لا أدري من أين أبدأ فالمسألة متشابكة ومعقدة كتعقد (الحبال ) بعضها على بعض .
الكل سمع والكل قرأ والبعض شاهد ما دار في يوم الخميس 2/12/1422هـ ــ 14/فبراير/2002 م وما تكلم به العالم واستنفر الجميع موادهم ومادياتهم وحوائجهم وأشكالهم استعدادا لاستقبال يوم الحب ( فلنتاين ) .. إني لا أريد أن أقدم بين يدي موضوعي هذا مقدمة جذابة لكي تستهوي القراء والعشاق كلا فلا أعتقد شيئا أكبر من الحب جذابٌ .. ولقد أمعنت التفكير وأطلته وعوتبت على التفكير من الأصدقاء والأهل وجلست أتفكر في هذا اليوم ( عيد الحب ) حاولت أن أعرف ماذا يفعل الناس فيه فوجدت أن الفرد يذهب لبائع الزهور والورود ويقول له أعطني أغلى وردة وأنفحها عطرا وأجملها شكلاً بالطبع لكي يهديها لحبيبته أو حبيبه .. يتلفع برداء الحب في يوم الحب حبا في زيارة حبيبته لإهدائها بمناسبة يوم الحب .. أقسم بالذي فلق البحر لموسى أنه الجهل المركب المطبق على ذلك الإنسان وأنه إمعة لا يعرف معنى الحب ولا يدري ما هو الحب دعوني أسائله : هل للحب يوم .. هل يجب علي إذا أردت أن أهدي لحبيبتي وردة أن أنتظر يوم 14 فبراير .. هل يجب إذا أردت أن أهدي لحبيبتي بطاقة أو ( فلورز) أن أنتظر 14 فبراير .. هل يجب أن إذا أردت أن أتكلم مع حبيبتي أن أنتظر 14 فبراير إن هذا ظلم للحب وللحبيبة ولا يسمح في شرع ودستور المحبين والعشاق إهانة الحبيب أو الحبيبة أو ظلمها .. فكيف يستسيغ الإنسان أن يهين حبيبته بيوم الحب .. الذي أعرفه أن العيد معناه الفرح والترح والأنس .. وقد أسموه عيد الحب ووالله لو طلبوا مني مسمى له لأطلقت عليه ( يوم ظلم الحب والحبيب ) كيف يسموه عيدا وفيه إهانة الحبيبة كيف يسمونه حبا وفيه ظلم واستهتار بالحبيبة .. صدقوني لو أتى من يحبني بيوم 14 فبراير وأهدى لي وردة أو ماشابهها لغضبت عليه أو عليها ووبختها و لم أكلمها شهرا كاملا حتى تعود إلى عقلها ورشدها .. وقد فعلت ذلك مع أحد أصدقائي حين صار في العام الماضي 2001 أتى بوردة فتكلمت معه بشكل عقلي وابتعدت عن الدليل الشرعي النقلي على لا يقول أني متحجر ومنغلق وكلمته عقلا .. يا عزيزي هل للحب يوم فأسكت فقلت السكوت علامة الرضا وأنت ما زلت بكر فضحك وقلت له أين أنت يا عزيزي في الثلاث مائة وستة وستين يوما الماضية أولم تكن تحبني أو شرع الله ورسوله يوما لكي يكون في الهدايا والأعطيات أو كان الرسول صلى الله عليه وسلم ينتظر 14 فبراير لكي يهدي لعائشة وأبو بكر وردة أو غير ذلك أو كان أبو نواس ينتظر 14 فبراير أو كان عمر بن أبي ربيعة ذلك الشاعر المتيم المحب بعنف شرس ينتظر 14 فبراير أو كان ... أو كان .. فقال صحيح ليس له يوم محدد ولكني مع الناس قلت له إذا أنت إمعة فقال لا قلت لماذا لم تقف في وجه من يدعي الحب ويهدي بيوم الحب وبينت له أن الحب ليس له يوم . إنتهى
لقد بينت أنه محرم عقلا في شرع المحبين الصادقين الذين يحكمون عقولهم في مثل هذه التفاهات ولا ينظرون إلى يوم ذلك الرجل ( فلنتاين ) والذي حاربه أهله وهذا دليل آخر على أن الحب ليس له يوم .
وأما شرعا فأعتقد أن العلماء لم يقصروا في ذلك ويكفينا قول الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) وقال ( في الإسلام عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى ) أو كما قال .
أرجوكم وأنادي لكل الناس ولكل إمعة ولكل من يقرأ هذا المقال إن ينقله أو فكرته إلى هؤلاء الإمعاوات .. لقد ظلمتم أعظم شيء إنساني إنه الحب لقد ظلمتم الإحساس والشعور الصادق بيومكم الجائر .. لقد ظلمتمونا نحن المحبين حين قررتم وقعدتم لنا يوما وعيد نعايد فيه ونهدي فيه لمن نحب .. بئست القاعدة قاعدتكم سحقا لمن وضع هذا الدستور وبعدا لمن شرع هذا اليوم .
أحبائي وأعزائي .. إني لأحترق ألما كيف يظلموننا ؟.. والعجيب أنه مازال الإنسان مقتنع بهذا اليوم فرسائل الجوال كلها تتكلم عن يوم الحب .. حكموا عقولكم ولا تكونوا( إمعاوات ) .. يملي علينا الغرب والشرق أيامنا ويلزمنا بيوم لحبنا ويحصرنا بيوم لإهدائاتنا .. ونحن وعاء لما يلقيه علينا ونقوم به على أكمل وجه .. لتكن إهدائاتنا للحبيبة وللحبيب في كل يوم يحرقنا الحب ويشعل جذوته فينا نذهب إلى من نحب ونكلمه ونهديه ونضحك معه ونسليه ويسلينا .. ولا ننتظر ( يوم ظلم الحب ) .
لو كان هناك قضاء ومحاكم للمشاكل الوجدانية لكنت أول من يرفع دعوى قضائية على من أسس هذا اليوم ومعي الأدلة والإثباتات وجميع الملفات التي تقر بإدانة هذا اليوم المجرم وظلمه وتسلطه .. ولن أخشى ( فلنتاين ) ولا غيره فهذا رأيي ولا ألزم أحدا برأيي ولو أعطيت قوة إعلامية لرأيتم كيف ( يوم ظلم الحب ) يكون .. لأجعلن كل من يحمل وردة وحتى من (يقلم ) أشجار بيته عبرة لمن إعتبر لأسجننه ولأعاقبنه لأنه تابع لهذا المجرم .. أولم يقولوا كل من يحمل صورة ابن لادن يزج في غياهب السجون ويجلد .. أو لم يقولوا كل من يؤيد ابن لادن فهو تابع له .. إذا سأفعل كما فعل أعور أمريكا وكلبها سأعلن حرب الإرهاب ضد من يرهبون المحبين ضد من يظلمون المحبين .
ولو بقينا طويلا سيخرج يوم وعيد ( الجنس ) وسيكون فيه إهداء إلى الحبيبة ( قارورة ) ( فياقرا) وسيكون الجنس لا بارك الله بالجنس عيدا ينتظره العالم .. وعزائي الكبير لمن كانت حبيبته في يوم عيد الجنس قد أتتها الدورة الشهرية فلا أظنه سيستمتع بعيد الجنس وسيقتنع بأنه خراب في خراب ودمار ولعب .
هذا ما كان في جعبتي وما أحمله تجاه هذا اليوم الظالم .. والله يعلم نيتي .. وأتمنى من الجميع أن يدلوا بدلائهم .. لكي أرى آرائهم .. فهذا رأيي ولا أعلم آراء الآخرين .
فآسف على الإطالة .
وتقبلوا تحيات محبكم ( عصي الدمع ) .