أبوس
31-01-08, 03:28 pm
حسبُ هذا الزمنِ مفخرةً التفسيرُ العظيمُ ، لفضيلةِ الشيخ / عائض القرني . فهو تفسيرٌ بلغَ من الإحكامِ مبلغًا ، وغاصَ على الدُّرَرِ والجواهرِ ، وكشفَ الغامضَ ، وفضَّ الأغلاقَ . يدلّك على فضلِه ذيوعُه في الناسِ ، وكثرةُ ما بيعَ منه ؛ فلو رآه الطبريُّ ، والقرطبيُّ ، وابنُ كثيرٍ ، لتمنّوا أنْ لم يكونوا ألّفوا كتبَهم . وأنتَ يابنَ عاشور ، إخالُك لو أبصرتَ هذا التفسيرَ لندمتَ على أن كتبتَ تفسيرَك في أربعينَ سنةً ؛ فها هو ذا الشيخ عائضٌ أتَى ببدائعَ ، وروائعَ لم تستهلِك منه إلا لياليَ وأيّامًا ، وأنت أنفقتَ عمرَك في ذلك !
وقد فتشتُ في هذا الكتابِ العظيمِ ، فوقعتُ على تفاسيرَ لآياتٍ من القرآنِ الكريم في غايةِ الإيضاحِ والإفهام ، أحببتُ أن أنقلَ لكم شيئًا منها :
1- منها تفسيرُ قولِه تعالى : (( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدًا )) [ الكهف : 4 ] ، قالَ الشيخ : ( ويخوف القرآنُ الكفارَ ، ويحذّرهم عذابَ الله وغضبَه ، وهم القائلون بأن لله ولدًا ، تعالى عن ذلك وتقدّس وتنزّه ) .
2- وقولِه : (( وأعوذ بكَ ربِّ أن يحضرونِ )) [ المؤمنون : 98 ] ، قالَ الشيخ : ( وأحتمي بك يا ربِّ أن يحضر الشياطين شيئًا من أموري فيفسدوها عليَّ ) .
3- وقولِه : (( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )) [ النور : 24 ] ، قال الشيخ : ( يوم القيامة تشهد عليهم ألسنتهم بما قالت من البهتان ، وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما فعلت من العصيان ) .
4- وقولِه : (( كم تركوا من جناتٍ وعيونٍ )) [ الدخان : 25 ] ، قالَ الشيخ : ( كم ترك فرعون وقومه بعد هلاكهم من بساتينَ خضرٍ وحدائق غناء ، وعيون جارية بالماء ) .
5 - وقوله : (( قالوا وهم فيها يختصمون )) [ الشعراء : 96 ] ، قال الشيخ : ( قال الفجار الكفّار في النار وهم مختلفون في ما بينهم يتنازعون أمرهم ) .
غيرَ أنه قد أشكلَ عليَّ مواضعُ التفسيرِ في هذه الآيات ، وتحيّرتُ في تطلُّبِها أيَّ تحيّرٍ ؛ فالشيخ لم يزد على أن عمَد إلى كلام الله تعالى المعجِز البديعِ ، فحلَّ نظمَه ، وصاغَه بأسلوبِه ، فسلبَه بذلك جمالَه ورونقَه !
في المثالِ الأوّلِ مثلاً لم يتبينْ لي حتى الآنَ موضعُ التفسيرِ ! ربما هو قولُه : ( تعالى عن ذلك وتقدس وتنزه ) ! ومثلُ هذا المثال الثاني ، والثالث !
وفي المثال الرابعِ ودِدتّ من الشيخ أنه تركَ الآيةَ من غيرِ تفسيرٍ ؛ فقولُ الله تعالى : (( جنات )) أجملُ وأوضحُ وأقلّ حشوًا من قوله : ( بساتين خضر وحدائق غناء ) ! وهل يجادلُ في هذا أحدٌ ؟!
وفي المثال الخامس انتهيتُ بعد طول تخمينٍ إلى أن التفسير هو قوله : ( الكفار الفجار ) !
وسأقيمُ مسابقةً بين الأعضاءِ ؛ أيّكم يأتيني بموضع التفسيرِ في الآياتِ الخمسِ ؛ وأنا أقصد التفسيرَ المعروفَ عند العلماءِ ، والذي له أصولٌ ، وشروطٌ لا يستطيعُها كلُّ متطاولٍ ، ولا أريدُ الخواطرَ المنثورةَ ؛ فإن جدّتي تقدر على مثلِها ، وأحسنَ منها !
هاتوا لي ذلك !
ختامًا ، أهنئ أمتنا بهذه المؤلفاتِ العظيمةِ التي أزرت بما صنع الأقدمونَ ، ولا سيما أن التفسير الآنَ أصبح أسهلَ شيءٍ يحاولُه المرءُ ؛ فلم يعد مقصورًا على العلماء الراسخينَ ، ولم يعُد يحتاجُ إلى أربعين سنةً أو نحوِها ؛ بل أصبح في متناوَل كلّ أحدٍ ، وأصبحَ لا يحتاج إلى أكثرَ من بضعةِ أشهرٍ فقط ، ويكون في المطبعةِ ، ثم لا تسل بعد ذلك كم من الناسِ سيشتريهِ ، لأنّ الناسَ أكثرهم لا يعقلون !
أبوس
20 / 1 / 1429 هـ
وقد فتشتُ في هذا الكتابِ العظيمِ ، فوقعتُ على تفاسيرَ لآياتٍ من القرآنِ الكريم في غايةِ الإيضاحِ والإفهام ، أحببتُ أن أنقلَ لكم شيئًا منها :
1- منها تفسيرُ قولِه تعالى : (( وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدًا )) [ الكهف : 4 ] ، قالَ الشيخ : ( ويخوف القرآنُ الكفارَ ، ويحذّرهم عذابَ الله وغضبَه ، وهم القائلون بأن لله ولدًا ، تعالى عن ذلك وتقدّس وتنزّه ) .
2- وقولِه : (( وأعوذ بكَ ربِّ أن يحضرونِ )) [ المؤمنون : 98 ] ، قالَ الشيخ : ( وأحتمي بك يا ربِّ أن يحضر الشياطين شيئًا من أموري فيفسدوها عليَّ ) .
3- وقولِه : (( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )) [ النور : 24 ] ، قال الشيخ : ( يوم القيامة تشهد عليهم ألسنتهم بما قالت من البهتان ، وتتكلم أيديهم وأرجلهم بما فعلت من العصيان ) .
4- وقولِه : (( كم تركوا من جناتٍ وعيونٍ )) [ الدخان : 25 ] ، قالَ الشيخ : ( كم ترك فرعون وقومه بعد هلاكهم من بساتينَ خضرٍ وحدائق غناء ، وعيون جارية بالماء ) .
5 - وقوله : (( قالوا وهم فيها يختصمون )) [ الشعراء : 96 ] ، قال الشيخ : ( قال الفجار الكفّار في النار وهم مختلفون في ما بينهم يتنازعون أمرهم ) .
غيرَ أنه قد أشكلَ عليَّ مواضعُ التفسيرِ في هذه الآيات ، وتحيّرتُ في تطلُّبِها أيَّ تحيّرٍ ؛ فالشيخ لم يزد على أن عمَد إلى كلام الله تعالى المعجِز البديعِ ، فحلَّ نظمَه ، وصاغَه بأسلوبِه ، فسلبَه بذلك جمالَه ورونقَه !
في المثالِ الأوّلِ مثلاً لم يتبينْ لي حتى الآنَ موضعُ التفسيرِ ! ربما هو قولُه : ( تعالى عن ذلك وتقدس وتنزه ) ! ومثلُ هذا المثال الثاني ، والثالث !
وفي المثال الرابعِ ودِدتّ من الشيخ أنه تركَ الآيةَ من غيرِ تفسيرٍ ؛ فقولُ الله تعالى : (( جنات )) أجملُ وأوضحُ وأقلّ حشوًا من قوله : ( بساتين خضر وحدائق غناء ) ! وهل يجادلُ في هذا أحدٌ ؟!
وفي المثال الخامس انتهيتُ بعد طول تخمينٍ إلى أن التفسير هو قوله : ( الكفار الفجار ) !
وسأقيمُ مسابقةً بين الأعضاءِ ؛ أيّكم يأتيني بموضع التفسيرِ في الآياتِ الخمسِ ؛ وأنا أقصد التفسيرَ المعروفَ عند العلماءِ ، والذي له أصولٌ ، وشروطٌ لا يستطيعُها كلُّ متطاولٍ ، ولا أريدُ الخواطرَ المنثورةَ ؛ فإن جدّتي تقدر على مثلِها ، وأحسنَ منها !
هاتوا لي ذلك !
ختامًا ، أهنئ أمتنا بهذه المؤلفاتِ العظيمةِ التي أزرت بما صنع الأقدمونَ ، ولا سيما أن التفسير الآنَ أصبح أسهلَ شيءٍ يحاولُه المرءُ ؛ فلم يعد مقصورًا على العلماء الراسخينَ ، ولم يعُد يحتاجُ إلى أربعين سنةً أو نحوِها ؛ بل أصبح في متناوَل كلّ أحدٍ ، وأصبحَ لا يحتاج إلى أكثرَ من بضعةِ أشهرٍ فقط ، ويكون في المطبعةِ ، ثم لا تسل بعد ذلك كم من الناسِ سيشتريهِ ، لأنّ الناسَ أكثرهم لا يعقلون !
أبوس
20 / 1 / 1429 هـ