الشرق الأدنى
17-01-09, 11:17 pm
حياكم الله ..
وأنا في قراءة لواقعنا الحالي شد إنتباهي الحالة السياسية والتي تمر بها بلادي وبالأخص في الوضع العام ، فقد تجول التفكير بي حول آثارنا التاريخية في بلاد الجزيرة العربية ولم أعد أجد لها أثراً ملموساً على الأرض كونها تمثل تاريخ عظيم يجعلنا نتسائل عن المسببات التي جعلتها تختفي من الأرض وتتلاشى من القلب نتيجة للسياسة الوطنية والتي حلت محلها ودفنتها تحت الركام !! ؟
قد يكون من الطبيعي أن اسأل عن تاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يكفي دون غيره لما يحمله من الأساسيات التي من أجلها كنا ولازلنا على هذه الدنيا .. ومن بعده تاريخ الخلفاء الراشدين ومايحمل هذا التاريخ من مواقف وعبر .. إلا أن التاريخ قد لوثته السياسة الوطنية المبتدعة من قبل الجهات الرسمية وسايرها الكثير من المحسوبين على أهل العلم وجعلوها فقط على صفحات الكتب والجرائد للقراءة فقط !! دون أن نترجم هذا التاريخ ونعيد فتح صفحاته من جديد ..* بل حاولوا لطم التاريخ المجيد بوصف آثاره بالبدع والمنكرات للجم القداسة الروحية وتقييدها بالأحكام التحريضية السافرة !! ولو إقتصر الأمر على هذا لقلنا أن في ألأمر شيء لانعلمه ! ولكن أن تبدأ التناقضات وتعكس لنا الحالة الركيكة التي تعيشها المؤسسة الدينية وتركها للوثنيين أقصد الوطنيين ليدفنوا تاريخنا ويقيمو صرحهم الوطني على أنقاض الآثار النبوية فهذه أم المصائب ! من أغاني وثنية إلى زرع حب الوطن بالطريقة التي نراها ويراها المجتمع .. فحسبنا الله .
Queen of buraydh
18-01-09, 12:43 am
ارضنا تُـتقن التكبيل وتقييد الأيادي بقيود حديدية لا يمكن ان تنفك الا بأمر إلهي !!
اصبحت مهنة حاضرنا الراهن البكاء على الأطلال فقط .. عار أليس كذلك ؟
الأمواج الباردة
18-01-09, 02:05 am
من الطبيعي أن اسأل عن تاريخ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
هذا وربي هو السؤال الذي لطالما بحثت له عن إجابة شافيه شفافة منذ سنين بعيده
ولكن قبل أشهر غير بعيده في برنامج على قناة دبي كان الضيف دكتور في علم الأثار الإسلامية
لا اذكر اسمه وجد تحرج كبير في الأفصاح عن بعض الأمور فرحمتُ حاله الضعيف .
كما لدي سؤال آخر حاولت وحاولت البحث له عن إجابة كذلك ولكن في كل مره يقودي قدري من خلال البحث عنه بقوقل إلى مواقع شيعيه لا تربطني بها صلة عقائديه
سؤالي أين هم أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحقيقيين ؟
حيث ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث قبل موته ( أذكركم الله في أهل بيتي )
يعني وصيه لنا بالعدل وأقامة الحقوق لهم وووو !
وينهم هل هم الأشراف إللي بمكه وكيف نعرف ؟
الشرق الأدنى
18-01-09, 08:51 pm
ارضنا تُـتقن التكبيل وتقييد الأيادي بقيود حديدية لا يمكن ان تنفك الا بأمر إلهي !!
اصبحت مهنة حاضرنا الراهن البكاء على الأطلال فقط .. عار أليس كذلك ؟
البكاء على الاطلال إن كان على تعبير المجاز فأنا مع قولك الكريم .. وإن كان الحديث في هذا الجانب يطول شرحه وفيه تفصيل !
الشرق الأدنى
18-01-09, 08:56 pm
هذا وربي هو السؤال الذي لطالما بحثت له عن إجابة شافيه شفافة منذ سنين بعيده
ولكن قبل أشهر غير بعيده في برنامج على قناة دبي كان الضيف دكتور في علم الأثار الإسلامية
لا اذكر اسمه وجد تحرج كبير في الأفصاح عن بعض الأمور فرحمتُ حاله الضعيف .
كما لدي سؤال آخر حاولت وحاولت البحث له عن إجابة كذلك ولكن في كل مره يقودي قدري من خلال البحث عنه بقوقل إلى مواقع شيعيه لا تربطني بها صلة عقائديه
سؤالي أين هم أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحقيقيين ؟
حيث ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بحديث قبل موته ( أذكركم الله في أهل بيتي )
يعني وصيه لنا بالعدل وأقامة الحقوق لهم وووو !
وينهم هل هم الأشراف إللي بمكه وكيف نعرف ؟
صدقت لقد وضعت يدك الكريمة على الجرح .. بالتأكيد أين هي آثاره صلى الله عليه وسلم .. اما بخصوص أهل البيت فهم في خبر كان ..
هنا قراءة وفقني الله لها ..
الآثار النبوية بالمدينة المنورة....
د. عبدالعزيز القارئ
(http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8383#2)فوائد المحافظة على الآثار النبوية
(http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8383#4)التأصيل الشرعي للمسألة
فوائد المحافظة على الآثار النبوية :
الفائدة الأولى: الاعتبار
نص على ذلك بعض الصحابة وكبار التابعين بالمدينة وبيانه فيما يأتي:
لما هدم عمر بن عبد العزيز بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم, وكانت ملتصقة بجدار المسجد النبوي، وأدخلها في المسجد عند توسعته بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك, ومنها بيت أم المؤمنين عائشة وفيه القبور الثلاثة: قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبرا الصاحبين, فصارت القبور الثلاثة الشريفة داخل المسجد, وحزن الناس حزناً شديداً, قال عطاء الخرساني:" أدركت حجرات أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من جريد على أبوابها المسوح من شعر أسود, قال فحضرت كتاب الوليد يُقرأ فأمر بإدخالها في المسجد، فما رأيت يوماً كان أكثر من ذلك اليوم باكياً, فسمعت سعيد بن المسيب "يقول والله لو ددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناس من المدينة، ويقدم قادم من الأفق فيرى ما أكرم به النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر.
وقال عمران ابن أبي أنس "رأيتني وأنا في المسجد فيه نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, وأبو سلمة بن عبد الرحمن, وأبو أمامة بن سهل بن حنيف, وخارجة بن زيد, وإنهم يبكون حتى أخضل الدمع لحاهم, وقال يومئذ أبو أمامة: "ليتها تركت حتى يقصر الناس عن البناء، ويرى الناس ما رضي الله لنبيه وخزائن الدنيا بيده "
قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه:
"ومما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة، والقصد إلى الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم, والتبرك برؤية روضته ومنبره, وقبره ومجلسه, وملامس يديه, ومواطئ قدميه والعمود الذي كان يستند إليه, وينزل جبريل بالوحي فيه عليه, وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين والاعتبار بذلك كله "
هذه النصوص عن السلف تدل على أن الإبقاء على آثار النبي صلى الله عليه وسلم "مسجده الذي بناه, بيوت أزواجه, ومنبره" ونحو ذلك, مقصد شرعي فائدته الاعتبار.
الفائدة الثانية: التبرك بالآثار النبوية, من مساجد ودور, وآبار, ونحو ذلك.
والتبرك بالنبي –صلى الله عليه وسلم- ومتعلقاته أمر مشروع فعله الصحابة والتابعون, وعليه الآئمة المتبوعون, ونقل عن الإمام أحمد أنه كانت لديه شعرة من شعر النبي –صلى الله عليه وسلم- يتبرك بها.
والتبرك بمتعلقات النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يتشرط فيه العلم القطعي بثبوت اتصال الأثر بالنبي, بل يكفي لثبوته الظن الراجح كما هو الشأن في سائر المسائل الشرعية.
وإلا فكيف توافر للإمام أحمد رحمه الله العلم القطعي بأن تلك الشعرة التي كان يتبرك بها كانت من شعر النبي –صلى الله عليه وسلم- وبينه وبين النبي –صلى الله عليه وسلم- قرنان ونصف من الزمان, وخبر هذه الشعرة ذكره الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء " في ترجمة الإمام أحمد من رواية ابنه عبد الله.
ولما سئل الإمام أحمد عن التبرك بالمنبر أباحه واستدل بأن الصحابة كانوا يمسحون أيديهم على رمانة المنبر, وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يضع يده االشريفة عليها عندما يخطب.
ومنه قصد الآبار النبوية التي نقل أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تفل فيها أو صب وضوءه فيها, أو سقط شيء من متعلقاته فيها, كبئر أريس التي سقط فيها خاتمه, بقصد التبرك بالشرب منها فهذا أمر مشروع؛ لأنه متفرع من مسألة التبرك بالنبي –صلى الله عليه وسلم- لا فرق في الحكم بينه وبين وضوئه الذي كان الصحابة يتسابقون إلى التبرك به. وكذلك قصد البقاع التي صلى فيها (المساجد النبوية) والتبرك بالصلاة فيها أمر مشروع, لأنه متفرع من مسألة التبرك بالنبي, وثبت من فعل كثير من الصحابة والتابعين وفيه نص قطعي مرفوع, وليس مع المانعين سوى حديث موقوف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الفائدة الثالثة: أن هذه الآثار الإسلامية عامل مساعد عند دراسة السيرة النبوية ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدراسة السيرة النبوية أو المغازي النبوية في مواقعها الجغرافية في مكة والمدينة وما بينهما أعظم أثرا وفائدة من دراستها في الكتب وبين جدران قاعة الدراسة.
رافقت الأستاذ إبراهيم العياشي الحسني سنين عديدة في جولات ميدانية ندرس السيرة النبوية في مواطنها وندرس المغازي النبوية في مواقعها, فلم أر مثل هذه الدراسة الميدانية نفعاً وبركة وحلاًّ للمشكلات وجلاء للمشتبهات. وفي سنوات التسعينات كنت أخرج مع بعض طلاب الجامعة الإسلامية إلى موقع غزوة أحد، فأوقفهم على جبل الرماة مكان الخمسين راميا من الصحابة، ثم أشرح لهم الغزوة في موقعها الطبيعي وبين معالمها, فألمس لذلك أعظم الأثر في نفوسهم، وفي سرعة إدراكهم لمراحل الغزوة وتفاصيلها.
وهكذا عندما أخرج بهم إلى حصن كعب بن الأشرف جنوب المدينة، وأوقفهم على أسواره، ثم أشرح لهم كيف تم لنفر من أبطال الأنصار أن يقطعوا رأس هذا اليهودي المفسد. تنفيذا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم, وأبين لهم أن في هذا درساً بليغا للأسلوب الأمثل لحل مشكلة الفساد اليهودي قال تعالى " كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين ".
ورؤية هذا الحصن اليهودي, أو حصن مرحب اليهودي بخيبر تفسير عملي بالمشاهدة لقوله تعالى: "لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر".
والآن بعض المجانين يكومون أكوام النفايات ومخلفات الهدميات حول الحصن الأول تمهيدا لهدمه, ليحرمونا من استغلاله لبيان مثل تلك الدروس.
الفائدة الرابعة: هذه الآثار الإسلامية والنبوية منها على وجه الخصوص زينة للمدينة
كما ثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وكذلك الشأن في مكة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى عن هدم آطام المدينة.
وفي رواية أنه نهى عن هدم آطام المدينة؛ لأنها زينة لها رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار.
لأطم الحصن المدور وإذا كان مربعا سمي حصنا..
نحن اليوم نفهم من هذه الكلمة زينة للمدينة أكثر من معناها الظاهر.
إن بقاء هذه الآثار الإسلامية: من مساجد نبوية وحصون وآطام وقصور وآبار ونحوها:
ثم في بقاء الآثار الإسلامية الأخرى من مراحل التاريخ الإسلامي التالية: كالقلعة التركية التي كانت على جبل سليع بوسط المدينة وسور المدينة ومبنى سكة حديد الحجاز ومبنى التكية المصرية ومكتبة عارف حكمت وغير ذلك من المعالم "الأثرية الإسلامية, ليس زينة للمدينة فحسب, بل هي ملامح طابعها الإسلامي، فأزيل أكثر هذه المعالم الإسلامية.
التأصيل الشرعي للمسألة
مسألة التبرك بما يسمى (الآثار النبوية المكانية) أي الأماكن التي وجد فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو صلى فيها أو سكن بها, أو مكث بها ولو لبرهة, الأصل فيها مارواه البخاري ومسلم, عن عِتبَان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه: ولفظ البخاري: أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدراً من الأنصار أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله قد أنكرتُ بصري وأنا أُصلّي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم. وودتُ يا رسول أنك تأتيني فتُصلّي في بيتي فأتخذهُ مصلّى, قال: فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "سأفعلُ إن شاء الله" قال عِتبان: فَغَدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار, فاستأذَنَ رسولُ الله فأذنتُ له, فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال "أين تحب أن أصلي من بيتك" قال: فأشرتُ له إلى ناحيةٍ من البيت, فقام رسول الله –صلى الله عيه وسلم- فكبر, فقمنا فصففنا, فصلى ركعتين ثم سلم, قال: وحبسناه على خَرِيزَةٍ صنعناها.. الحديث.
والدلالة من هذا الحديث واضحة في قول عِتبان رضي الله عنه (فأتخذه مصلى) وفي إقرار النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعنى قول عتبان هذا: لأتبرك بالصلاة في المكان الذي ستصلي فيه.
قال الحافظ ابن حجر: "وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- أو وطئها. قال: ويستفاد منه أن من دُعي من الصالحين ليُتبرك به أنه يجيبُ إذا أمن الفتنة" وهو مذهب البغوي والنووي.
وقد علق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على هذه الفقرة بقوله: "هذا فيه نظر والصواب أن مثل هذا خاص بالنبي –صلى الله عليه وسلم-؛ لما جعل الله فيه من البركة وغيره لا يقاس عليه, لما بينهما من الفرق العظيم؛ ولأن فتح هذا الباب قد يفضي إلى الغلو والشرك كما قد وقع من بعض الناس نسأل الله العافية".
وقد كرر الشيخ ابن باز الكلام بأنه لا يقاس على النبي –صلى الله عليه وسلم- غيره من الصالحين سدًّا لذريعة الغلو والوقوع في الشرك في موضع آخر, لكنه يُفهم من كلامه هذا الإقرار بدلالة حديث عِتبان على مشروعية التبرك بالمكان الذي صلى فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-, وهو المقصود.
وقال النووي في شرحه على مسلم عند حديث عتبان: "وفي هذا الحديث التبرك بآثار الصالحين" فوافق البغوي على قياس التبرك بالصالحين على التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقد بوب البخاري في صحيحه فقال "باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم" وذكر فيه أحاديث فيها تتبُع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما, لهذه المواضع والتبرك بها, ومثله سالم ٌابُنه كان يتحرى هذه المواضع.
ويفهم من تبويب البخاري وذكره لهذه المواضع أنه يرى مشروعية التبرك بذلك.
وثبت عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه كان يتحرى المكان الذي يصلي فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بين المنبر والقبلة:
ففي الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة رضي الله عنه أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان.
وفي رواية في الصحيح أيضاً, قال يزيد: كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف, فقلت: يا أبا مسلم: أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة ؟ قال: رأيت النبي –صلى الله عليه وسلم- يتحرى الصلاة عندها.
قوله في الرواية الأولى: "يسبح فيه" أي يصلي النوافل وتُسمى صلاةُ الضحى أيضاً بالسبحة.
وقوله في الرواية الأخرى: "عند الأسطوانة" هي التي جُعلت علماً على مُصلّى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي على يمين الواقفِ في المحراب النبويّ, وهي اليوم على يمين المحراب المبنيّ نفسِهِ ملتصقةً به, وتسمى "الأسطوانة المُخَلّقة" من الخَلُوق أي الطيب, وكلُ الأسطوانات ثَمّ كانت تُخَلّق, لكنهم كانوا يُعنونَ بهذه من بينها، فيُخلّقُونَهَا كلّهَا من أسفلها إلى أعلاها، وكان الصندوق الذي فيه المصحف إلى جانبها..
فمن أحب أن يوافق المكان الذي كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلي فيه فليجعل هذه الأسطوانة نصب عينيه والمنبر على يمينه وليقترب قدر إمكانه منها..
وورد النص عن بعض الفقهاء في استحباب الصلاة في هذا المكان.
نقل المرجاني: أن في العتبية ما لفظه: أحب مواضع التنفل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُصَلّاه حيث العمودُ المُخلّق. وقال ابن قاسم: أحبُ مواضع الصلاةِ في مسجده صلى الله عليه وسلم في النفل العمودُ المُخلّق, وفي الفرض في الصف الأول.
وروى ابن وهب عن مالك أنه سُئل عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل له: أيُ المواضع أحب إليك الصلاةُ فيه ؟ قال: أما النافلة فموضع مُصلاه, وأما المكتوبة فأولُ الصفوف.
ومن الأماكن النبوية في الروضة الشريفة الأسطوانات الأخرى, وهي: أسطوانة السرير, وأسطوانة الحرسوأسطونة الوفود, وأسطونة التوبة, وأسطونة التهجد, واسطوانة عائشة –رضي الله عنها-:
وأسطوانة عائشة –رضي الله عنها- كانت تسمى أسطوانة المهاجرين؛ حيث كانوا يجتمعون عندها, وكان الصحابة يتحرون الصلاة عندها, ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح لكنه رحمه الله التبس عليه الأسطوانة المُخلّقة التي هي عَلم على مُصلى النبي –صلى الله عليه وسلم- بأسطوانة عائشة –رضي الله عنها-.
روي في أسطوانة عائشة –رضي الله عنها- أنها عند المكان الذي قام فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلي الفرائض بعد تحويل القبلة. صلى عندها بضع عشرة، ثم تقدم إلى مصلاه المعروف، وكان يجعلها خلف ظهره, وأن أبا بكر وعمر والزبير وابنه عبد الله وعامر بن عبد الله رضي الله عنهم كانوا يُصلون إليها, وأن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها, وكان يقال لها مجلس المهاجرين.
روى الطبراني في الأوسط عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال "إن بالمسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة لو يعلم الناس ما صلوا فيها إلا أن تطير لهم قرعة" وعندها جماعة من أبناء الصحابة وأبناء المهاجرين فقالوا: يا أم المؤمنين وأين هي؟ فاستعجمت عليهم، فمكثوا عندها ثم خرجوا. وثبت عند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما, فقالوا: إنها ستخبره بذلك المكان، فأرمقوه في المسجد حتى ينظروا، حيث يصلي، فخرج بعد ساعة، فصلى عند الأسطوانة التي هي واسطة بين القبر والمنبر عن يمينها إلى المنبر أسطوانتان، وبينها وبين المحراب أسطوانتان، وبينها وبين الرحبة أسطوانتان، وهي واسطة بين ذلك وهي تسمى أسطوانة القرعة.
أقول وسميت أسطوانة عائشة لأجل هذا الخبر.
وثبت عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أنه كان يأتي مسجد الفتح الذي على الجبل, يتحرى الساعة التي دعا فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- على الأحزاب, ويتحرى المكان أيضا ويقول "ولم ينزل بي أمر مهم غائظ إلاّ توخيت تلك الساعة، فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الأربعاء إلا عرفتُ الإجابة".
فإذن من الصحابة رضي الله عنهم عبد الله بن عمر وأبوه عمر بن الخطاب كان مع النبي –صلى الله عليه وسلم- هو وأبو بكر في بيت عتبان بن مالك، وشهد الواقعة وفيها أقر النبي –صلى الله عليه وسلم- عتبان بن مالك على التبرك بالمكان الذي صلى فيه. ولذلك لم ينقل أن عمر أنكر على ابنه عبد الله شدة تتبعه للأماكن النبوية وتبركه بها, بل لم يرد عن أي أحد من الصحابة أنه أنكر عليه ذلك, فَهُم وإن لم ينقل عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك مثله، لكن عدم إنكارهم يدل على مشروعية فعله رضي الله عنه ومن الصحابة أيضاً سلمة بن الأكوع كما بينا وجابر بن عبدالله ورد عنه النص بالتبرك بالمكان الذي دعا فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- وصلى فيه واستجيب له كما ذكرنا آنفا. وبهذه النصوص الثابتة يبدو لنا أنه مذهب سائر الصحابة وإن لم يرو عنهم بالتفصيل.
ومثله القول في تابعي المدينة, فقد ورد في البخاري أن سالم بن عبدالله بن عمر كان مثل أبيه يتحرى تلك الأماكن النبوية.
ولما تتبع أمير المدينة عمر بن عبد العزيز عام 89هـ أو بعدها هذه الأماكن النبوية، لم ينكر عليه أحد من التابعين بالمدينة ولا من الصحابة. وكان بقي منهم ستة من صغار الصحابة، بل نقل أنهم أعانوه على ذلك، ودلوه على تلك الأماكن.
ومشروعية التبرك بالأماكن النبوية هو مذهب البخاري كما ذكرنا, ومذهب البغوي والنووي وابن حجر، بل هو مذهب الإمام أحمد رحمه الله. وقد استدل الإمام على ذلك بأن الصحابة كانوا يمسحون أيديهم برمانة المنبر، يتبركون بالموضع الذي مسته يد النبي صلى الله عليه وسلم.وهو مذهب الإمام مالك فقد روى أبو نعيم في الحلية أن هارون الرشيد أراد أن ينقض منبر النبي –صلى الله عليه وسلم- ويتخذه من جوهر وذهب وفضة فقال مالك " لا أرى أن تحرم الناس من أثر النبي صلى الله عليه وسلم. وسبق نقل كلامه في استحباب صلاة النافلة في مكان مصلاه من مسجده.
ومما يلاحظ في هذا الباب أنه منذ بَنى عُمر بن عبدالعزيز رحمه الله. المساجد النبوية على المواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم- وذلك عام 89 من الهجرة.
وأجيال العلماء تترى بالمدينة النبوية منذ عصر التابعين، لم ينقل أن أحداً أنكر التبرك بالصلاة في هذه المساجد، أو طالب بهدمها وإزالتها بأي ذريعة كانت, لم يحدث شيء من هذا إلا اليوم, وجد من ينادي بذلك من المشايخ ويؤلف فيه الرسائل.
ويشدد هؤلاء المشايخ في هذه المسألة محتجين بحجتين:
الأولى: حديث رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة عن المعرور بن سويد قال: كنت مع عمر -رضي الله عنه- بين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر فقرأ (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لإيلف قريش) ثم رأى قوماً ينزلون فيصلون في مسجد، فسأل عنهم فقالوا: مسجد صلى فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعاً, من مر بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصل وإلا فليمض" فهذا أثر موقوف على عمر –رضي الله عنه- فكيف يناهض حديثين متفقاً عليهما.
وهما: حديث عتبان وحديث سلمة بن الأكوع.
ومع ذلك فإنه يمكن الجمع بأن عمر –رضي الله عنه- كره زيارتهم لهذه الأماكن بغير صلاة. أو خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر، فيظنه واجبا ذكره ابن حجر في الفتح: فإذا لم يقبل هذا الجمع فالترجيح. هذا هو مسلك العلماء عند تعارض النصوص, وبلا تردد نرجح الحديث المرفوع المتفق عليه.
والأخرى: قاعدة سدّ الذرائع, فهؤلاء المشايخ جزاهم الله خيراً، رأوا أن قصد هذه الأماكن النبوية للتبرك بأثار النبي –صلى الله عليه وسلم- ذريعة للغلو والشرك ..
فنقول: إن هذه الذريعة المتوهمة معدومه, أو هي ضعيفة مرجوحة غير معتبره؛ لأنها في زمن النبوة لم تكن معتبرة؛ كما يدل عليه حديث أنه صلى الله عليه وسلم فرق شعره بين الصحابة ليتبركوا به، وحديث عتبان بن مالك أنه صلى في داره ليتخذه مصلى.مع أن الذريعة موجودة لقرب عهدهم بالشرك, كما قال رسول الله لأم المؤمنين عائشة "لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة ثم أقمتها على قواعد إبراهيم".
وإن كان كبار الصحابة وفقهاؤهم لا يخاف عليهم من ذلك, لكن كان في الصحابة من يخاف عليه, مثل أولئك الذين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله: "قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى..
(اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) وكذلك هذه الذريعة لم تكن معتبرة في عهد الصحابة، مع قرب عهد كثير من الناس بالشرك, والردة على عهد الصديق أكبر دليل على ذلك. وكذلك لم تعتبر هذه الذريعة في زمن التابعين وهاهو عمر بن عبد العزيز رحمه الله يتتبع المواضع التي صلى فيها النبي –صلى الله عليه وسلم-, ويبني عليها المساجد, بمحضر من صغار الصحابة وبمحضر من التابعين ولم تعتبر هذه الذريعة طيلة تلك العصور منذ القرون المفضلة إلى اليوم, مع توافر العلماء لم نسمع أن أحداً منهم أنكر على المواضع النبوية (مساجد آبار وغيرها) أو طالب بإزالته وقد كانت قائمة. وذلك خوفا من ذريعة الشرك، بل صنفوا الكتب في تحديد هذه المواضع واعتنوا بذلك.. مما يدل على أن هذه الذريعة التي يحتج بها المشايخ متوهمة، وقد وقعوا في المبالغة لعدم معرفتهم بأحوال الناس..
أنا أعيش وسط هذه الآثار النبوية بالمدينة الشريفة وأدرسها منذ 40 سنة، وأكاد أجزم أن معظم الناس الذين يرتادونها إنما يفعلون ذلك بنية التبرك بالنبي –صلى الله عليه وسلم- وآثاره, وهذه نية صحيحة..
فإن وقع من بعض المسلمين غير ذلك عند هذه الآثار فهذا بسبب الجهل. فهم بحاجة ماسة لتعليمهم أمور دينهم, وليس بسبب وجود هذه الآثار, وهذا هو ما يفهم من صنيع السلف الذين أقروا هذه الآثار. ولم ينادوا بهدمها وإزالتها مع وقوع الشرك من بعض الناس في مختلف العصور.
لماذا لا نستغل وجود هذه الآثار، وارتياد الناس لها (خاصة الحجاج) فننشئ عندها أنشطة لتوعية الناس؛ وهذا أنفع للمسلمين وأكثر بركة.. لكنهم اختاروا بديلا عجيبا وهو هدم هذه الآثار النبوية واستئصال شأفتها..هذا البديل الذي اختاروه بحجة مفسدة مظنونة، هي وقوع الناس في الشرك، أدى إلى مفسدة محققة، وهي تغير الطابع الإسلامي للمدينة النبوية، فطغى عليها التغريب حيث اختفت المعالم النبوية، وارتفعت بدلاً منها الأبراج السكنية على الطريقة الغربية.
خالد التويجري
18-01-09, 10:52 pm
إلى زرع حب الوطن بالطريقة التي نراها ويراها المجتمع ..
ولذلك في كتاب القرأه لإبني ( ثاني إبتدائي )
خمسة مواضيع عن ( الوطنيه ) في أسبوع واحد
بينما لا يوجد بها ولا موضوع عن ( أبو بكر الصديق ) و ( عمر بن الخطاب ) و........ الخ
بل يحفظ متى ولد الملك عبد العزيز
ولا يدري متى ولد الرسول عليه الصلاة و السلام .., ؟
تحياتي .,’
الشرق الأدنى
19-01-09, 11:09 am
ولذلك في كتاب القرأه لإبني ( ثاني إبتدائي )
خمسة مواضيع عن ( الوطنيه ) في أسبوع واحد
بينما لا يوجد بها ولا موضوع عن ( أبو بكر الصديق ) و ( عمر بن الخطاب ) و........ الخ
بل يحفظ متى ولد الملك عبد العزيز
ولا يدري متى ولد الرسول عليه الصلاة و السلام .., ؟
تحياتي .,’
إي وربي هذه من المصائب التي حلت علينا وأصابتنا بكل صراحة .. الكثير لايعرف متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بل وحتى لايعرف جانب كبير من سيرته العطرة .. وفي المقابل نرى ويرى الجميع الشعارات الوطنية ومنها الصور الرمزية تحيط بنا من كل جانب في الميادين والطرق وعلى شاشات الفضائيات وغيرها من التعظيم المبالغ فيه حتى وصل بنا الامر الى التقديس معاذ الله ...
كيف لتاريخنا الحقيقي أن يكون موجوداً في ظل هذه المؤامرة !! بالفعل كأنها كما أقول .. كيف لنا أن ننهض من هذا السبات الطويل والذي أضرنا وأعاق تقدمنا ...
من لم يكن له تاريخ .. فلن يستطيع أن يفهم ماهو المستقبل .
vBulletin® v3.8.8 Alpha 1, Copyright ©2000-2025, vBulletin Solutions, Inc Trans by mbcbaba