم قال: شكلهم في طريقهم لإحتلال الخفجي..

تحولت السيارة إلى كتله من الصمت لفترة من الوقت.. حتى تكلم عبدالمحسن..

عبدالمحسن: طيب وش نبي نسوي الحين؟؟

يوسف: أنا رأيي إننا نرجع لم المعسكر, ونعلم قائد الكتيبه..

احمد: اعتقد ان هذا هو احسن حل..

خالد موجهها كلامه لمحمد: كم باقي لهم علشان ياصلون لم الخفجي؟؟

محمد: نص ساعة, أو ساعة على احسن الأحوال.
. وعلى كل الجميع عارف بما فيهم العراقيين إن الخفجي مخلاة من السكان, وما فيها
إلا بعض العمال, وقسم الشرطه ما يداوم فيه إلا سته على ثلاث نوبات تجي من الجبيل.

خالد: يعني في كل الأحوال راح ياصلون لم الخفجي قبل أي كتيبه سعوديه.

محمد: أكيد..

خالد: ولو نبي نرجع للكتيبه يبيلنا ساعة ونص.. ولا؟

محمد: ممكن بساعة..

خالد: اجل أنا رأيي نروح لم الخفجي قبلهم,
علشان نعلم قسم الشرطه هناك, وبالمرة نكلم على القيادة ونعلمهم.. وش قلتوا؟؟

محمد: أنا أشوف كذا بعد..

وكان صمت البقية علامة الموافقة, أو على اقل تقدير عدم الاعتراض..

وقاد محمد السيارة بسرعة عاليه..متجها نحو مدينة الخفجي..

بعد قليل, وصلوا
مدينة الخفجي, وكانت الشوارع خاليه تماما من السكان, توجهوا رأسا إلى الشارع
الرئيسي, وكان قسم الشرطه الأساسي موجود على نفس الشارع, ومقابل له مبنى الأمارة.

نزل الجميع متوجهين لقسم الشرطه, وكان خاليا وكان هناك مكتب واحد هو المفتوح ويصدر منه
صوت شخص يتكلم بالهاتف, دخلوا المكتب, حتى إن الشرطي تفاجأ, وأغلق السماعة فورا.

خالد: السلام عليكم, معك الرقيب خالد من الكتيبه الثامنة للقوات السعودية.

الشرطي: وعليكم السلام, أي خدمه.

خالد: ابستخدم التلفون.

الشرطي: تفضل.

أعطي خالد التلفون لمحمد الذي بدأ يضغط أزراره بسرعة, وسرعان ما جاءه الجواب..

محمد: قيادة الكتيبه الثامنة لو سمحت..

وبعد انتظار قليل..

محمد: هلا علي, معك محمد,, الأمر طارئ, لازم اكلم قائد الكتيبه..

بعد إن سمع محمد الجواب, أعطى التلفون لخالد..

اللواء: الو؟؟

خالد: السلام عليكم طال عمرك,معك الرقيب خالد...

قاطعه اللواء: أنا اعرف من أنت.. لكن وشو الأمر الطارئ.

خالد: وحنا في طريقنا للدمام, وجدنا
تواجد للقوات العراقية داخل الحدود السعودية, ونعتقد إنها في طريقها لإحتلال الخفجي.

اللواء: أنت متأكد من هذا الكلام؟؟

خالد: نعم طال عمرك, القوات على بعد ثلث ساعة من دخول المدينة.

اللواء: وأنت وينك الآن.

خالد: أنا ومن معي في قسم الشرطه العام في قلب الخفجي.

اللواء: اسمع يا خالد,
أعتبر القرار السابق في حقك ومن معك معلق, وأبيك تسوي اللي راح أقولك عليه.

خالد: سم طال عمرك.

اللواء: أبيكم تخلون
المدينة كاملة من السكان, ما أبي يكون فيها ولا شخص, حتى الشرطه, حتى انتم..

وصمت اللواء قليلا ثم أردف..

اللواء: وأبيك تنزل العلم السعودي من ساحة الأماره وتأخذه معك..

ظهرت علامات التعجب على وجه خالد..

خالد: تبينا نعلن الانسحاب؟؟

اللواء: حنا ما راح

ننسحب, والكتيبه الآن في طريقها مع أربع كتائب سعوديه لطردهم من المدينة والبلاد,
ولكن من الواضح إن الهدف من هذه العملية هو الفوز الإعلامي فقط لا غير, فهي
أقرب للعمليات الإنتحاريه, وبإنزال العلم راح نقلل قيمة هذا الفوز بشكل كبير.

خالد: بس طال عمرك..

اللواء(مقاطعا): مافية وقت للمناقشه, هذا أمر عسكري من قائدك, وعليك التنفيذ..

خالد: حاضر..

اغلق خالد السماعة.. وبسرعة سأل الشرطي..

خالد: كم عندك من سلاح؟؟.. ووين خويك؟؟

الشرطي: عندنا أربع مسدسات اثنين معنا واثنين
احتياط مع طلقاتهم, وخويي قاعد يدور بالدورية كالعاده, تبيني اتصل فيه..

خالد: إيه, وخله بالميكرفون, يعلن إخلاء المدينة تماما, ولا يبقى ولا شخص حتى أنت, وحنا نبي
ندور بالمدينة, ونحاول إخلائها معكم, ونلتقي هنا بعد 15 دقيقه.. اتفقنا؟؟..

الشرطي: طيب..

بعد حوالي الربع ساعة مرت كثواني

.. التقا خالد ومن معه, بسيارة الشرطه, وبعد أن أخليت المدينة تماما..

خالد: يالله قد السيارات اللي طلعت من المدينة إلى مدينة الجبيل.. ولا تترك أحد وراك..

الشرطي بعد ما سلم المسدسات لخالد.. ركب دوريته ومعه زميله وذهبا بسرعة..

يوسف: وحنا وش نستنى؟؟.. ورا ما ننزل العلم ونمشي؟؟

خالد بعد صمت لثواني: أنتم امشوا في أمان الله, أنا سببت لكم الكثير من الإحراجات, وابغى
منكم العذر والسموحه, نظرية إنزال العلم ما أعتقد إنها الحل الصحيح..

أحمد: وش بلاك صرت تخربط؟؟..تبي تسوي فيها بطل؟؟.. أنت انهبلت؟؟..

خالد: إذا كان هدفهم إعلامي, فأنهم راح يحاولون
إنزال العلم ورفع علم العراق, أنا راح أدخل للأمارة, وأدور غرفه تطل على الساحة,

وأي شخص يقرب لم الساري ابطلق عليه, وهي فتره بسيطة لين يجي الجيش السعودي..

محمد: أنت فعلا أنهبلت, الكتائب السعودية وحتى إذا جت بأسرع وقت, راح يوقفون عند ضواحي
المدينة, علشان يخططون لطريقه للهجوم, لا تخلي إحساسك بالذنب يؤثر على قراراتك..

خالد: مهما كان, أنا اعتقد إن هذا هو الحل
الأصلح, وقراري نهائي.. وأنا رأيي إنكم تمشون بسرعة شكلهم بدوا يدخلون المدينة..

أحمد: أجل ابجلس أنا معك..

محمد: إذا جلست يا أحمد أنا ابجلس..

يوسف: اجل الشكوى لله نجلس كلنا..

خالد موجه حديثه لعبدالمحسن: أعتقد انه مافية داعي أنك أنت تجلس.. أربع يكفون
.. وخصوصا أننا ما معنا إلا أربعة مسدسات.. خذ السيارة ولا توقف إلا بالجبيل.

عبدالمحسن: ليش؟؟.. أنا منيب أقل منكم, وإذا جلستوا ابجلس معكم..

أحس خالد بنبرة الإصرار الموجودة في حديثه, فما أراد
الجدال بالموضوع.. وبدأ برسم الخطة.. قسم الخمسة إلى فريقين, فريق في مبنى قسم الشرطه
ويتكون من أحمد ومحمد, وفريق في مبنى الأماره, ويتكون من البقية..ووزع الأسلحة والذخيرة
بالتساوي على الفريقين... ونبههم بعدم استخدام الأسلحة إلا في حالة الضرورة القصوى
أو في حالة اقتراب أحد من العلم.. وانقسما..في انتظار جيش العراق يدخل المدينة..

دخل أحمد ومحمد مبنى الشرطه,
وبحثا عن غرفه مطلة على ساحة الأماره, وسرعان ما وجدوا ما اعتقدوه الغرفه المناسبة!!!

وعلى الطرف
الآخر كان الثلاثة خالد ويوسف وعبدالمحسن ما زالوا يبحثون مسرعين عن الغرفه المناسبة..

خالد: لازم تصير الغرفه تطل على الساحة, وعلى البوابة
حقت المبنى في نفس الوقت, علشان نشوف إذا حاول أي شخص انه يتسلل إلى داخل المبنى..

وبالفعل وجدوا الغرفه المناسبة..وفاجأه سمعوا طلقات نارية في الشارع..

اقترب خالد من النافذة بحذر,
ووجد أن المدرعات العراقية قد وصلت, وبعض الجنود من المشاة يطلقون النار عشوائيا..

خالد قال بصوت خافت ولكنه مسموع: تم إحتلال الخفجي...

§§

بعد أقل من ساعة من الترقب.. تمركزت فيها دبابات الجيش العراقي في كل زاوية من زوايا الخفجي.
. ولكن خلال هذه الفترة كان هذا الحديث يدور في غرفه من غرف مركز الشرطه..

أحمد(وهو يشاهد القوات
العراقية في كل مكان) : في تاريخك الملي بالأعمال الغبية, جلستك هنا يعتبر الأغبى.

محمد: أنا ما جلست علشانك, أنا جلست علشاني شفت انه هو الحل الأمثل..

أحمد: يعني ما فكرت في أمك وخواتك لو صار لنا شي لا سمح الله.

محمد: لو كل جندي راح للحرب فكر هذا التفكير, كان محد حارب, وبعدين
أنا سألتك سؤال قبل كذا وما جاوبت علي.. أنت إلى متى تبي تصير زعلان علي؟

أحمد: اسأل أبوك اللي مات وهو يدور عياله.. وواحد منهم ضايع خارج المملكة..

هم محمد بالكلام.. ألا أن احمد أشار له بالسكوت.. أشار له للنظر إلى ساحة العلم..وكان
هناك أربعة جنود يحملون العلم العراقي.. ومتجهين إلى حيث الساري في ساحة الأماره...

وشاهد في الجهة المقابلة خالد الذي أعطاه بعض الإشارات..

أحمد: خالد ويوسف راح يطلقون على الاثنين
اللي على اليمين.. وأنا وأنت الاثنين اللي على اليسار.. أسمع.. حاول تطلق في مقتل..

وكان أحمد ومحمد
موجهين مسدساتهم إلى رؤوس اثنين من الجنود العراقيين.. وينتظرون إشارة خالد للإطلاق...

وبعد ثواني كأنها لحظات.. جاءتهم الإشارة..

قال أحمد: أطلق..

وشق صوت أربعة طلقات حاجز السكون الذي كان يلف المكان..مما نبه جميع الجنود العراقيين الآخرين..

أقترب أحمد من النافذة بحذر..لكي يشاهد ماذا حصل
بعد الإطلاق..وشاهد الجنود الأربعة الذين كانوا يحملون العلم, على الأرض غارقين في
الدماء, وحالة هرج ومرج في صفوف الجيش العراقي..وفاجأه وبدون مقدمات.. أحتضن أحمد أخيه..

وفي الجهة المقابلة..

كان عبدالمحسن قريب من النافذة..

خالد: ما أظنهم راح يعيدون محاولة إنزال العلم الآن, أتوقع انهم راح يحاولون انهم يلقوننا أول..

عبدالمحسن: فيه جنديين يقتربون من مبنى الشرطه..

قام خالد ويوسف فجأة واقتربا من النافذة..

خالد: أحمد ومحمد ما يقدرون انهم يشوفونهم..

حاول خالد انه يؤشر لأحمد ومحمد.. ولكن بدون جدوى..

خالد: لازم أروح لمهم..الحين..

يوسف: الشارع كله جنود عراقيين.. وشلون تبي تطلع لمهم..

خالد: أولا ما راح يتوقعون
انهم يلقون جندي بالشارع, وثانيا أبيكم تغطوني, ابروح من ورا هذولي السيارات..

وطلع خالد مسرعا.. وكان عبدالمحسن ويوسف مستعدين علشان التغطية
..ولحسن حظ خالد, كان الهجوم على حاملي العلم بمثابة إنذار للجنود العراقيين,
الذين اختبئوا خلف المدرعات, فكان طريقه من مبنى الآماره إلى مبنى الشرطه سهل..

تابع عبدالمحسن ويوسف خالد إلى أن غاب عن ناظريهم داخل مبنى الشرطه..

بعد حوالي الساعة..دخل خالد إلى الغرفه في
مبنى الآماره..وكان مصاب أصابه في كتفه, ويحمل رشاشين عراقيين, وعيونه تسبح بالدموع..

خالد بصوت خافت: أحمد ومحمد استشهدوا..

نزلت دمعه من عيني عبدالمحسن.. ولكنه حاول إخفائها..

وأردف خالد: وصلت متأخر, لقيتهم يسبحون بدمهم,
وجنبهم جنديين عراقيين, توقعت انهم ميتين بعد, فلما قربت من جثة أحمد, أطلق
واحد من الجنود علي أصابني في كتفي, واطلقت أنا عليه فقتلته, أخذت الرشاشات
العراقية, وانتظرت لين هدأ المكان, وطلعت من الباب الخلفي لمبنى الشرطه..

وصمت قليلا ثم أردف..

خالد: أحمد وأخوه محمد من اعز أصدقائي, وأنا اللي جرجرتهم لهذي النهاية بعنجهيتي...

ونزلت دمعه وحيده من عين خالد.. ولكنها كانت معبره..

قال عبدالمحسن وهو يحاول أن يربط إصابة خالد: أنت ما
أجبرت أحد على الجلوس..من الممكن أن يكون الجلوس هنا كان خطأ, ولكنه خطأ الجميع..

ابو القعقاع
30-08-02, 12:38 am
(جده .. عروس البحر)

مرت الدقائق والساعات طوال, وتناوب الثلاثة على مراقبه الساحة, وحل الظلام..

أخرج خالد الرسالة الوردية من جيبه, لقد

حفظها عن ظهر قلب, ولكنه يريد النظر إليها بين الحين والحين, فهي رسالة ميسون..

عبدالمحسن: تراي مازلت أطلبك تكملة قصتك.. والحين فاضين ما عندنا شي..ورا ما تكملها؟؟

ابتسم خالد وقال: ابشر, وين وصلنا؟؟

عبدالمحسن: يوم قلت للوالده إنكم تبون تعتمرون..

§§

خالد: إيه صح..قررت أنا والوالدة إننا ننطلق في الصبح باتجاه مكة للعمره, اتصلت
على صديق لي في جده, وطلبت منه انه يدور حجز في جميع الفنادق بأسم صالح, وجاني
الرد بعد فتره, بأنه لقا حجز بالاسم في مجمع شاليهات.. وعطاني اسمه وعنوانه..

ومن بكره الصبح انطلقنا بالسيارة أنا والوالدة, وصلنا مكة المغرب,
واعتمرنا وصلينا العشاء, واقترحت على الوالدة إننا ننزل جده نتمشى, هي
استغربت, بس ما عارضت, نزلنا جده وسكنا في فندق, ومن بكره بعد العصر, أخذت الوالدة
ورحت لم منطقة الشاليهات, يقالنا نتمشى على البحر, والوالدة تعبت رجليها,بس
أنا اصريت عليها أننا نتمشى, وقربنا من الشاليه حق ميسون, وكانوا فارشين بساط خارج
الشاليه على البحر وجالسين,ميسون أهلها ومعهم صالح, فيوم قربنا لمهم بالحيل..

أنا(صحت بصوت عالي) : صالح؟؟..يا محاسن الصدف..

صالح قام لمي : هلا وغلا بخالد.. وش عندك هنا؟؟

أنا: ابد الوالدة الله يهديها, أصرت أنى اعتمر بها قبل العرس,
ويوم اعتمرنا وخلصنا قالت أبى جده, فجبتها هنا.. تخبر عاد الحريم والأسواق..

(والوالدة قاعدة تناظرني باستغراب)..

صالح: بالخير يا خالتي أم خالد..عمره مقبولة

أمي: هلا صالح منا ومنكم..وش أخبارك؟؟

صالح: الحمد لله, ورا ما تقلطين مع أهلي, وتتقهوين.

أمي: الله يخليك, بس حنا مستعجلين..

أنا قاطعت كلام أمي: ألا يمه ورا ما تجلسين تتقهوين معهم,

أنا اباخذ ميسون أواريها شكل الغرفه اللي شفناها قبل شوي بالشاليه اللي هناك..

صالح: تبيني اجي معكم؟؟

أنا: لا ما يحتاج.. بس نادلي ميسون لا هنت..

صالح: طيب..

وراح ينادي ميسون..وبعد شوي, جت وهي تبتسم..

ميسون: السلام عليكم..

أنا: وعليكم السلام..يا شيخه فيه ناس موب قد التحدي ابد ابد..

ميسون مبتسمة: يا حظك.. لقيتني..وين المخابرات الأمريكية عنك؟؟

أنا: طبعا يا حظي..اللي يسمعك يقول أنا لاقي أي وحده؟؟.. أنا لاقي ميسون..

ميسون (حمرت خدودها) : المهم.. عمره مقبولة.. يقولي صالح انك تبيني..

أنا: إيه..تعالي ابوريك شي..

ميسون: طيب دقيقه أجيب الشبشب..

أنا وانا امسكها مع أيدها.. وسحبتها: ما يحتاج.. وهاذي نعالي ابتركها عندكم...

وفصخت نعالي.. ومشينا على الشاطي..أنا ما ادري..هو فعلا ما
كان فيه ناس معنا.. ولا كان فيه بس ما حسيت فيهم.. وانا معها يصير كل شي قدامي حلو..

وحنا ماشين, التوت رجلها.. وطاحت على الأرض..

أنا نزلت على الأرض معها: سلامات وش فيك؟

ميسون: الظاهر أن رجلي التوت..

مسكت رجلها..كانت بيضاء.. وناعمة...

أنا(مسكتها مع الكعب وضغطت عليها) : هنا يعورك؟؟

ميسون: ايه..

أنا رفعت يدي شوي للساق وأنا أحاول أنى اخفي ابتسامتي: طيب هنا يعورك؟؟

ميسون: لا.

أنا رفعت يدي زيادة لمنتصف الساق: طيب هنا يعورك؟؟

ميسون(شافت ابتسامتي) : إذا ما وخرت يدك ترى ابقطعها لك..

أنا بسرعة مسكت رجلها وعكفتها لين طقت
وقلت: طيب لا تدفين.. بس كنت أيشتت انتباهك علشان ما تصير رجلك مشدودة وأنا اعكفها..

ميسون قامت تنفض الغبار عنها: طيب.. لا شكر على واجب.. لو أنى لابسه الشبشب ما كان طحت..

أنا: أنا حافي وما طحت.. بس أنتي ما قدرتي تتحملين جمالي الأخاذ.. ولا انتبهتي لطريقك..

ميسون: معليش.. بس أنت اخذ في نفسك مقلب..

أنا: يحق لي.. موب متزوج ميسون؟؟..

ابتسمت ولا رديت .

أنا: يا شيخه ودي أقولك شي بس مستحي..

ميسون: لالا تستحي قل اللي في بالك..

أنا: تصدقين أني مشيت على الشاطي واجد, وشفت الغروب واجد.. بس مثل اليوم ما قد شفت..

ميسون: ما فهمت؟؟..

أنا: يعني المشي على الشاطي معك شكل ثاني, والغروب يصير عندك ولا شي..

ثم سكت شوي.. وقلت: ميسون.. أنا احبك..

ميسون سكتت.. كان واضح إنها تفاجأت.. بعد شوي قالت..

ميسون: شكرا.. الله يخليك..

أنا اعترف انه موب هذا الرد اللي كنت متوقعه, وضاق صدري بالحيل..

المهم.. كملنا مشينا لم الشاليه
.. أخذت الرقم.. وتواعدنا إننا نطلع سوا بكره لم السوق.. مع أمي وأهلها..

رجعت لم الفندق.. ثم جاني
إعلان خبر التعبئة العامة للقوات السعودية في ذاك اليوم, واتصلت على العمل, وقالوا
لي انه لازم اقطع إجازتي واجي فورا..مثلي مثل باقي اللي يشتغلون في السلك العسكري..

إعلان التعبئة ما كان خبر سئ ولا محزن, كان خبر مفاجئ.. وكنت خايف انه

راح يؤثر على تخطيطات العرس وخلافه بس.. ما كنت متوقع إننا نبي نجي نحارب صدق..

أول شي سويته اتصلت على ميسون وعلمتها بالخبر.. وأني ابروح لم
الرياض بكره.. هي تفاجأت, وكان فيه نبرة حزن في صوتها.. ودعتني.. ودعت لي بالتوفيق..

حاولت أنام في ذيك الليلة.. بس ما قدرت..وفي
الساعة ثنتين بالليل سمعت طق على باب الغرفه بالفندق.. ورحت وفتحت الباب وتفاجأت..

كانت ميسون عند الباب..

§§

قالت: ممكن أكلمك كلمه..

إحنا: طبعا.. مين اللي جابك..وليش.. تعالي في البلكونه علشان ما نزعج الوالدة..

وطلعنا لم البلكونه..وكانت ميسون ترتجف.. مع انه ما كان برد..

ميسون: جابني صالح, وهو يستنى تحت بالبهو..

أنا: خير عسى ما شر؟؟

ميسون: لا تروح..

أنا: وين أروح؟؟

ميسون: لم الحرب.. تكفى..

أنا ابتسمت: الله يهديك.. خوفتيني.. انشاء الله مافية حرب ولا يحزنون..
هو مجرد إعلان تعبئه.. تخويف.. ونبي نرجع ولا كن شي صار انشاء الله..

ميسون(ونزلت دمعه من عينها) : تكفى.. مدري ليه عندي إحساس إن الموضوع اخطر من كذا.. افصل من
الشغل..واشتغل في محل أبوك.. أنا ما عندي ما نع.. بس أهم شي لا تروح..

أنا: ميسون.. هذا شغلي اللي ما اعرف غيره..تبيني اهج؟؟

ولأول مره أشوف ميسون بهذا الذل.. نزلت على ركبتها ومسكت يدي..

ميسون: احب أيدك.. تكفى.. خذني على قد عقلي.. تعذر بأي شي.. بس لا تروح..

أنا نزلت ومسكت يدها وجبيتها..

أنا: ميسون.. إذا اعتذرت.. ما راح أصير الشخص اللي وافقتي انك تتزوجينه..

حست ميسون أنى موب ممكن أغير رأيي..فقامت.. ورجعت للشموخ اللي متعودة منها..فقمت أنا بعد..

جت وحبت جبيني.. ومسكت أيدي.. وحطت هالرساله الوردية فيها.. وهي تقول..

ميسون: انتبه لنفسك.. والله معك..

أنا: انشاء الله.. وأنتي انتبهي لنفسك.. وكلها انشاء الله فتره من الوقت وارجع بأذن الله..

وطلعت مسرعة من الغرفه.. وكانت هاذي آخر مره شفتها فيها..

فتحت الرسالة الوردية.. وقريتها..

(عزيزي خالد..

عندما عبرت عن شعورك ناحيتي بالحب كان اجمل ما سمعت في حياتي, ولكني للأسف
أجد أن كلمة الحب لا تكفي لأعبر لك عن مشاعري, ولذلك اكتفيت بالشكر, فللأسف
لا اعتقد انه يوجد شخص سبق وان نطق بالعربية, أو أي لغة أخرى, سبق وان شعر
مشاعر نحو شخص آخر, مثل مشاعري نحوك, ولذلك لا توجد حتى الآن الكلمة التي
أستطيع أن اعبر بها عن هذه المشاعر.. أتمنى أن أكون قد أوضحت لك الصورة,
أتمنى لك التوفيق والسلامة..وتأكد أننا ننتظرك على أحر من الجمر..

حبيبتك المخلصة ..ميسون)

وهاذي كل قصتي مع ميسون حتى الحين..

عبدالمحسن: مشاء الله.. ربي وفقك في ميسون..قصتك ما كنت أتوقع إنها توجد
في وقتنا الحالي..أتمنى لكم التوفيق انشاء الله إذا رجعت لم الرياض..

خالد: انشاء الله.. شكرا لك..
وفجأة قطع الحديث يوسف..

يوسف: يا شباب.. لازم تشوفون هذا..

قام خالد وعبدالمحسن, والقيا نظره على الساحة.. فوجدا واحده من الدبابات تتحرك باتجاه العلم..

خالد: شكلهم يبون يحطون الدبابة عازل علشان ينزلون العلم..

يوسف: والحل؟؟

خالد: بها لطريقه.. مالنا إلا ننزل لم الساحة..

عبدالمحسن: بس ما تلاحظ إننا بها لطريقه ندخل معركة خسرانه؟؟

خالد: إذا وقفنا الحين, يبي يصير موت احمد ومحمد بدون أي ثمن...

اقتنع عبدالمحسن ويوسف بوجهة نظر خالد, ومع انهم كانوا
عارفين أن نسبة نجاح خطتهم ضئيل, والخسائر احتمال تكون وخيمه, إلا انهم وافقوا..

ورسم خالد الخطة, بحيث
أن كل واحد منهم يهاجم من جهة لتشتيت أفكارهم, ومحاولة ردعهم عن ساحة العلم..

وبالفعل بعد لحظات.. كان الثلاثة أمام بوابة مبنى الأمارة مستعدين للهجوم..

انطلق خالد ويوسف وفتحوا النار من جهتين على الجنود عند العلم, حتى وصلوا إلى العلم, وكانوا
بين ثمانية جثث من جثث الجنود العراقيين, ولكنهم اصبحوا في وضع مكشوف أمام البقية,
وبدأ عبدالمحسن في إطلاق النار على البقية في الساحة في محاولة لتغطية خالد ويوسف,
ولكن كان عدد الجنود كثير, وفتحوا النار على خالد ويوسف من جميع الجهات فسقطا..

شاهد عبدالمحسن هذا المشهد فترك مكانه وخرج إلى الساحة وقام بفتح النار على جميع الجنود,
وأوقع الكثير منهم قبل أن تخترق رصاصه صدره ليقع أمام العلم وبجانب زميليه..

وقبل أن يبدأ الجنود العراقيين بإطلاق صيحات
النصر, نزلت قذيفة مدفعيه على الدبابة المجاورة للعلم.. إيذانا بهجوم الجيش السعودي..
(النـــــهايـــــــة)

انتهت معركة الخفجي بطرد القوات العراقية من المدينة, وبكثير من الخسائر البشرية للجانب
العراقي, بينما في الجانب السعودي كانت الخسارة خمسة واربعين عسكري سعودي, منهم
خمسة كان لهم الفضل الأول بعد الله في إبقاء العلم السعودي خفاقا في سماء المدينة..

جاء قائد الكتيبة الثامنة,
يتفقد المدينة بعد المعركة, وشاهد الجثث حول العلم, وشاهد جثة خالد تسبح في الدماء
فترحم عليه وعلى زملائه, ولاحظ وجود شئ في يد خالد, فانحنى, وفتح يده فوجد الرسالة
الوردية, وكانت ملطخة بالدماء, فنزلت من عينه دمعه حاول إخفائها عن مساعديه ثم قال..

اللواء: لو كنا نعرف انه فيه شباب سعودي مثل خالد وزملائه, ما كنا طلبنا مساعدات من أحد!!..

ثم اخذ الرسالة, أعطاها أحد مساعديه..

اللواء: تأكد بنفسك إن هاذي الرسالة
تاصل لأهل خالد اليوم, ويتم إخبار جميع أهالي المتوفين بشكل شخصي من قبل القيادة..

وفي صباح اليوم التالي..

استغربت ميسون حضور عمها أبو خالد إلى بيتهم في الصباح, ولكنها لم تدع المجال لأفكارها,
وأجلت كل شي حتى ياتي صالح من المجلس لتسأله, وبينما هي جالسه مع أمها في
الصالة, دخل صالح وكان متجهم الوجه ومطأطي الرأس وكانت عينيه موجهه نحو ميسون,
فدب الرعب في قلب ميسون وبدأت الدموع تنهمر من عينيها وهي متوجهه نحو صالح..

ميسون: وش فيه خالد يا صالح؟؟.. أسروه؟؟.. أكيد أسروه ويبي يرجع انشاء الله .. تكلم...

فرفع صالح يده وفتحها..

وعندما شاهدت ميسون ما بيده
توقفت وبدأت بالتراجع حتى اصطدمت بالجدار ثم انهارت على الأرض وهي تبكي..

كانت يد صالح تحمل رسالة ميسون الوردية.. وملطخه بالدمـــاء..

نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى حبيبتي...ميسون

قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)

§§

حبيبتي ميسون, بما أن هذه الرسالة قد وصلت
إلى يديكي, فهذا يعني أن المنية قد حالت بيني وبين مشاهدة وجهك الصبوح..

حبيبتي ميسون, لا تبيكني, فأن مجرد التفكير في دموعك يحسسني بالألم, وتأكدي أني انشاء
الله قد انتقلت إلى مكان افضل من هذا المكان, وادعي لي بالرحمة والمغفرة..

حبيبتي ميسون, أنى اشكر الله على نعمه الكثيرة, ولكن اكبر نعمه لي كانت وجودك في حياتي,
فتأكدي انك جعلتي حياتي هي الأسعد, وأني اشكرك بعد الله على هذه السعادة,
فمجرد التفكير بك وبوجودك أعطاني ويعطني الأمل, وحرر قلبي من جميع المخاوف,
وكان وما يزال خوفي الوحيد, أن تكون وفاتي سببا لحزنك, فتأكدي أنى دعوت
الله أن يخفف عليك وقع الخبر, وان يزول الجرح بسرعة, فسعادتك هي سعادتي..

حبيبتي ميسون, أن الموت ابتلاء, فكوني كما
عهدتك قويه, وعيشي حياتك سعيده إلى أن التقيك في جنات الخلود بأذن الله..

حبيبك المخلص

خالد




منقول من أحد المنتديات
نقل / أبو القعقاع mooon888@hotmail.com