تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الــروايات المـلـكـيـة


الناقد1
10-06-07, 02:03 pm
الــروايات المـلـكـيـة

بداية قراءتي لهذا النوع النادر من الروايات ، كانت عبر رواية( السجينة ) لمليكة أوفقير والتي تقول عنها أنها ( سيرة مليكة أوفقير ، ( وعائلتها ) ، من " الحرية " خلف أسوار البلاط الملكي المغربي إلى " الحرية " بعد عشرين عاماً من شتى ألوان الاعتقال )

لقد كشفت لي تلك الرواية وجهاً من حياة البلاط الملكي في المغرب ، وبروتوكولاته ، وطريقة العيش تحت كنفه حتى أني جلست ليالي وأياماً أتمعن الحياة الملكية ، وأتخيل تلك النظرة الساذجة التي تنظر إلى قصور الملوك على أنها مراتع الدعة والراحة والترف ، وما علموا هم الحمل الذي تنوء به أكتافهم ، وتتعب في تسييره عقولهم المتعبة دائماً ، والمهمومة بهم المحافظة على هذا الحكم وتلك السلطة
وإذا كان رجل الأعمال يوصف بالشقاء لكثرة مشاغله وهموم ماله التي لاتنقضي ، فإن من يدير إمبراطورية ملكية هو بكل تأكيد شقي غاية الشقاء بالمسئوليات العظام التي أثقل بها كاهله
خصوصاً إذا كان وريثاً كما في الحياة الملكية ، حيث يصنع ويؤطر في إطار السلطة

بعد تلك الرواية تناءى إلى مسمعي أن هناك رواية لأحد أبناء الملك سعود ، فاجتهدت في البحث عنها حتى استطعت الحصول على نسخة الكترونية منها ، فلما قرأتها شاهدت فيها بعضاً من هموم القصور " شبه معدومة الظهور لدينا " ، و حديثه عن مرحلة متأخرة من عهد الملك عبدالعزيز وعهد الملك سعود " رحمهما الله " ، وكيف كان وقع وفاة الملك عبدالعزيز على الناس ، وتذكرت في هذا حديث والدي حيث يتذكر يوم رحيل الملك عبدالعزيز ، وكيف أن كثير من الناس لم يكد يصدق رحيل الإمام الذي أمنوا بعهده ، وأحسوا لأول مرة منذ زمن بعيد بالأمن في تلك المنطقة المضطربة ، وفي هذا يقول والدي " حفظه الله " : لما تناقل الناس خبر وفاة الملك عبدالعزيز وصل الخبر إلى جدي ، فحزن حزناً شديداً واغتم أيما غم ، يقول والدي فقلت مروحاً عن نفس أبي : يا بيي عيال عبدالعزيز 1000 أقرب واحد يسد كرسيه ، يقول والدي فزدت هم أبي هما ، وكربه كربا فقال جدي لأبي : إيييييييه هذا ردك الله يخلف علي بس اللي هذا قولك :)
ياولدي أنت بديرة وضعها مضطرب وأغلب أهله جهل وباديه ، ولله لولا الله ثم عبدالعزيز ان ياخذون اللي ببطنك
يقول والدي وبعد أسابيع قليلة ، تذاكر الناس أن هناك لصوصاً من البادية على طريق الحجاز يسرقون السيارات المحملة بالأرزاق والخيرات ، يقول فلما كثر هذا الفعل .... قال الملك سعود بحزم : اللي تمسكونه منهم وتثبت سرقته لمافي السيارات حطوا راسه ثالث رجليه ، ولاتحاكموهم ، أنا قاضيهم !
يقول والدي ، فأمسكوا بعضاً منهم وأعدموهم ، فاختفت تلك الظاهرة ولم نعد نراها
أستطرد في قصة والدي تلك كذكرى والذكريات تستنطق بال الإنسان ، فيراها مهمة وجميلة :) ، حتى ولو رآها البعض شيئاً من اللغو والعبث ، ولكني أرى في هذه القصة " كما في مجمل الرواية " جانباً خفياً ومشاعر للذكريات قد لايدركها كل قارئ بكامل أبعادها
نعود إلى الرواية التي كشفت كثيراً من حقائق تلك المرحلة المغيبة ، حيث يكشف الدكتور الأمير سيف الإسلام بن سعود ذكريات وحقائق قصر الملك سعود وفترة حكمه التي تركها خلفه فيها صفحات تبرق بالنور والاشراق ، وصفحات عليها غبرة من كد الآلام وكدر المعاناة ، وإن كنت ذهلت لبعض السلبيات " التي وصم بها التاريخ عهد الملك سعود " ، إلا أنني تفائلت كثيراً بصلاح بلاطنا الملكي ، قياساً بالبلاط المغربي ، وإن كان البون شاسعاً بين البلاطين ، إلا أن بهرج السلطة ، ولمعان تاج الملك يفعلان فعلهما بالجبال الراسية ، فكيف بنفس ضعيفة كالنفس البشرية ؟!
لاحظت في قصر وصم " بالترف " قياساً ببقية قصور آل سعود ، كيف التمسك بالقيم الإسلامية داخل هذا القصر ، وكيف المحافظة على أدق تفاصيل العادات النجدية والقيم الدينية معاً ، لقد شكرت الله كثيراً أن وهب لي تلك النافذة التي حولت ظنوناً كان تحوم في خيالي ، إلى يقين بضدها ، وقطع بأننا بيد حكام هم من طينتنا ، وإن غير " ضرورة " بريق السلطة بعضاً من شكليات وألوان تلك الطينة
في تلك الرواية تحدث عن المسكوت عنه في كل شيء ، ابتداء بالرق الذي تشابهت فيه " أم مقرن " والدة سيف الإسلام ، ومليكة أوفقير مروراً بقصر سلطان عمان فقصر ابن جلوي في الاحساء وانتهاء بالسلطة وروتين حياة القصور ، وطبيعة اللقاءات التي لايطلع عليها عامة الشعب ، وبدايات اكتشاف النفط ، ووفاة الملك عبدالعزيز وماصاحبها ، وعهد الملك السعود ، ونهاية عهده المؤلمة ، والتي كنت أرى أن وهن الملك سعود ومرضه أحد أهم أسبابها ، إضافة إلى التداعيات الدولية التي كانت تحتاج لحازم بدرجة الملك " البتار " فيصل
أشياء كثيرة يطول الحديث عنها تتناولها تلك الرواية الملكية النادرة " قلب من بنقلان "
وكذلك اطلع نظري على رواية " الكنز التركي " ورواية " طنين " ، لهذا الأمير الروائي المبدع د/ سيف الإسلام بن سعود
السؤال الذي بات يدندن في ذهني
هل سنرى روايات أو سير تتحدث مستقبلاً عن أدق تفاصيل ما جرى أو يجري في القصور الملكية السعودية
هل سنرى شخصاً يتحدث مثلاً عن الملك فيصل من داخل قصره ، وكيف كان مثلاً وضع الملك من الداخل
حينما أوقف " مثلاً " تصدير النفط عام 1973م أو خلال النكسات العربية المتتالية ، وكيف كان الملك خالد مثلاً في حياته ، وكذلك ابوفيصل رحمه الله ، وغيرهم من اللاحقين إن شاء الله
وليس بالضرورة أن يكون الراوي أميراً ، بل يكفي أن يكون معايشاً ومعاصرا لتلك الأحداث
وفي إطار أعم ، أتسائل إن كان لدى أحد من الزملاء روايات تتناول جانباً من حياة القصور ، أكانت رئاسية أم ملكية " خصوصاً أن الرئاسية في بلادنا نحن بني يعرف هي ملكية توارثية بحته :) " ، فليفدنا بعناوينها ومؤلفيها مشكوراً ، فيبدو أني مع ولع وعشق قادم للنمط " الملكي " من الروايات

مواضيع ذات صلة

قراءة في رواية [ السجينة ] لمليكة أوفقير ... للأخ أبومحمد النجدي (http://www.buraydahcity.net/vb/showthread.php?t=57275)

قلب من بنقلان (http://forum.buraydh.com/showthread.php?t=114033)

دمتم بخير

قصمنجيه
10-06-07, 03:37 pm
أهلاً بالناقد ...

كثر الحديث عن كتاب بن بنقلان حملته و لم اشأ قراءته ... أتمنى أن أحصل عليها ككتاب ورقي ..

عمومًا نرجع لميلك لهذا النوع من الروايات, أو أدب السيرة كما يطلق عليه
فإن هناك كتاب ( مذكرات أميرة عربية ) أظنه سيعجبك , فهو مذكرات لأميرة عمانية, عاشت في القرن التاسع عشر , هربت من القصر مع تاجر الماني ... و تزوجت منه و قيل بإنها أعتنقت المسيحية ,أسمها (سالمة سعيد) ثم تحول إلى ( اميلي)
توفي زوجها بعد فترة قصيرة _أربع سنوات تقريبًا_ مخلفًا وراءه إضافة لها, ثلاث أطفال ..ثم تبدأ الحياة من الصفر .و تواجه صراع بين الحنين لأهلها و لعيشة الرغد , إلى الواقع المرّ و الحياة الصعبة ..أشتغلت بعدة أماكن ثم ما تلبث أن تغادر نتيجة كبريائها, و كثرة الفضوليين حولها ... بعدما تأزم وضعها و أعتلت صحتها من الكدر طالبها المقربين منها كتابة مذكرات لـ النشر رفضت في البداية النشر ... و أكتفت بكتابتها لأطفالها لتسرد لهم سبب مجيئها, و كيف كانت عيشتها الأولى.. هذا مقطع من المقدمة :
(مرت 9 سنوات منذ ان سجلت هذه الافكار .. كتبت شيئا عن حياتي لأطفالي الذين لا يعرفون اصولي اكثر من انني عربية وانني انحدر من زنجبار .. كنت يومذاك منهكة جسديا ونفسيا .. ولم اعتقد انه يمكن ان اعيش من اجلهم حتى يكبروا لا استطيع ان احدثهم عن تقلب مصيري وذكريات صباي ..لذلك قررت ان اكتب لهم تجاربي .. قمت بهذا بمحبة كبيرة وتفان .. فعلته حقا لأطفالي الغاليين الذين عزاني حنوهم في السنوات العصيبة .. ولم تنضب مشاركتهم العميقة في همومي التي كثيرا ماكاننت ثقيلة ..) طبعًا هي لم تمت إلا في سن متأخرة ...

في الكتاب تقرأ بشكل مكثف الحنين للأرض , فهي لا تلبث أن تثنيء على أهلها و تحن إليهم,
و تصف وصف دقيق حياة الملوك و طقوس معيشتهم .. و العادات الشرقية في الضيافة و النوم و الأكل , و العلاقة بين الرجال و النساء كيف تكون نتيجة الأصول العربية ..
و استعراضها للعبادات الأسلامية
الكتاب جدًا ممتع ... لن تندم أبدًا على قراءته ...

من المفارقات العجيبة فقد قرأت بأنه في الجيل الثالث من أبناء والدها الملك بعد عقود وفد إلى المانيا لزيارة رسمية , فألقى الكلمة أمامه باللغة العربية أحد أحفادها من الجيل الثاني ..!!




.

الكبري
11-06-07, 01:57 am
الحياة الملكية تتسم بكثرة الأحداث ،

مما يضيف للرواية ثراء روائياَ ،

كما أن العقد تكون متتالية وبحجم مثير يشد القارئ للمتابعة ،

لكن مع كل ذلك تحتاج لروائي متمكن لايسقط نفسه في التحليل النفسي والإجتماعي

حتى لاتتسم روايته بالإنقطاع الروائي ،

تحياتي

الزنقب
11-06-07, 03:37 am
كاتب النص : تحية طيبة وبعد ..

أريد أن أقف أكثر من وقفة على ماسطرته يداك

الوقفة الأولى :

بعد عشرين عاماً من شتى ألوان الاعتقال

المعاناه بدأت 1972 م حتى عام 1991 م أي 18 عاماً من شتى ألوان الاعتقال

لقد كشفت لي تلك الرواية وجهاً من حياة البلاط الملكي في المغرب ، وبروتوكولاته ، وطريقة العيش تحت كنفه حتى أني جلست ليالي وأياماً أتمعن الحياة الملكية

الرواية قيمتها و حضورها القوي كان بسبب الحديث عن السجون بشكلٍ عام بوصفه
أدبًا أصبح له بروز في الآونة الأخيرة،فالسجن لم يعد مجرد منفى يسلبُ الهوية ويقتل الآمال،
أو إيذانًا بانتهاء أحقية الحياة الرفيعة، والغرق في دهاليز الضياع والنبذ من المجتمع،
لكنه أصبح مصنعًا للطموحات وللحب أيضا .

وهذا الشيء أثار عاطفة الكثير...

في تلك الرواية تحدث عن المسكوت عنه في كل شيء ، ابتداء بالرق الذي تشابهت فيه " أم مقرن " والدة سيف الإسلام ، ومليكة أوفقير مروراً بقصر سلطان عمان فقصر ابن جلوي في الاحساء وانتهاء بالسلطة وروتين حياة القصور ،

هنا تحاول أن تجمع بين الروايتين من وجه ضيق جداً
فمليكة أوفقير
قصة معاناة فتاة منذ طفولتها نسجت حياتها من النعيم إلى الجحيم ...
أما أم مقرن
الطفلة البلوشية التي وقعت بيد من يتاجر بالبشر ويبيعهم لجده الملك
عبد العزيز والمعاناة الشخصية لامرأة مسلمة حرة تحولت
الي جارية ومن ثم ام لطفل

وكأنك تحاول أن تقول :

أن الروايتين عبارة عن قصة واقعية يتجسد في ثنايهما سرد تاريخي لأحداث حقيقة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ

الناقد1
11-06-07, 01:04 pm
العزيزة قصمنجيه
لقد فتحت لي نافذة مهمة ، سأجتهد في طلبها ، كما أجتهد في شكري وامتناني لك على هذه النبذة الرائعة التي زادت شوقي الى قراءتها
انما نصيحتي ثم نصيحتي أن تطلعي على هذه الروايات وتمحصيها حرفاً حرفا فهي غااااية في الأهميه
شكراً لعبق الابداع الذي خلفه مرورك من هنا

الصديق العزيز الكبري
الملكية تتسم بكثرة الأحداث وكذلك أهميتها ، كونها مرتبطة بالشعوب
وأرى سيف الاسلام روائي متمكن من ذاته وادواته ، لذا هو أخرج لنا هذه الرائعة ومن قبلها طنين و الكنز التركي
صديقي
لقد أضفت للموضوع ثراء ابداعيا


الزنقب " كاتب التعليق "
تحية عبقة بعبق مرورك

الوقفة الأولى
أن يدي حفظك الله لم تسطر
بعد عشرين عاماً من شتى ألوان الاعتقال

بل نقلت بالنص ماسطر خلف رواية السجينة في طبعة ، دار الجديد في بيروت والتي ترجمتها غاده موسى الحسيني الطبعة عام2000 لذا فأنا قلت :
رواية( السجينة ) لمليكة أوفقير والتي تقول عنها أنها ( سيرة مليكة أوفقير ، ( وعائلتها ) ، من " الحرية " خلف أسوار البلاط الملكي المغربي إلى " الحرية " بعد عشرين عاماً من شتى ألوان الاعتقال )


وعموماً وإن كنت نقلته نصاً من الرواية ، إلا أن الحق كماذكرت أخي الكريم أنها لاتكمل العشرين ... فالجنرال محمد اوفقير
، حاول اغتيال الحسن الثاني ففشل الانقلاب وأعدم الرجل فوراً ، ثم انتقلت عائلته لمرحلة السجن والتيه ، وكان ذلك يوم 16 أغسطس عام 1972 واستمرت العائلة رهن الاعتقال حتى أطلق سراحهم في منتصف فبراير 1991
ولكن يبدو أنهم وضعوها تقريبية أو لهدف لاأعلم مقتضاه

الوقفة الثانيه
الرواية قيمتها و حضورها القوي كان بسبب الحديث عن السجون بشكلٍ عام بوصفه
أدبًا أصبح له بروز في الآونة الأخيرة،فالسجن لم يعد مجرد منفى يسلبُ الهوية ويقتل الآمال،
أو إيذانًا بانتهاء أحقية الحياة الرفيعة، والغرق في دهاليز الضياع والنبذ من المجتمع،
لكنه أصبح مصنعًا للطموحات وللحب أيضا .

وهذا الشيء أثار عاطفة الكثير...


قد أخالفك في هذا أخي الكريم
فالرواية قيمتها الحقيقية كانت في من المسجون " عائلة " وعائلة من ؟
الجنرال محمد اوفقير الرجل الثاني في النظام يومها !
ثم إن الرواية طالما أنه تم تصنيفها ضمن أدب السجون ، يجب ألا ننسى أن من كتب الرواية هي الروائية الفرنسية ميشيل فيتوسي " حتى لانهضمها حقها " وحتى نضع الرواية في مكانها الصحيح " فالأديب الروائي ليس هو السجين "
أما أدب السجون فبروزه لم يكن في الآونة الأخيرة ، وإنما منذ العصور الأولى ، فالتنكيل بالأدباء وتعذيب المثقفين له نماذج قديمة
ولعلك هنا أثرت الشجون في الحديث عن أدب السجون ، فاسمحلي بالاستطراد في قصة من أدب السجون قديماً يرويها بطل تلك المأساة ، الشاعر أبوالعتاهية ، يقول :
( لما امتنعت من قول الشعر، وتركته، أمر المهدي بحبسي في سجن الجرائم، فأخرجت من بين يديه إلى الحبس.
فلما أدخلته دهشت وذهل عقلي، ورأيت منظرا هالني.
فرميت بطرفي أطلب موضعا آوي فيه، أو رجلا آنس بمجالسته، فإذا أنا بكهل حسن السمت، نظيف الثوب، تبين عليه سيماء الخير، فقصدته. فجلست إليه من غير أن أسلم عليه، أو أساله عن شئ من أمره، لما أنا فيه من الجزع والحيرة.
فمكثت مليا، وأنا مطرق مفكر في حالي، فأنشد الرجل:
تعودت مس الضر حتى ألفتـــــــــه *** وأسلمني حسن العزاء إلى الصبــر
وصيرني يأسي من الناس واثقــــا *** بحسن صنيع الله من حيث لا أدري

قال: فاستحسنت البيتين وتبركت بهما، وثاب إلي عقلي، فأقبلت على الرجل، فقلت له: تفضل أعزك الله بإعادة هذين البيتين.
فقال لي: ويحك ياإسماعيل - ولم يكنني - ما أسوأ أدبك، وأقل عقلك ومروءتك! دخلت، فلم تسلم علي تسليم المسلم على المسلم، ولا توجعت لي توجع المبتلي للمبتلي، ولا سألتني مسألة الوارد على المقيم، حتى إذا سمعت مني بيتين من الشعر الذي لم يجعل الله فيك فضلا ولا أدبا، ولا جعل لك معاشا غيره، لم تتذكر ما سلف منك فتتلافاه، ولا اعتذرت مما قدمته، وفرطت فيه من الحق، حتى استنشدتني مبتدئا، كأن بيننا أنسا قديما، أو معرفة سالفة، أو صحبة تبسط المنقبض.
فقلت له: تعذرني متفضلا، فإن ما دون ما أنا فيه ما يدهش.
فقال: وأي شئ أنت؟ أنت إنما تركت قول الشعر الذي كان به قوام جاهك عندهم، وسببك إليهم، فحبسوك حتى تقوله، وأنت لا بد أن تقوله، فتطلق. وأنا يدعى بي الساعة فأُطالب بإحضار عيسى بن زيد، وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن دللت عليه، لقيت الله عز وجل بدمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمي فيه، وإن لم أفعل قُتلت، فأنا أولى بالدهش والحيرة منك، وأنت ترى احتسابي وصبري!
فقلت: يكفيك الله عز وجل، وأطرقت خجلا منه.
فقال لي: لا أجمع عليك التوبيخ والمنع اسمع البيتين، واحفظهما، فأعادهما علي مرارا حتى حفظتهما
ثم دعي به وبي، فلما قمنا قلت له: من أنت أعزك الله؟
قال: أنا حاضر، صاحب عيسى بن زيد.
فأدخلنا على المهدي، فلما وقفنا بين يديه قال له:
أين عيسى بن زيد؟
قال: من يدريني أين عيسى بن زيد، طَلَبْتَه وأخفْتَه فهرب منك في البلاد وأخذتني فحبستني، فمن أين أقف على موضع هاربٍ منك وأنا محبوس؟
قال له: فأين كان متواريا، ومتى آخر عهدك به، وعند من لقيته؟
قال: ما لقيته منذ توارى، ولا أعرف عنه خبرا.
قال: والله لتَدُلَّني عليه أو أضرب عنقك الساعة!!
فقال: اصنع ما بدا لك، أنا أدلك على ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقتله، وألقى الله عز وجل ورسوله، وهما مطالبان لي بدمه؟! والله لو كان بين جلدي وثوبي ما كشفت عنه.
فقال: اضربوا عنقه!
فقُدٍّم فضربت عنقه من ساعته.
ثم دعاني، فقال: أتقول الشعر، أو ألحقك به؟!!
قلت: بل أقول الشعر
قال: أطلقوه...)
( من كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي )



هنا تحاول أن تجمع بين الروايتين من وجه ضيق جداً
فمليكة أوفقير
قصة معاناة فتاة منذ طفولتها نسجت حياتها من النعيم إلى الجحيم ...
أما أم مقرن
الطفلة البلوشية التي وقعت بيد من يتاجر بالبشر ويبيعهم لجده الملك
عبد العزيز والمعاناة الشخصية لامرأة مسلمة حرة تحولت
الي جارية ومن ثم ام لطفل

وكأنك تحاول أن تقول :

أن الروايتين عبارة عن قصة واقعية يتجسد في ثنايهما سرد تاريخي لأحداث حقيقة


نعم كماقلت أخي العزيز حاولت الجمع هنا من وجه ضيق جدا " قياساً بأحداث الروايتين "
ولكني وبحكم أن الموضوع ( الــروايات المـلـكـيـة ) فقد اردت ربط معاناة ساكني القصور الملكية أولئك .. بالرق الذي تمثل في تبني الملك لمليكة التي تذكر في الرواية أن التبني كان عادة سائدة في القصر ، ولكنها كانت تسري على الأطفال الفقراء والأيتام !!
ولماذا هذا التبني ؟
ولماذا انتزعوها من حضن امها ؟
كل هذا كان لعيون ( للا مينا ) التي استقرت معها في فلة ياسمينة " مقر للا مينا " لتسامرها وتؤنس وحدتها تحت عين الرقيب المتمثل في المربية " جان ريفل " !

ومع هذا هي " مليكة " تقول :
كنت أنظر إلى العالم من خلال زجاج السيارات الفارهة التي كانت تقلنا من قصر إلى آخر ، لم أكن أعرف من أنا ، ومن أكون ، وإلى أي مكان أنتمي ؟
كنت أشعر بغربة دائمة تخنقني وتحول حياتي إلى جحيم لايطاق

لتلك القواسم وغيرها ولضرورة المقال جمعت بين الروايتين من هذا الوجه
ولعل في الروابط التي وضعتها في الموضوع الأصلي من التعليقات على الروايتين مايكفي ، وقد طرحت بشكل مفصل

تشرفت بتواجدك أيها الكريم

دمتم بود

الناقد1
13-06-07, 06:57 pm
وقد تكرم مشكوراً الأخ عنيزاوي علي بنسخة ورقية لرواية " قلب من بنقلان " ، وهي موجودة لدى أحد محال التصوير فمن أرادها فليرسل رسالة خاصة

دمتم بخير