بسم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير
اولا اشكر الاخ القلم الجاد على تنبيهي للمسابقه التي كنت احب المشاركه فيها
ولكن لم يسعفني الوقت
ولكن انشر القصه هنا
واتمنى تعجبكم
القصه بعنوان
((الارهابي الهارب))
حين أبصرت عينيه المسكونتين بالرعب
ووجهه المغمور بنافورة من دم، وجسمه المغطّى بمساحة واسعة من الشحوب
.. كان يتلمس طريقه بين أشجار البرتقال وقد أنهكه الإعياء.
. يقتلع قدميه من لُجة الرمل بصعوبة بالغة ففاجأتُه بالوقوف أمامه وبادرته بالسؤال
من انت؟ كانت عيناه الجاحظه
ستخرج من وجهه
كانت مخيفه وكان الظلام يعكس عبوس هذا الرجل
وتعابير وجهه التي لاوصف لها
كانت تتوالى الافكار في ذهني من اين خرج من بين اشجار المزرعه
هل انا احلم
مااللذي اخرجني في هذه الليله لماذا لم استمع الى كلام والدتي
وان لا ابتعد عن سور المنزل
لماذا زرعت في ذهني وقلبي ان لليل سحره والهدوء من سماته
لم اكن ادري ماذا علي فعله هل اصرخ باعلى صوتي؟
وهل ستخرج الصرخات من بين شفتي كم كانت الافكار تتزاحم في ذهني
وكم كنت خائفه
نعم خائفه
ربما عيناي كانت تبحث عن حجر قريب
كي ارمي به على وجهه ولكن لم اكن استطيع الحراك
سبق سكون الليل حديث يخرج من بين الاشجار
لاتتحرك
قف مكانك
كنت افكر هل يراني اسابق الريح كي يقول مايقوله؟
كنت احاول اقناع نفسي باني احلم وسأستيقظ بعد قليل
وهذا ماجعلني اكون ثابته ومتسلحه بقوه
لا اعلم من اين اتتني
نعم كان الله معي وايماني سلاحي
هل سيفتقدوني؟
ويخرجون للبحث عني ياالله انه يوم عصيب
اقترب الرجل مني وانا مازلت في مكاني
انتظر
خرج من بين الشجر
وسقطت مع خروجه كم ثمره من ثمرات البرتقال
ومع صوت سقوط البرتقال تزداد دقات قلبي خوفا وفزعا
ومع تكسر الاغصان تحت قدمي هذا الرجل
تزدادانفاسي تسارعا
هل يملك قذيفه اربي جي وسيقتلني
لا ادري لماذا
اعتقدت او رسمت صوره ارهابي هارب
لم اعد اعرف
فلقد كانت الاحداث من حولنا ونشرات الاخبار
مخيفه فربطت الحادثه التي انا في وسطها باني احدى ضحايا الارهاب
وسالقى مصير سيئ
اكيد ماكان يدور في راسي غريب؟
ولكن كان واقع في حينه
لا ادري ولكن وجودنا في المزرعه في عطله نهايه الاسبوع اخافني
ورسم لي الاحداث مع وجود هذا الرجل المخيف
لابد من وجود الامن ولابد انهم يبحثون عن هذا الهارب
الارهابي
اقترب الرجل وبانت ملامحه وضعت طرف غطاء الرأس على راسي
ولم استطع ان ارفع راسي او ان انظر الى هذا اللذي اقترب مني
فقط توقفت في مكاني بلا حراك
انتي ماذا تفعلين في هذا الوقت هنا؟
لم استطع الكلام
اعاد حديثه
انتي معك احد ام لوحدك؟
نعم معي اخي ذهب لاحظار الماء وهو قادم
لا ادري كيف خرجت الكلمات من فمي
اسمعي
اجاب بصوت اجش من بين اهات مكتومه
اياك ان تتكلمي عند عودته واخرج من اسفل حزام كان يحيط به مسدس صغير
اعتقدت ولوهله
اني اشاهد احد الافلام
او انني اتابع احد المسلسلات لم اكن اصدق عيني
اعتقدت اني في حلم واحتاج الى من يقوم بهزي لكي يوقضني
للاسف
اني في واقع مرير
انه فعلا احد الفارين انه ارهابي
ماالذي افعله هنا
لم يكن تفكيري ينصب على مصيري فقط
ولكن كنت افكر في اهلي في المنزل
هل هناك اخرون فارون؟
كنت افكر هل هو ملاحق؟ هل الامن قريبون؟
ارجوا ان لا اصاب بمكروه ماللذي يحصل لي
ليتني سمعت كلام اخوتي وامي وجلست معهم اقضي ساعات الليل في مشاهده احد الافلام
مااللذي سيطر علي للخروج في هذه الليله المقمره
فعلا انها مقمره!!
خرجت من بين شفتي تنهيده
كنت افكر
صرخ في وجهي هذا الارهابي
لم اعد ادري ماللذي سيحصل
انتي تكذبين انتي لوحدك هنا؟ اسمعي كم شخص في المنزل
هناك؟
لم استطع الحديث
دفعني من كتفي على الارض فسقطت
وسقط غطاء راسي وانتثر شعري على وجهي
لم استطع كتم قهري فلقد هتك ستر حجابي
خرجت الكلمات كالصاروخ
انت ارهابي حقير لاتعرف الله
ولن تهنى في دنياك ولا اخرتك فما تفعله لايفعله مسلم
وضع المسدس في راسي
قائلا
اسمعي مهما تقولين فلن اسمح لك بالعوده الى المنزل لوحدك فهم يبحثون عني
ويجب عليكي ان تخفيني
لا اريد ان اقوم بقتل احد هنا هل تسمعين
هل تعتقد اني سأخفيك لابد انك مجنون؟
اسمعي انتي مجنونه ان اعتقدتي انك ستنجين من بين يدي!!
هيا علينا بالخروج من بين هذه الاشجار اريد الاختفاء في منزلكم
لابد ان الامن الان بالقرب من هذه المزرعه
تحركي
اسير واحاول ان ارفع قدماي ولكن لاتقوى على السير فيدفعني امامه ويصوب علي فوه مسدسه
وانا افكر مااللذي سيحصل
لماذا نحن
وانا
وفي هذا الوقت
كم كنت غبيه
نعم غبيه
لماذا لم ادفع به بقوه وارمي بوجهه احدى الحجاره لماذا لا اقوم بخنقه الان
اقتربنا من سور المنزل
ودقات قلبي تتسارع
انقطعت افكاري مره اخرى
هيا اسرعي
كان يصرخ
وصلت لباب المنزل كان الباب مفتوح ولكنه موارى
دفعت الباب
كان اخي الصغير يلعب خلف الباب
بااحدى سياراته
وجه الحديث لي وبسرعه
اين كنتي لماذا خرجتي لوحدك كنت اريد الخروج معك سأخبر امي عنك
عندما دخل خلفي الرجل
صرخ اخي الصغير
حرامي جاء
ماما بابا حرامي
عندها صرخ في وجهه
نعم انا حرامي وسوف اكلك
عندها صرخت انا
تاكل من انت تحتاج الى من يقتلك
وسأفعل انا
ضحك هذا الارهابي ضحكه لن انساها ابدا
ركض اخي ا لصغير الى امي
يبكي ويخبرها بأن الحرامي يمسك بي
لم تستطع استيعاب الامر نهض والدي مسرعا الى خارج الغرفه
وقف امام المنظر مذهول لن استطيع وصف وجه ابي في تلك اللحظه ابدا
انه العبوس مع الغضب مع الخوف ولكن الخوف على ابنته الوحيده
بيد غريب ويصوب فوهة المسدس الى راسها
كان مشد مهول جدا ارى يديه ترتجفان ونظره موصوب على
الارهابي ومسدسه
تكلم اخيرا
انا اريد الاختباء لمده في منزلكم الشرطه تبحث عني
لا اريد حديث اكثر من العادي ابنتك تريدها سليمه فعليك التكتم على وجودي عندكم
هيا امامي
اجتمعنا في غرفه واحده
انا وامي واخي الصغير في احدى الزوايا
وابي الحبيب واخي الغالي في احدى الزوايا
لا اعلم لماذا لم نجلس بزاويه واحده كانت مشاعري متضاربه
وكنت الوم نفسي اشعر بأني السبب ولكن ماذا بيدي انه القدر
لم يسمح لنا بالخروج من الغرفه كان يرسل اخي الصغير لاحضار الماء
وجمع جوالاتنا
وكسرها امامنا واحدا تلوا الاخر
كم كنت احقد على هذا الارهابي هل هو من هنا هل هو مسلم؟
هل هذه افعال انسان يعرف الله؟
عندما كان والدي واخي يؤدون الصلاه لم يكن يشاركهم
حتى انه قام بربط افواههم لا ادري لماذا
نحن في مزرعه من سيسمع صراخنا
كانت فكره سيئه الحضور الى المزرعه في وقت
كهذا الاحداث فيه مخيفه
كنت القي اللوم على الامن اين الامن
كنت احكي لاحدى صديقاتي قبل يومين وتعالت اصواتنا
لانها خالفتني وقالت انه لا امن ولا امان الوقت اختلف
وكنت اقول لها لابد انك
جننتي
نحن بلد الامان والامن والسلام
اهات اود ان اخرجها
مكتومه في قلبي اود الصراخ على هذا الرجل واخذ ما امامي وضربه به
كيف انا واهلي بهذا الحال
وهو يستمتع بفعلته الشنيعه
انه يروع الامنين
تذكرت فلسطين والعراق لا ادري زاد شعوري بالذنب
لم يكن هكذا احساسي بالقضيه الفلسطينيه وغزو العراق
شعرت بغصه في حلقي
هل هذا هو احساس الظلم واحساسك عندما تكون مهان في بيتك وبلدك
لم اعرف على من اصب غضبي
رأيت ابي يرفع راسه ويهزه بشده
كأنه يحاول الحديث
اقترب منه الارهابي ونزع رباط فمه
تكلم والدي بصوت ثابت
ومتزن
ايه الاخ هل لك ان تدع عائلتي
وسأبقى انا معك
ضحك الارهابي ضحكه
وبصوت عالي كانه يستهزء بابي بضحكته
اخبره ابي بانه سيجري اتصال بأحد عمومتي
ليحظر لاخذنا وانه سيبقى معه
الى ان يتركه
لكنه رفض ولم يكن امامنا الا الصبر والدعاء
لله بأن ينجينا من هذه المصيبه
التي نحن في وسطها
بالطبع مر يوما العطله واليوم هو السبت
لم نذهب الى جامعاتنا ولا مدارسنا
والسبت مضى بطيئا
الاحد اعتقد ان اهلي افتقدونا
اعمامي و اخوالي
الهواتف الجواله مقفله
والمنزل لامن مجيب اين هم هل من المعقول انهم مازالوا في المزرعه دوام ابو عبد الله
والجامعه والمدارس
من غير المعقول
طبعا ارتجل عمي محمد سيارته الجيب
واصطحب معه ابنه الكبير خالد
وسارو في طريق المزرعه
طبعا مازلنا مجتمعين في هذه الغرفه التى اصبحت اكرهها
واكره وجودي هنا في هذه المزرعه
بقدر ماكنت احب الهدوء وسكون الليل
وصوت العصافير في وقت الفجر كم اصبحت اكرهها واكره رائحه البرتقال
مازلت الى يومي لا احب اكله
كم اكره طعمه
حضر عمي وابنه خالد نسمع صوت سياره دخلت الى سور المزرعه
كان يقف الارهابي امام النافذه وامسك باخي يجره كان اخي عبد الله في المرحله الثانويه كان في السنه الاخيره كان يحلم بمجموع كبير يدخله كليه الطب
كان يجره من شعره ويسحبه الى الشباك ويضع راسه امام الزجاج وبقوه
يضرب وجهه في الزجاج
يقول له هذه سياره من اجب بسرعه؟
كان يصوب
المسدس الى راسه
وكنت اتنقل بنظري الى وجه ابي ووجه اخي المسكين
كم هذا مذل ان تكون في موقف لاتستطيع فعل شي
وليس بيدك شي
ياله من موقف
كان اخي يقول لا اعرف لا اعرف
وكان يصدم بوجهه الزجاج
بقوه اكبر
ويجيبه لا اعلم لا اعلم
اجابه والدي انا اخبرك دعه
فرمى به على الارض
وسحب والدي
بنفس الاسلوب
اخبره والدي هذه سياره اخي
نزل عمي من السياره وكان الهدوء مخيم
لم يستبشر خيرا خصوصا وانه رأى سياره والدي في مكانها المعتاد
والابواب كانت مفتوحه
ذهب الى سكن العمال
فوجد الباب موارى
دفعه وكان معه خالد ابنه
دخلو الى السكن فوجدوا عمال المزرعه
في اسرتهم بلا حراك والدم يغطي سرائرهم
كان منظر مخيف
جعل عمي يصرخ في وجه ابنه
اتصل بالشرطه بسرعه
هناك امرما حصل ولا تلمس شي
بسرعه
اتصل خالد بالشرطه
وركبوا السياره وخرجوا خارج
المزرعه وقفوا خارج سورها في انتظار الشرطه
لم يستطيعو الاقتراب اكثر لسوء المنظر اللذي شاهدوه
ففضلو الانتظار
اخبر الارهابي ابي بانه سيقتل كل من في الغرفه اذا الشرطه حضرت وانه سيموت شهيد
اجابه والدي بأن افعاله لاتدل على اسلامه
فغضب وقام برفس والدي برجله
وقال له ان ايماني قوي ولا اخاف الا الله اما انتم فأتباع الشياطين
غضبت على هذا الاحمق ولم ادري ماذا افعل
لم اكن اعلم ان النار التي بداخلي
كانت نيران بصدر اخي عبد الله لم اكن اعلم انه استطاع فك قيده
ولزم الصمت والصبر الى ان سمعنا صوت مكبر الصوت
وسمعنا صوت الشرطي وهو ينادي على الارهابي
لم يجبهم الارهابي
انتظر الى ان نادوا عليه اكثر من ست مرات
ثم اجابهم بانه سيفجر المنزل بمن فيه
اذا اقتربو من المنزل اكثر
لكن كان خوفي يزداد
فلم اعد ارى سوى اخي عبدالله وهو يقفز من مكانه
مسرعا نحو الارهابي تصارع الاثنان
ومع تصارعهم قام ابي بمحاوله شجاعه بفتح الباب
ودخل احد افراد الامن لكن بعد ان تناثرت رصاصات مسدس الارهابي في كل مكان
وكان والدي يصرخ عليه ان يطلق صراحنا
وانه سيبقى معه الى النهايه فكان يجيبه بنظراته المخيفه
التى تتطاير شرركما تطاير رصاص مسدسه
او كما سموه فيما بعد رشاشه
اظطرت الشرطه الى اقتحام المنزل
رجل تلوا الاخر
وللاسف كان اخي عبدالله
ووالدي ضحايا الارهابي القاتل فلقد قتل بسببه والدي واخي
لن انسى ماحييت منظر الاقتحام واطلاق الارهابي الرصاص على كل من في الغرفه
لقد اصاب كتفي واصاب والدتي في احدى ارجلها ولكنه اخطأ فأصاب ابي في راسه واخي في صدره
لقد توفى ابي في المستشفى لكن اخي توفى في نفس وقت اطلاق الرصاصه
نعم لقد اخطأ فأصابهم بدل ان يصيب رجال الامن
ام انه لم يحسن التصويب فقرر الانتقام بأي طريقه
كانت هذه افكاري التى دارت
لكنه انتقم
فقتل كما قال من في المنزل
نعم لقد قام بقتلنا جميعا لقد توقف قلبي وقلب امي وقلب اخي الصغير عندما قتل ابي واخي عبدالله على يد ارهابي لايعرف الله كان في عقله افكار جعلته يقوم باعمال لايرضاها الله ولا الدين
اخيرا خرجت الى خارج المزرعه
في سياره الاسعاف ودموعي مازالت متحجره في عيني
ومازلت اتمتع بسمعي فأسمع صوت زقزقه العصافير
هل هي بدايتي
وانااراهم يغرسون في يدي الابره تلوا الابره
و من خلال نافذه الاسعاف اخيرا تسللت الى المكان
شظايا من الضوء الهارب عبر النافذه صوب الطريق فقادت خطاي الى خارج المكان
تلفت يمنه ويسره ثم غرست قامتى في بحر العتمه
تمت بحمد الله