ارتفاع أسعار السكر 13% محليا و18% عالميا
عبد الله البصيلي - الرياض - 02/01/1427هـ
ارتفعت أسعار السكر في السوق المحلية بنسبة 13 في المائة، لتلحق بالارتفاعات السابقة التي بدأت منذ نحو عام بشكل تدريجي، حتى وصلت خلال الأيام الماضية إلى سعر خيالي لم تبلغه من قبل، رغم محاولات التقليل من حدة هذا الارتفاع على المستهلك محليا.
وأرجع مراقبون اقتصاديون الارتفاع إلى الصعود الذي تشهده أسعار النفط وأجور الشحن العالمية إضافة إلى نقص الإمدادات، أسهمت في القفزات المتتالية لأسعار السكر، تزامنا مع ارتفاعات مماثلة شهدتها الأسواق العالمية. حيث قدّر المراقبون نسبة الزيادة فيها بـ 18 في المائة. كما أرجع المحللون ارتفاع الأسعار إلى قرار منظمة التجارة العالمية بالحد من الدعم الحكومي للمزارعين، الأمر الذي أسهم في تفاقم الأسعار.
في الوقت الذي أكد المراقبون، اختفاء خمسة ملايين طن من السكر الأبيض في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة بسبب تقليص دعم الزراعة. أوضح لـ "الاقتصادية" المهندس محمد الكليبي المدير التنفيذي للشركة المتحدة للسكر أن أسباب اختفاء الخمسة ملايين طن من السكر الأبيض في الأسواق العالمية يرجع إلى تعديل النظام الأوروبي الخاص بالحد من دعم مزارعي السكر.
وأشار الكليبي إلى أن المضاربات الحادة وغير المسبوقة في بورصتي نيويورك للسكر الخام ولندن للسكر الأبيض زادت الأمر سوءا، مفيدا أنه يتم تداول السكر كأي سلعة أخرى في البورصتين وذلك نتيجة لدخول مضاربين وصناديق تحوط في أسواق السكر العالمية.
وأضاف أن الانخفاض غير المتوقع في محصول السكر البرازيلي بما نسبته 10 في المائة أدى إلى استمرار هذا الوضع خلال الأشهر الماضية، متطرقا إلى أنه بالرغم من هذا الارتفاع الحاد والمفاجئ إلا أن الشركة المتحدة للسكر حاولت جاهدة التقليل من حدة هذا الارتفاع على المستهلك في السوق المحلية.
من جهته أوضح عبد الله الشقاوي من تجار السكر في السوق السعودية أن سعر السكر سجل قبل 40 يوما 80 ريالا للكيس فئة الـ 50 كيلوجراما، في حين بلغ سعره حاليا 95 ريالا للحجم نفسه، و20 ريالا لعشرة كيلوجرامات.
وأفاد الشقاوي أن الاتحاد الأوروبي بدأ يحد من دعم المزارعين وذلك امتثالا لتوجهات منظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى تراجع صادرات الاتحاد خلال الفترة الماضية في ظل نقص الإمدادات.
وأضاف الشقاوي أن أسعار النفط المرتفعة أثرت سلبا على صادرات السكر بسبب اعتماد الكثير من المصانع على النفط، موضحا أن الذهب الأسود لم يؤثر على نشاط المصانع فحسب، وإنما أثر على أسعار أجور النقل التي كانت تنقل بـ 40 دولارا للطن الواحد، في حين وصل السعر حاليا إلى 70 دولارا للطن الواحد.
وتابع أن المستوى المعيشي المتحسن في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زاد من كمية الطلب، مما ضاعف الأسعار التي كانت تروج في السابق، لافتا إلى أن أكبر شركة أمريكية طالبت خلال المؤتمر الذي عقد في دبي بزيادة إنتاج البرازيل من السكر لكبح جماح الأسعار الملتهبة، على حد وصف الشركة.
وتوقع الشقاوي أن تستمر أسعار السكر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة نظرا لاستمرار العوامل نفسها، لافتا إلى أن بعض الدول العربية تنتج السكر، وأن هذا الإنتاج لا يكفيها مما يدفعها للاستعانة بالواردات الأجنبية.
وأشار الشقاوي إلى أن البرازيل، تايلاند، كوبا، وأستراليا تعتبر من أكبر المصدرين للسكر في العالم، وأن العوامل السيئة التي تعيشها غالبية هذه الدول فاقمت من حجم مشكلة نقص الإمدادات وبالتالي ارتفاع الأسعار.
من جهته قال طارق الحويل إن ارتفاع أسعار السكر سيؤثر سلبا على مصانع الحلويات والمخابز في السوق السعودية، موضحا أن بعض المصانع تستهلك ألف كيس سكر زنة 50 كيلو في الشهر الواحد، وأن ذلك سيؤدي بالتالي إلى تراجع ربحيتها مقارنة بالفترات الماضية.
وبيّن الحويل أن الفرد يستهلك نحو 40 كيلوجراما من السكر خلال العام، حسب الإحصائيات العالمية، نافيا أن يكون لارتفاع أسعار السكر أي تأثير على حجم المبيعات خلال الفترة المقبلة حتى وإن وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها.
ونفى الحويل وجود نقص في كميات السكر في السوق السعودية في الوقت الحالي، مؤكدا أن السوق تحظى بوجود كميات كبيرة تفي بحجم الطلبات من المستهلكين وقد تزيد عن حاجته. يذكر أن البرازيل تعد في الوقت الراهن من أكبر الدول المنتجة والمُصدّرة للسكر في العالم، حيث تنتج نحو 28 مليون طن من السكر سنوياً، وتُصدّر نحو 18 مليون طن.
العرض العادي
